الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

كفار قريش واجهوا القرآن بطلب الإهلاك

23 ابريل 2015 22:50
أحمد محمد (القاهرة) لما قص رسول الله صلى الله عليه وسلم، شأن القرون الماضية، قال النضر بن الحارث لو شئت لقلت مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين، أي ما هذا إلا ما سطره الأولون في كتبهم، فقال له عثمان بن مظعون رضي الله عنه، اتق الله فإن محمداً يقول الحق، قال فأنا أقول الحق، قال عثمان فإن محمدا يقول لا إله إلا الله، قال وأنا أقول لا إله إلا الله، ولكن هذه بنات الله، يعني الأصنام، ثم قال، اللهم إن كان هذا الذي يقول محمد هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء كما أمطرتها على قوم لوط، أو ائتنا بعذاب أليم، ببعض ما عذبت به الأمم. حجارة من السماء وقال أنس بن مالك إنه سمع أبا جهل يقول اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فنزل قول الله تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)، «سورة الآيتان: الآيات 32 - 33». وقال الإمام ابن كثير، يخبر تعالى عن كفار قريش وعتوهم وتمردهم وعنادهم، ودعاواهم الباطلة عند سماع آياته حين تتلى عليهم أنهم يقولون «قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا»، وهذا منهم قول لا فعل، وإلا فقد تحدوا غير مرة أن يأتوا بسورة من مثله فلا يجدون إلى ذلك سبيلا، وإنما هذا قول منهم يغرون به أنفسهم ومن اتبعهم على باطلهم. وقد قيل، إن القائل لذلك هو النضر بن الحارث - لعنه الله - فإنه كان قد ذهب إلى بلاد فارس، وتعلم من أخبار ملوكهم، ولما قدم وجد رسول الله، قد بُعث، وهو يتلو على الناس القرآن، فكان إذا قام - صلى الله عليه وسلم - من مجلس، جلس فيه النضر فيحدثهم من أخبار أولئك، ثم يقول بالله أيهما أحسن قصصا؟ أنا أو محمد؟، ولهذا لما أمكن الله تعالى منه يوم بدر ووقع في الأسارى، أمر رسول الله أن تضرب رقبته. كثرة العناد وقولهم هذا من كثرة جهلهم وعتوهم وعنادهم وشدة تكذيبهم، وكان الأولى لهم أن يقولوا، اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فاهدنا له، ووفقنا لاتباعه، ولكن استفتحوا على أنفسهم، واستعجلوا العذاب، وتقديم العقوبة كما قال تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، «سورة العنكبوت: الآية 53»، وكذلك قال الجهلة من الأمم السالفة، كما قال قوم شعيب له: (فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)، «سورة الشعراء: الآية 187»، وقال قتادة قال ذلك سفهة هذه الأمة وجهلتها، وقال ابن عباس، إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم، فأمان قبضه الله إليه، وهو النبي، وأمان بقي فيكم وهو الاستغفار، ومعناه وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون، أي لو استغفروا، ولو أنهم أقروا بالذنب، واستغفروا، لكانوا مؤمنين. سبب الجحود وقال صاحب تفسير «المنار»، بعد أن بين تعالى مكر قريش بالنبي صلى الله عليه وسلم بين ما يدل على أن سببه الجحود والعناد فقالوا، اللهم إن كان هذا القرآن، وما يدعو إليه هو الحق منزلاً من عندك، ليدين به عبادك كما يدعي محمد، فافعل بنا كذا وكذا، أي أنهم لا يتبعونه، بل يفضلون الهلاك بحجارة يرجمون بها من السماء أو بعذاب أليم يأخذهم على اتباعه، ومن هذا الدعاء علم أن كفرهم عناد وكبرياء، وعتو وعلو في الأرض، لا لأن ما يدعوهم إليه باطل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©