مدرب مازيمبي: بطولة العالم للأندية “غير عادلة”

بعد أن حقق المفاجأة في دوري أبطال أفريقيا، وقاد فرقة مازيمبي إلى انتزاع اللقب الأقوى في القارة السمراء أمام نخبة من أشهر الأندية الكبرى، يجهز المدرب الفرنسي من أصول إيطالية دييجو جرازيتو فرقة “الغربان” لتحقيق مفاجأة جديدة في بطولة العالم للأندية، وتعريف جماهير الكرة العالمية بقوة الفريق الذي يقوده، وحجم العمل الذي بذله طوال الموسم الماضي للتواجد بين نخبة من أفضل الأندية الكبرى. التقينا دييجو خلال وصوله إلى أبوظبي، وخضنا معه في العديد من المواضيع التي تتعلق بسر التألق في دوري أبطال أفريقيا، والصعوبات التي واجهها في مشواره وطموحات وأحلام فريقه في مونديال الأندية، إلى جانب العديد من المحاور الأخرى، خاصة التي تتعلق بنظام البطولة ونظرته الشخصية لتوزيع مشاركات الفرق. في البداية انطلق الحديث من أهمية التواجد في هذه البطولة، حيث قال: نعيش لحظات تاريخية في أول مشاركة لفريق مازيمبي والكرة الكنغولية، في هذا الحدث العالمي الكبير، فهي مناسبة لا تتكرر كثيراً، وحلم لكل اللاعبين والأجهزة الفنية باللعب في مونديال الأندية، والتواجد ضمن نخبة الفرق العالمية. وأضاف أن هدفنا الاحتكاك بأندية قوية، ولها شهرة عالمية، واللعب إلى جانب لاعبين معروفين، ولهم تجربة وخبرة طويلتان لأن مثل هذه التظاهرات تنعكس إيجاباً على اللاعبين وتدفعهم لتقديم أفضل ما عندهم حتى يظهروا بشكل إيجابي، كما أوضح أيضاً أن الرغبة الداخلية لدى كل لاعب تحفزه لتقديم أفضل العروض وتفجير الطاقات للفت أنظار الأندية الكبرى والفوز بعقود احتراف مهمة. وبخصوص اللقب الأفريقي الصعب الذي توج به فريق تي بي مازيمبي قال دييجو: الأمر لم يكن سهلاً لأننا واجهنا مراحل صعبة في مشوار التتويج باللقب، وحتى الفرق متوسطة الإمكانات لم يكن الفوز عليها أمراً هيناً لأن المواجهات الأفريقية لها ظروف خاصة، ومعطيات مختلفة تماماً، وأن فريقه قطع مسيرة ناجحة، وعرف كيف يتعامل مع مختلف الأدوار ليصل إلى المباراة النهائية، ويحسم اللقب الأفريقي. كما اعترف دييجو بأن التتويج باللقب الأفريقي كان مفاجأة لفريق مازيمبي نفسه لأن الهدف في بداية المسابقة كان يتمثل في الوصول إلى الأدوار المتقدمة فقط، إلا أن عطاء اللاعبين وحسن تعاملهم مع ظروف المسابقة أهلهم للفوز باللقب المستحق. وقال إن التتويج تحقق بالعمل الجاد والالتزام حيث وثق اللاعبون في إمكاناتهم وقدموا كل ما يملكوا في التدريبات والمباريات، الأمر الذي كانت نتيجته إيجابية في النهاية، واعتبر كذلك أن اللقب الأفريقي يمثل عاملاً محفزاً للمستقبل من أجل بذل الجهد والعمل على النجاح وتحقيق الأفضل. وقبل ضربة البداية أمام فريق بوهانج ستيلرز الكوري بطل آسيا سألنا دييجو عن توقعاته لهذه المواجهة القوية، وحظوظ فريقه فقال: الحقيقة أننا لا نعلم الكثير عن منافسنا في المباراة الأولى، بالرغم من مشاهدة بعض أشرطة المباريات التي لعبها في دوري أبطال آسيا، وذلك لأن الوضع يختلف تماماً بين مراقبة فريق على أرض الملعب، ومشاهدة طريقة لعبه وأبرز نقاط قوته وضعفه وبين متابعة شريط مباراة من التلفزيون. وأضاف أن الأمر بالنسبة لي يتعلق بفريق مازيمبي لأنه يجب أن يقدم الأداء الذي يليق به ويثبت للجميع أنه فريق قوي قادر على المنافسة بجدية ومقارعة الأندية الكبرى بغض النظر عن أسماء المنافسين، وأوضح دييجو أنه يعول على لاعبيه لتقديم أداء قوي وتحقيق نتيجة إيجابية، كما اعتبر أن حظوظ مازيمبي في الفوز تصل إلى 53 % وذلك انطلاقاً من ثقته في قدرات اللاعبين على تحقيق هدفهم بنجاح في مباراة الغد. وتحدث