وليد فاروق (دبي)
لم تشفع المستويات ولا النتائج التي قدمتها فرق دوري الخليج العربي في الموسم المنقضي 2016 -2017 في الارتقاء بمعدلات الحضور الجماهيري في مباريات هذا الموسم، رغم كل المبادرات التي خرجت من جميع أطراف اللعبة، وسعي مختلف الأندية لاستقطاب جماهيرها للحضور بشتى الطرق والوسائل، بل وتقديمهم تذاكر بعض المباريات «مجانية» من أجل حثهم على الحضور.
لكن كل هذا لم يشفع، وواصل المنحنى البياني لمعدلات الحضور في التراجع من الدور الأول للدور الثاني، ليسجل الرقم الإجمالي لعدد الحضور الجماهيري في جميع مباريات الموسم 454920 متفرجاً فقط في 182 مباراة بانخفاض نحو 7240 متفرجاً عن إجمالي الجماهير التي حضرت مباريات الموسم السابق 2015-2016، والذي وصل إلى 462160 متفرجاً، بنسبة انخفاض تعادل 1.2 %.
ورغم أن المؤشرات في نهاية الدور الأول للدوري كانت توحي بأن نسب الحضور الجماهيري أقل بشكل واضح من سابقه، لكن كانت هناك تطلعات أن تحمل مباريات الدور الثاني مؤشرات أفضل، خاصة مع احتدام المنافسة، سواء على قمة الدوري أو فيما يتعلق بصراع الهروب من الهبوط، علاوة على الشحن المصاحب لمشاركات الأندية في بطولة دوري أبطال آسيا، لكن كل هذا لم يتحقق ليصل متوسط الحضور الجماهيري في المباراة بالموسم الحالي إلى 2500 متفرج فقط في كل مباراة.
وكعادة كل موسم، انحصر معظم الحضور الجماهيري في مباريات بعينها لفرق محددة وهم خماسي أهل القمة، العين والجزيرة والوصل والوحدة، وبعدهما بفارق كبير الأهلي، حيث تصدر استاد هزاع بن زايد بنادي العين قائمة أكثر الاستادات استقطاباً للحضور الجماهيري على مستوى المسابقة ككل بإجمالي 77584 متفرجاً في إجمالي مباريات الدوري، التي أقيمت على ملعب العين فقط وعددها 13 مباراة، بمعدل 5968 متفرجاً في المباراة الواحدة، وهو معدل أقل من الموسم الماضي، والذي بلغ 85821 متفرجاً بمعدل 6601 متفرج في المباراة الواحدة.
وجاء استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة - بطل دوري الخليج العربي - ثانياً، حيث ارتفعت معدلات الحضور الجماهيري لمباريات هذا الموسم مرة أخرى ومنذ البداية، مع إصرار الفريق على المنافسة بقوه على اللقب في الجولات الأولى قبل أن تدين الصدارة لمصلحته في الجولات الأخيرة للمسابقة، حيث بلغ الحضور الجماهيري للجزيرة 70988 متفرجاً في جميع المباريات التي أقيمت على ملعبه، بمتوسط حضور بلغ 5916 متفرجاً في المباراة الواحدة، وهو معدل أعلى من الموسم الماضي، حيث بلغ وقتها الحضور الجماهيري 41359 متفرجاً، بمعدل 3181 متفرجاً في المباراة الواحدة.
ويعتبر العين والجزيرة هما الوحيدان اللذان تجاوزا حاجز الـ70 ألف متفرج في إجمالي عدد الحضور لهذا الموسم، وهو ما يعكس التراجع الواضح في عدد الحضور الجماهيري إجمالاً في المسابقة، حيث إن أكبر ناديين من حيث الحضور الجماهيري لم يتجاوز حضورها معاً أكثر من 148572 متفرجاً.
وجاء الحضور الجماهير لفريق نادي الوصل على استاد زعبيل في المركز الثالث بإجمالي 63312 متفرجاً في مباريات الفريق التي أقيمت على ملعبه بمعدل 4870 متفرجاً في المباراة الواحدة، ويعد «فهود زعبيل» من الفرق القليلة التي شذت عن قاعدة التراجع التي سارت عليها معظم الفرق هذا الموسم، حيث يعد المعدل الحالي للحضور الجماهيري هو الأعلى للوصل في تاريخ دوري المحترفين، علماً أن إجمالي حضور جماهيره الموسم الماضي بلغ 40018 متفرجاً بمعدل 3078 متفرجاً في المباراة الواحدة، وبلغت قيمة الزيادة في الحضور الجماهير 23294 متفرجاً بنسبة 58.2% وهو أعلى زيادة بين جماهير كل الأندية.
