الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رامي أبو شهاب: من الضروري صنع أدوات نقدية خاصة بنا

رامي أبو شهاب: من الضروري صنع أدوات نقدية خاصة بنا
5 مايو 2014 02:18
رضاب نهار (أبوظبي) ضمن البرنامج الثقافي الذي أعدّه مجلس الحوار في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2014، قدّم الناقد والباحث الأردني رامي نزيه حافظ أبو شهاب، يوم أمس الأول، رؤيته النقدية في كتابه «الرسيس والمخاتلة.. خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد العربي المعاصر»، الذي فاز به بجائزة الشيخ زايد للكتاب، فرع المؤلف الشاب. وذلك في جلسة نقاشية أدارها الدكتور مسعود ضاهر عضو الهيئة العلمية للجائزة والحائز على دكتوراه الدولة في التاريخ الاجتماعي من جامعة السوربون في باريس. وتطرقت إلى ما جاء به المفكر والباحث إدوارد سعيد في كتبه التي هزت العالم كله. بشكلٍ عام، ومن خلال تشريح المنهج البحثي الذي اتبعه رامي أبو شهاب في كتابه، حاولت الجلسة النقاشية أن تنفتح على الدراسات النقدية ضمن الفترة الزمنية الخاصة بما بعد الاستعمار، وتحلل بشكل منطقي تبعاً لتاريخ المكان، أصول تلك الدراسات لاستيعاب مصطلحاتها الكثيرة والجديدة على القارئ العربي ربما. مع محاولة جديدة للغوص في الثقافة العربية الحديثة وما تؤمنه من إمكانيات جديدة للبحث في مستقبل الدراسات العربية، بالشكل النظري والتطبيقي. تقاطعت الجلسة في معظم زواياها، مع ما كتبه أبو شهاب في مقدمة كتابه الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، وننتقي منه ما ذكره من غرق النقد العربي في الإطار اللغوي المنغلق ولاسيما منهج البنيوية، مبتعداً عن الفضاءات السياسية والاجتماعية والثقافية المحيطة بالنص الأدبي ما استدعى ظهور ثورة نقدية جديدة، تجسّدت كما قال في كتابه بظهور اتجاهات نقدية جديدة: «إذ بدأنا نلحظ مسميات لمناهج واتجاهات منها: النقد الثقافي، والتاريخانية الجديدة، والماركسية الجديدة، والنقد النسوي، بالإضافة إلى خطاب ما بعد الكولونيالية. والأخير تصاعدت أهميته بعد أن قام الناقد الفلسطيني الأميركي إدوارد سعيد بنشر كتابه «الاستشراق»، مشكلا اتجاها جديدا لقراءة النص ثقافيا بالاعتماد على استراتيجيتي التمثيل والحفر المعرفي اللتين تعدان من أبرز دعائم هذا الخطاب». وفي الحديث عن اتجاهات النقد التي بدأها إدوارد سعيد، يعلّق أبو شهاب في الجلسة: «أعتقد أن مشكلة النقد العربي ـ مع أني مؤلف شاب ولا يحق لي ربما قول مثل هذه الجملة ـ تكمن في تناولنا لرؤية إدوارد سعيد حول «ما بعد الكولونيالية» مكتفين بعشق هذا الرجل الفلسطيني العربي الذي هزّ العالم، مبتعدين عن نظرياته وتشعباتها». وأضاف: «الغرب فهم ماذا يريد إدوارد سعيد أكثر منا نحن أبناء الوطن العربي». كذلك أشار أبو شهاب، إلى أن النقاد العرب لدى قراءتهم لكتاب «ما بعد الكولونيالية» قاموا بوضعه في إطار النقد الثقافي، في حين أنه ينفتح على الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى جانب اعتماده على الجذور التاريخية في العالم. مضيفاً إلى أن النقد العربي انشغل لفترة طويلة بالسيميائية والخطاب اللغوي للنصوص، وهو حتى اللحظة لم يستطع الخروج من هذه الدائرة المغلقة التي لا جدوى منها. وفي نهاية الجلسة قال أبو شهاب: «أول أسس التخلص من الاستعمار الذي غزا بلداننا العربية لفترات طويلة، تكمن في ابتكارنا لأدوات مناهجنا الخاصة، ونبتعد عن تلك التي صدّرها لنا الغرب. لكن للأسف ما يحدث أحياناً أنه وفي طريقنا نحو التخلص منها، نتشبث بها أكثر وأكثر بفعل الظروف الراهنة». وهنا نعود إلى مقدمة كتابه ونقرأ فيها: «شكّل الاستعمار إشكالية لدى الشعوب المستعمرة مسببا ردة فعل لدى مثقفيها، مما دفعهم إلى تشكيل صورة حقيقية عنه عبر تحليل الخطاب المنتج من قبل المستعمر، لا سيما الخطاب الأدبي الذي تم إخضاعه للتحليل عبر اتجاهات واستراتيجيات نصوص عملت على رسم صورة الشعوب المستعمرة في آداب المستعمر، بهدف توفير مبررات للاستعمار من خلال بناء صورة استخبارية متخيلة، أو مغلوطة للشعوب والأمم، تمهيداً لتسهيل عملية الاستعمار، وفي مواجهة ما سبق، نشأ خطاب آخر عمل على نقض الاستعمار، وكشف آلياته واستراتيجياته اتكاء على نص مضاد ومقاوم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©