الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

احتدام الصراع المسيحي على الزعامة المارونية

23 سبتمبر 2008 02:12
انفجر صراع مسيحي- مسيحي في لبنان، ظاهره انتخابي، وباطنه سباق الى الزعامة المسيحية خصوصاً المارونية منها، واحتل هذا النزاع بين أقطاب رئيسيين في المعارضة والموالاة، المساحات السياسية التي سبق وترجمت مصالحات في طرابلس وجبل لبنان· وكان رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع قد فجر قنبلته السياسية يوم الأحد، حين خاطب المسيحيين تحديداً في مهرجان لـ''القوات'' قائلاً: ''مصير لبنان برمته بين ايديكم خلال الانتخابات''· وهذا الكلام استفز القيادات المارونية -كما قالت مصادر قواتية لـ''الاتحاد''- خصوصاً خصم جعجع اللدود، رئيس تيار ''المردة'' الوزير السابق سليمان فرنجية· ورد فرنجية امس في مؤتمر صحفي على جعجع، فاشار الى أن الاخير ''يعتبر العار مجداً'' وأن الاعتذار الذي قدمه عن الأخطاء التي قام بها خلال الحرب اللبنانية ''هو نتيجة ضغوط مورست عليه، ولا نرى ان هذا الاعتذار يعنينا، لان واجبه الوطني كان قتل والدي طوني فرنجية، ولكن في الطريق قتل 30 شخصاً فاعتذر من ذويهم''· كما اعتبر فرنجية كلام جعجع اعتذاراً من الطيارين الذين سقطوا في الطوافة التي اغتال فيها رئيس الوزراء رشيد كرامي، واعتذاراً من اهالي بلدة شننعير في كسروان ''لأن واجبه الوطني كان يقضي بأن يشارك جهاد عبدالحليم خدام في طمر براميل النفايات السامة في خراج البلدة''· وعدّد فرنجية الجرائم التي ارتكبها جعجع في السابق ولم يعتذر من المعنيين منها، لكنه اضاف أن اعتذاره مقبول، وتحداه في المقابل ان يخطو خطوة نحو الوفاق والمصالحة المسيحية، بهدف تنظيم الخلاف بين القوى السياسية المسيحية، وتحويله الى صراع ديمقراطي تحدده الصندوقة الانتخابية في المرحلة المقبلة· واقترح فرنجية ان تكون رئاسة الجمهورية هي الحَكَم بين القوى السياسية من اجل الحوار والوفاق والمصالحة بين المسيحيين ،للحيلولة دون حصول اعمال عنف فيما بينهم· ودعا البطريرك الماروني نصرالله صفير الى ان يكون ''حكماً وليس طرفاً'' بين المسيحيين في لبنان· واعتبر فرنجية أن الحشد الذي ادعاه جعجع في احتفال القوات يوم الأحد ليس كافياً للمجيء بنائب واحد الى البرلمان في الانتخابات المقبلة· وكان رئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' البرلماني رئيس ''التيار الوطني الحر'' النائب الجنرال ميشال عون قد سبق فرنجية في الرد على جعجع واتهمه بتحويل مهرجان الصلاة على ''شهداء القوات'' إلى تجارة انتخابية· وقال عون (موجهاً كلامه الى جعجع دون ان يسميه): ''اينما وجد بعض الهامشيين في المجتمع المسيحي فإنهم يسببون كل المشكلات، ولا يمكـــــن ان نقوم بتربية قائمة على العنف ونحكي في الوقت نفسه بالمصالحة، بل يجب تغيير الخطاب العنفـــــي لتثقيف الناس والترقي الى الامام، لان اي تنافس سياسي يقــــــوم على الاستفزاز لاشك أنه ســــــيؤدي الى صدامات وقتل ومشكلات· ولذلك نقول لفئات الهامشيين الذين لا يقنعون إلا بوسائل العنف ونحن نرفض مقولتهـــــم: ''حبونا او خافونا''· وبالمقابل، فإنه بموازاة انفجار الصراع المسيحي- المسيحي على الزعامة، سجل تقارب اسلامي- إسلامي لافت في اطار مساعي المصالحات الوطنية وكشفت وسائل اعلام ''حزب الله'' ان الترتيبات النهائية لاجراء مصالحة بين الحزب وتيار ''المستقبل'' اكتملت وهي ستترجم على الارض ''قريباً جداً'' وتتمثل بزيارة رئيس كتلة ''الوفاء للمقاومة'' النائب محمد رعد قصر قريطم للاجتماع بالنائب سعد الحريري على ان يرد الأخير الزيارة للامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصرالله على الاثر
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©