وفي المركز الرابع لأعلى معدلات الحضور الجماهيري جاء فريق الوحدة بإجمالي عدد حضور 47809 متفرجين في إجمالي 13 مباراة أقيمت على ملعب آل نهيان، بمعدل 3415 متفرجاً في المباراة الواحدة، بزيادة قدرها 9543 متفرجاً عن إجمالي حضوره العام الماضي والذي بلغ 38266 متفرجاً.
وفي المركز الخامس جاء الأهلي حامل لقب مسابقة الدوري موسم 2015 - 2016، والذي تراجع معدل حضوره الجماهيري على استاد راشد بشكل كبير، رغم أن الفريق كان في قلب المنافسة إلى وقت قريب قبل أن يستقر به الترتيب في المركز الثالث، وبلغ إجمالي حضوره الجماهيري 30472 متفرجاً، بمعدل 2344 متفرجاً في المباراة الواحدة، بنقص قدره 31480 متفرجاً عن الموسم الماضي أي أكثر من 50 % نقصاً في الحضور الجماهيري.
وجاءت أندية الشارقة والنصر وكلباء في المراكز من السادس إلى الثامن بمعدلات حضور جماهيري متقاربة، بداية من «الملك» الذي حظي بحضور جماهيري بلغ 28385 متفرجاً، بمعدل 2183 متفرجاً في المباراة الواحدة، وتلاه «العميد» بإجمالي حضور 24244 متفرجاً في جميع المباريات على ملعبه، بمعدل 1865 متفرجاً في المباراة الواحدة، ثم اتحاد كلباء، الذي احتل المركز الثامن في ترتيب الحضور الجماهيري بإجمالي 23913 متفرجاً بمعدل 1839 متفرجاً في المباراة الواحدة، محققاً معدل أفضل بكثير من ترتيبه في جدول دوري الخليج العربي، والذي احتل فيه المركز الثالث عشر ولم ينج من الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، وتفوق على أندية استمرت في دوري الخليج العربي.
ومن المراكز من التاسع حتى الثاني عشر، تراوحت الفوارق في الحضور الجماهيري بين 4 أندية في أعداد بسيطة من الجماهير تكاد لا تتخطى عشرات المتفرجين، والبداية كانت مع فريق الإمارات الذي احتل المركز التاسع بإجمالي 17459 متفرجاً، وبمعدل 1343 متفرجاً في المباراة الواحدة، وتلاه بفارق لا يتخطى الـ40 متفرجاً جاء فريق حتا في المركز العاشر بإجمالي عدد حضور 17419 متفرجاً، وبمعدل 1340 متفرجاً في المباراة الواحدة، وفي المركز الحادي عشر جاء فريق الشباب بإجمالي حضور 17405 متفرجين، بمعدل 1339 متفرجاً في المباراة الواحدة، وهو معدل ضعيف ولا يتلاءم مع اسمه الكبير، وفي المركز الثاني عشر جاء الحضور الجماهيري لفريق بني ياس - الهابط الثاني لدوري الدرجة الأولى - بإجمالي حضور بلغ 17294 متفرجاً، بمعدل 1330 متفرجاً في المباراة الواحدة.
الغريب كان في الفريقين الأقل حضوراً جماهيرياً على مستوى جميع فرق الدوري، وبفارق شاسع بينهما وبين باقي الفرق، وهما دبا الفجيرة والظفرة، وكلاهما حافظ على بقائه في المسابقة ولم يهبط، بل هبط من حققا حضوراً جماهيريا أفضل (اتحاد كلباء وبني ياس)، حيث بلغ إجمالي الحضور الجماهيري لدبا 10821 متفرجاً بمعدل 832 متفرجاً في المباراة الواحدة، وتلاه فريق الظفرة بإجمالي 7815 متفرجاً بمعدل 601 متفرج في المباراة الواحدة.
61 مباراة أقل من 1000 متفرج
دبي (الاتحاد)
في مؤشر واضح على ضعف الإقبال الجماهيري في مباريات الدوري بالنسخة المنقضية، أظهرت إحصائيات لجنة دوري المحترفين وجود 61 مباراة من بين إجمالي مباريات المسابقة ككل والبالغ عددها 182 مباراة بنسبة 33.5% لم تحظَ بحضور جماهيري يتخطى حاجز الـ1000 مشجع في المباراة، وهو دليل يبين التراجع الكبير في عدد الحضور من الموسم الماضي، حيث لم يتجاوز العدد الموسم الماضي 58 مباراة لم تحظَ بحضور جماهيري يصل إلى 1000 متفرج، ولكن زاد هذا العدد في الموسم المنقضي إلى 61 مباراة.
