الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فشل التوصل إلى حلول فعالة للأزمة المالية يصيب مجموعة الـ 20 بالإحباط

فشل التوصل إلى حلول فعالة للأزمة المالية يصيب مجموعة الـ 20 بالإحباط
22 ابريل 2013 23:22
واشنطن (رويترز) - كشفت المباحثات الرسمية والمناقشات الجانبية لصناع السياسات المالية بمجموعة العشرين، خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن، عن حالة من الإحباط طالت الجميع، بسبب عدم القدرة على صياغة حزمة سياسات فعالة للسيطرة على أزمة اقتصادية ومالية طويلة الأمد لم تظهر علامات على قرب نهايتها. وقال وزير المالية البرازيلي جيدو مانتيجا، إنه لا يمكن الإعلان بوضوح اجتياز أسوأ مرحلة، وأن أمد الأزمة يمكن أن يطول، رغم كل الجهود في مجموعة العشرين وغيرها من المحافل الدولية. وبعد أكثر من ثلاث سنوات من انتهاء الركود العالمي، لا يزال تباطؤ النشاط الاقتصادي في الدول الغنية والفقيرة يربك صناع السياسات الذين كانوا يتوقعون تقدماً أكبر، ويثير مخاوف من عدم وفرة الخيارات المتاحة لتنشيط النمو. ويواجه صناع السياسات قائمة من المشكلات، فالاقتصاد الأميركي لا يزال محاصراً بجبال ديون القطاع العائلي، ويواصل التراجع الحاد بين فترات من النمو المتواضع، كما أن «منطقة اليورو» غارقة في الركود وتترنح من أزمة إلى أخرى، وتتعامل حاليا مع أحدث بؤر التوتر وهي قبرص. وحتى الدول ذات الأداء الاقتصادي المدهش كالصين والبرازيل تعاني من نقص القوة الدافعة لمواصلة النمو. وسجلت الصين العام الماضي أقل معدل نمو سنوي لها منذ 1999، وتراجع اقتصاد البرازيل إلى نقطة قريبة من الصفر، بينما تواجه البلاد تهديد التضخم بشكل متزايد. وأبقت البنوك المركزية للدول المتقدمة أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها منذ 2008 وضخت أكثر من 6 تريليونات دولار في أجهزتها المصرفية في صورة قروض وعمليات شراء أصول تعرف باسم «التيسير الكمي»، كما ساعد «المركزي الأوروبي» في خفض تكاليف الاقتراض لحكومتي إسبانيا وإيطاليا، وتم منح أموال إنقاذ لأيرلندا والبرتغال واليونان. وبالرغم من ذلك لا تزال العودة إلى الأوضاع الطبيعية حلماً بعيد المنال، بعدما عدل صندوق النقد الأسبوع الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للعام الجاري، حيث تواجه البلدان الغنية نمواً أقل من 2% للعام الثالث على التوالي، مع توقعات بنمو الناتج المحلي الأميركي 1,9% فقط. وتوقع الصندوق أداءً ضعيفاً للاقتصاد الياباني العام الحالي، بحيث لا يزيد تضخم أسعار المستهلكين عن 0,1%. على خلفية ذلك، بدا واضحاً غضب وزراء المالية ومسؤولي البنوك المركزية الذين شاركوا في اجتماعات مجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي. وقال ب. شيدامبارام وزير المالية الهندي على هامش الاجتماعات: «ما لم توحد أوروبا جهودها، وما لم تزهر البراعم الخضراء التي نراها في الولايات المتحدة، وما لم تنجز اليابان مهمة إنعاش اقتصادها شبه المستحيلة وتسجل معدل تضخم عند 2% لن تستطيع الاقتصادات النامية والناشئة تحقيق نمو مرتفع». وأشار وزير المالية البرازيلي إلى ارتفاع البطالة في الاقتصادات المتقدمة الكبيرة، مؤكداً أن مكافحتها قد يتطلب مزيداً من الحوافز المالية، وهو علاج قوبل بالرفض في بعض الدول خصوصاً دول «منطقة اليورو». وأضاف أن الأسواق الناشئة متأثرة بفتور الطلب في الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى، في ظل عدم قدرتها على الحفاظ على مستويات نمو الأعوام السابقة. وعبر المسؤولون عن قلقهم من إفراط الاقتصادات المتقدمة في الاعتماد على السياسات النقدية شديدة التيسير، التي تراجعت فاعليتها بمرور الوقت. وقال مسؤول كوري جنوبي لـ»رويترز» في اجتماعات مجموعة العشرين، إنه بالرغم من استخدام اقتصادات متقدمة للتيسير الكمي عدة مرات لم يتغير شيء. ويعود جانب من مناخ الإحباط في دوائر صنع السياسات العالمية، إلى أن الاقتصاد العالمي أصبح أكثر تشابكاً في التمويل والتجارة منه قبل عقود قليلة، ما يجعل من الصعب تبني سياسات تساعد بلداً معيناً دون أن تؤثر سلباً على بلدان أخرى. وقبل الأزمة المالية التي اندلعت بين 2007 و2009 كانت مجموعة قليلة من الدول المتقدمة تسيطر على السياسة الاقتصادية العالمية، أما الآن فقد أصبحت مجموعة العشرين التي تشمل دولاً غنيةً وفقيرةً، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي هي من يدير دفة الاقتصاد العالمي. وتتخوف الدول الفقيرة من أن تضرب الحوافز المالية في الدول الغنية استقرار الاقتصادات عبر إغراقها بالأموال، أو رفع التضخم أو تكوين فقاعات أصول. وتخفض طباعة النقود بالولايات المتحدة وأوروبا واليابان قيمة عملات الدول الغنية، وتساعد مصدريها على حساب مصانع في دول كالبرازيل. وهو ما يغذي التوترات في منتدى كبير كمجموعة العشرين حيث تتنافس أصوات غير متناغمة. وقال ثارمان شانموجاراتنام رئيس اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية التي تقدم المشورة لصندوق النقد حول النظام المالي والنقدي العالمي: «لن نحصل على مجموعة مثالية من السياسات لكل طرف في العالم». واعتبر أن الصعوبة تكمن في إيجاد مزيج سياسات يساعد الاقتصادات على النمو دون خطر تكون فقاعات في المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©