«البارسا المبدع» العرض القادم على مسرح الأحلام

سيكون عشاق العملاق الكتالوني برشلونة وأنصار الكرة الجميلة حول العالم على موعد مع الظهور التاريخي للفريق بنجومه ميسي الملقب بـ “ميسيدونا” وهو لقب يمزج اسم ميسي مع مارادونا، وإبرا وهنري وأنييستا وتشافي هرنانديز وبويول وقائمة طويلة من المبدعين اتخذت من أبوظبي مسرحاً لأحد عروضهم التي لا يتوقفون خلالها عن مطاردة المجد وحصد الألقاب، ووسط أجواء مفعمة بالإثارة في أبوظبي وبحث دائم عن تذاكر مباريات البارسا “على وجه التحديد” يترقب الجميع وصول الفريق المشغول حالياً بدوري الأبطال الأوروبي، ثم لقاء هام في الدوري الإسباني مع إسبانيول في الأسبوع الرابع عشر، وهي المباراة التي ستقام السبت 12 ديسمبر الحالي، ويتوجه الفريق بعدها إلى أبوظبي تأهباً للانقضاض على اللقب السادس على أرض الإمارات، فقد نجح البارسا في عام 2009 في الحصول على الثلاثية التاريخية الشهيرة (دوري الأبطال والليجا ولقب الكأس المحلية) ثم فاز بكأس السوبر الأسباني وكأس السوبر الأوروبي، وها هو يتطلع إلى أبوظبي للحصول على اللقب السادس قبل أن يلملم العام الحالي أوراقه ويودعنا، وهو عام تاريخي بكل المقاييس للبارسا الذي يظل مرشحاً فوق العادة للظفر بأول لقب لمونديال الأندية في تاريخه. وعلى الرغم من أن برشلونة يملك تاريخاً كبيراً يمتد لأكثر من 100 سنة خلت، إلا أن الحصول على لقب كأس العالم للأندية لايزال يدغدغ أحلام عشاق النادي. وقد وصل برشلونة عام 1992 إلى المباراة النهائية في الكأس بشكله السابق عندما كان تحت اسم كأس انتركونتيننتال وخسر بنتيجة 2-1 أمام ساو باولو البرازيلي. وكان الظهور الثاني في هذه البطولة التي أصبح اسمها كأس العالم للأندية عام 2006 وعندها استطاع النادي الإسباني الإطاحة بنادي أميركا المكسيكي برباعية نظيفة في نصف النهائي قبل أن يُسقطه هذه المرة أيضاً نادي برازيلي في المباراة النهائية وهو انترناشيونال الذي فاز بفضل هدف مستحق سجله المهاجم أدريانو. وخلال الموسم الماضي اعتقد القليل بأن جوسيب جوارديولا سيكون له هذا الأثر السحري والسريع عندما استلم تدريب برشلونة، خاصة بعدما رحل نجوم كبار مثل رونالدينهو وديكو عن صفوف النادي، ولكن الأمر الذي ساعده على اكتشاف خلطة النجاح أن استلامه لتدريب هذا النادي العريق ترافق مع إجراء النادي ثلاثة تعاقدات ناجحة تمثلت بدانييل ألفيس وجيرارد بيكيه وسيدو كيتا. وتمكّن جوارديولا الذي شغل سابقاً منصب مدرب نادي برشلونة الرديف من جمع المجد من أطرافه بإحرازه ثلاثة ألقاب هذا الموسم وهي الدوري الإسباني وكأس الملك ودوري أبطال أوروبا في إنجاز تاريخي لم يسبقه إليه أحد. هذا إلى جانب اللمسات الكروية والتكتيكات الفنية التي ينفرد بها النادي والتي استطاع نجومه بفضلها أن يسجلوا عدداً من الأرقام القياسية على صعيد الأهداف المسجلة أو الفترات الطويلة التي لم يذق فيها النادي طعم الخسارة. وسيكون الهدف التالي لنجوم برشلونة هو حصد اللقب السادس من خلال الحصول على الذهب في كأس العالم للأندية بأبوظبي، ولكن ذلك لن يكون سهلاً على الإطلاق وسيكون المشوار إليه شاقاً، إلا أن قدرة جوارديولا على تحويل مجموعة من اللاعبين المختلفين إلى فريق متناغم سيخوض البطولة في ديسمبر بهمة عالية حيث لا ينقصه الدافع أو الحافز لاعتلاء منصة التتويج. وبقدر ما يتمتع به البارسا من تاريخ كبير فإنه يمتلك مجموعة رائعة من أبرز النجوم وعلى رأسهم: ريكاردو زامورا، لاديسلاو كوبالا، لويس سواريز، يوهان كرويف، دييجو مارادونا، جاري لينيكر، روماريو، أندوني زوبيزاريتا، بيب جوارديولا، رونالد كويمان، خريستو ستويشكوف، مايكل لاودروب، رونالدينهو، ديكو، ليودوفيك جيولي، ليليان تورام. كما يتمتع برشلونة بالقائمة الأفضل لنجوم كرة القدم في العالم خلال الفترة الحالية، وأبرز هؤلاء كارلوس بويول، رافاييل ماركيز، تشافي هيرنانديز، أندريس أنييستا، ليونيل ميسي، تيري هنري، وانضم إليهم النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي أثبت أنه أحد أفضل المهاجمين في العالم، فقد تمكن من ترسيخ مكانته في البارسا خلال عدة أسابيع. وفي طريقه إلى أبوظبي استطاع برشلونة بقيادة جوارديولا اجتياز مرحلة المجموعات من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي بتصدره للمجموعة الثالثة التي كانت تضم سبورتينج لشبونة البرتغالي وشاختار دونيتسك الأوكراني وبازل السويسري. ثم أسقط النادي الإسباني ليون الفرنسي بنتيجة 6-3 في مجموع المباراتين في مرحلة خروج المغلوب الأولى ولم يسلم بايرن ميونخ الألماني من الإعصار الكاتالوني في ربع النهائي بنتيجة 5-1 في مجموع المباراتين. أما نصف النهائي فقد شهد فوز النادي الإسباني على تشيلسي الإنجليزي بفضل قاعدة الهدف المسجلة خارج أرضه بفضل هدف من من أندريس أنييستا في مباراة الإياب، أما في المباراة النهائية في روما، سجل كل من إيتو وميسي هدفي الفوز لبرشلونة الذي أسقطة مانشستر يونايتد بقيادة مدربه السير أليكس فيرجسون ونجمه كريستيانو رونالدو. ومن الأرقام اللافتة في مسيرة البارسا خلال النسخة الماضية لدوري أبطال أوروبا نجاحه في تسجيل 30 هدفاً ليحتل النادي المركز الأول في عدد الأهداف. بينما تربع نجمه الكبير ليونيل ميسي على صدارة ترتيب الهدافين بتسعة أهداف سجلها خلال 11 مباراة، وأصبح ميسي المرشح الأوفر حظاً للفوز بلقب أفضل لاعب في العالم لعام 2009 بفضل مشاركته المؤثرة في تتويج البارسا بهذا العدد من البطولات خلال موسم واحد.