مباراة «التتويج».. أفضل حضور
دبي (الاتحاد)
تُعد مباراة «التتويج»، والتي جمعت بين فريق الجزيرة بطل الدوري مع ضيفه فريق الظفرة في ختام منافسات المسابقة بالجولة رقم 26، يوم 13 مايو 2017، هي أكثر مباريات المسابقة حضوراً جماهيرياً على الإطلاق هذا الموسم، فقد حضر هذه المباراة 17351 متفرجاً، اكتظ بهم استاد محمد بن زايد في نادي الجزيرة في المباراة التي انتهت لصالح «الجزيرة برباعية نظيفة وأعقبها تتويج الأبطال بالدرع».
وفي المركز الثاني، جاءت مباراة «القمة» المؤجلة بين العين والأهلي من الجولة الثالثة، في 31 ديسمبر 2016، والتي جمعت بينهما على ستاد هزاع بن زايد بنادي العين، حيث حضرها 16103 متفرجين، وانتهت بالتعادل الإيجابي 1-1.
وفي المركز الثالث، جاءت أيضاً مباراة الجزيرة أمام العين في الجولة الـ 21، بإجمالي حضور بلغ 13836 متفرجاً في ستاد محمد بن زايد في المباراة التي انتهت لمصلحة «فخر أبوظبي» بهدفين نظيفين.
مفاجأة.. الإقبال الجماهيري في الحر «أفضل»
دبي (الاتحاد)
رغم أهمية الدور الثاني لمسابقة الدوري، والذي شهد حسم صراع المنافسة على القمة وفي نفس الوقت صراع محاولة تفادي الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى، فإن اللافت للنظر أن الحضور الجماهيري في الدور الأول للدوري تفوق وبفارق واضح على الحضور الجماهيري في الدور الثاني للدوري، الذي انطلق اعتباراً من الجولة الـ14 وحتى الجولة رقم 26.
ففي إجمالي مباريات الدور الأول من الجولة الأولى حتى الجولة الثالثة عشرة بلغ إجمالي الحضور الجماهيري في هذه المباريات 235 ألفاً و329 متفرجاً، في حين بلغ الحضور الجماهيري في النصف الثاني من المسابقة على مدار المباريات الثلاث عشرة الأخرى من الجولة الـ14 وحتى الجولة 26 تحديداً، 219 ألفاً و591 متفرجاً، بفارق أقل بحوالي 15 ألفاً و591 متفرجاً، وهي جزئية غريبة، خاصة أن المنافسة في الدور الأول لا تكون ملامحها قد وضحت بعد، علاوة على الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في شهور الصيف عكس النصف الثاني من المسابقة والذي يقام غالباً في أشهر الشتاء، وتكون الأجواء تكون مناسبة للحضور، لكن ما حدث كان العكس تماماً حيث زادت أعداد الجماهير في أوقات الحر وعدم وضوح المنافسة، وقلت في الأجواء الأفضل وحين ظهرت ملامح المنافسة.
الجولة الـ 3 «الأعلى» والـ 25 «الأقل»
دبي (الاتحاد)
لم تنجح مباريات الدور الثاني للمسابقة في كسر تفوق الجولة الثالثة من الدور الأول من حيث كونها أعلى الجولات حضوراً جماهيرياً، متفوقة على الجولات الـ25 الأخرى للدوري بجدارة وبفارق شاسع، حيث شهدت هذه الجولة حضور 26900 متفرج في مبارياتها السبع التي شهدتها، بمتوسط 3843 متفرجاً في المباراة الواحدة، وبفارق ضئيل جاءت الجولة الحادية عشر في المركز الثاني من حيث الحضور الجماهيري بإجمالي 26621 متفرجاً، بمتوسط 3803 متفرجين في المباراة الواحدة، وبعدهما جاءت الجولة السادسة عشرة في المركز الثالث بإجمالي 25782 متفرجاً، بمتوسط 3683 متفرجاً في المباراة الواحدة.
أما أقل الجولات حضوراً جماهيرياً، فكانت الجولة 25، حيث حضر كل مبارياتها 9063 متفرجاً فقط، بمتوسط 1295 متفرجاً في كل مباراة من مبارياتها السبع، وتلاها في الترتيب الجولة الـ22، حيث حضرها 9518 متفرجاً فقط، بمتوسط 1360 متفرجاً في المباراة الواحدة، وفي المركز الثالث جاءت الجولة الأولى والتي حضرها 9634 متفرجاً، بمتوسط 1376 متفرجاً في المباراة.
عدد اليوم