دييجو جرازيتو عن نظام إقامة بطولة العالم للأندية بدخول ممثل القارة الأوروبية والفائز ببطولة كأس ليبرتادورس بداية من الدور نصف النهائي، على عكس بقية الفرق الأخرى التي تبدأ مبكراً منذ الدور ربع النهائي فقال: الأمر غريب لأن المشاركين في هذه البطولة هم أبطال من كل قارة، وبالتالي فإن التميز بينها وتفضيل فريق عن الآخر ليس عادلاً، كما أن وجود أندية مشهورة عالمياً، وتملك لاعبين كبار لا يعني أنها أفضل من أبطال بقية القارات. وأضاف أنه من الواضح أن “الفيفا” لا يأخذ بمشاركة بعض أبطال القارات بمحمل الجد مثل بطل القارة الأفريقية الذي يلعب منذ بداية البطولة يمكن أن يودع من مباراة واحدة، بينما يظهر الأمر مختلفاً تماماً بالنسبة لنظرة “الفيفا” إلى بطل القارة الأوروبية مثلاً، حيث تتم مراعاة مشاركاته المحلية والقارية مثل فريق برشلونة الإسباني الذي لعب الأسبوع الماضي في الدوري، وشارك أمس في دوري أبطال أوروبا ثم يصل إلى أبوظبي للمشاركة في بطولة العالم للأندية، بينما على بقية الاتحادات الأخرى تدبر أمرها بنفسها والتواجد في الموعد المحدد للمشاركة في البطولة، وتساءل دييجو جرازيتو مدرب مازيمبي: هل “الفيفا” يعتبر فرقنا من العالم الثالث حتى على المستوى الكروي ويجبرنا على المشاركة وفقاً لظروف الأندية الكبرى؟، كما أكد مدرب مازيمبي أيضاً أن فريقه يضم 11 لاعباً من المنتخب الكونغولي، وبالتالي فهم لاعبون دوليون ومرتبطون بالتزامات مع منتخب بلادهم الذي سيخوض مباريات كأس أمم أفريفيا الشهر المقبل، وبالتالي كان لابد من مراعاة ظروف مختلف الأندية والتعامل بنظام أكثر عدالة في المسابقة الحالية حتى نضمن نفس فرص النجاح كل الفرق المشاركة. وعن المقترحات التي يمكن أن يتقدم بها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل مبدأ تكافؤ الفرص بين مختلف الأندية المشاركة، قال دييجو جرازيتو: على لجنة المسابقات بـ”الفيفا” إقامة قرعة لتحديد المتنافسين منذ الدور الأول وذلك بتوزيع كل الأندية سواسية حتى تنطلق جميعها بنفس الحظوظ ولا يتم تفضيل فريق عن الآخر. وأشار دييجو جرازيتو إلى أن فريقه كان في إجازة أسبوعين بسبب نهاية الدوري الكونغولي، الأمر الذي أثر سلباً على لياقة اللاعبين ودفع بالجهاز الفني للتركيز على الجانب البدني في التحضيرات التي سبقت البطولة، علماً بأن بعثة مازيمبي وصلت مبكراً، حرصاً على الاستفادة من الأجواء ورفع درجة تجهيز الفريق بدنياً وفنياً. وتحدث مدرب مازيمبي عن ظروف عمله في الكونغو الديمقراطية والمصاعب التي واجهها في طريق التتويج باللقب حيث قال: ظروفنا قاسية جداً، ولا نملك التجهيزات الرياضية المطلوبة والإمكانات الكبيرة إلا أن عزيمتنا كانت قوية وروح التحدي قادنا إلى النجاح، ويكفي أن ألخص مصاعبنا في التدريبات التي نخوضها على نصف ملعب كرة قدم لأن فرقاً أخرى تشاركنا التدريبات، وبالتالي لا نجد حتى المساحة الكافية لتطبيق خططنا وبرامجنا الفنية في تواجد 35 لاعباً بالفريق. وأضاف لو كان لدينا ملعب مثل ستاد الزعفرانة بأبوظبي لوصلنا إلى العالمية لأنه ملعب يتمناه أي فريق في الكونغو بفضل أرضيته الممتازة وتجهيزاته المميزة. وأشاد دييجو جرازيتو بالإمكانات الهائلة والتجهيزات العالمية والفنادق الفاخرة التي وفرتها أبوظبي للفرق المشاركة قائلاً: الإمكانات تفوق أحلام اللاعب الأفريقي ولو اشتكى أحد من أي شيء فلا تصدقوه لأنه لا يقول الحقيقة”، وأكد مدرب مازيمبي أن الإمارات بلد غني ويملك كل الظروف المواتية لاستضافة أكبر الأحداث الكروية ونجاحها، وبالتالي فإن إقامة كأس العالم في أبوظبي مكسب كبير للمسابقة.