الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«تعليمية الوطني»: «الكادر» يعيد المُعلم المتقاعد للفقر

«تعليمية الوطني»: «الكادر» يعيد المُعلم المتقاعد للفقر
22 ابريل 2013 23:45
السيد حسن (الفجيرة) - أكدت لجنة شؤون التربية والتعليم في المجلس الوطني الاتحادي ضرورة إعادة النظر في أوضاع المعلمين العاملين في وزارة التربية والتعليم، بما يضمن توفير سبل الحياة الكريمة للمعلم وتحسين صورته، وإبراز مكانته وأهمية دوره في صناعة الأجيال بين أفراد المجتمع، لافتة إلى أن الكادر الوظيفي يعيد المعلم إلى حياة الفقر بعد سن التقاعد حيث يخصم من راتبه الثلثان تقريباً. وكشفت اللجنة خلال جلسة عقدت بالمركز الثقافي بالفجيرة إعدادها دراسة ميدانية لاستقصاء هموم ومشكلات المعلم في الميدان التربوي، من خلال ورش عمل وجلسات تعقد في مختلف إمارات الدولة، تمهيداً لمناقشتها مع “التربية” خلال في الفصل التشريعي المقبل. وقالت الدكتورة منى البحر رئيس لجنة شؤون التربية والتعليم في المجلس الوطني الاتحادي في الجلسة التي عقدت بحضور حمد الرحومي مقرر اللجنة، وعائشة اليماحي، وغريب الصريدي عضوي المجلس الوطني الاتحادي عن إمارة الفجيرة، وعدد من مديري ومديرات المدارس والمعلمين وأمناء السر والاختصاصيين الاجتماعيين في منطقتي الفجيرة والشارقة التعليميتين، إن اللجنة تعمل في حدود اختصاصات المجلس التشريعية والرقابية، وأنها سوف تركز كافة المشكلات والمعوقات التي تعوق المعلم عن أداء دوره الريادي والتنويري كما يجب أن يكون داخل مدارسنا وفي المجتمع. وأشارت إلى خطورة دور المعلم في الأمن القومي للدولة والدول بشكل عام، وفي بناء الحضارات فهو صاحب الدور الأول وعلى كتفيه يمكن أن تحقق الإمارات نهضتها الكبرى لتكون ضمن دول العالم الأول، بالمعرفة، ودخول معترك التكنولوجيا التي تنتجها الدول فتحتل بها المراكز الأولى، مؤكدة أنه من دون المعلم لن تكون هناك معرفة ولن يكون هناك تقدم. وأضافت الدكتورة البحر أن المعلم محاصر بضغوط عديدة تمنعه من القيام بدوره الطليعي والهام داخل المجتمع، ما قد يتسبب في إعاقة النهضة التي تشهدها الدولة، في حال تأخر إعادة النظر في أوضاع المعلم وبحث همومه ومشكلاته والعمل على إيجاد حلول ناجعة لها. وأضافت: “من الضغوط التي يواجهها المعلم تهميش دوره وتراجع دوره وصورته المعنوية داخل المجتمع، وساهم الإعلام في ترسيخ تلك الصورة السيئة عنه، بالإضافة إلى كثرة متطلبات ملفات الأداء التي تشغل المعلم عن دوره الحقيقي في إعداد أجيال من الطلاب المواطنين المتعلمين والقادرين على التفكير الصحيح والإبداع في كافة المواد العلمية والأدبية”. وقالت: “أوضحت الجلسة هموم المعلم الحقيقية الملموسة في نظام تعليمي يسهم كادره الوظيفي في إعادة المعلم إلى حياة الفقر والبؤس من جديد، بعد سن التقاعد حيث يُخصم من راتبه الثلثان تقريبا”. وتلقت اللجنة خلال الجلسة عدداً من الآراء والمداخلات من مديري مدارس ومساعدين ومعلمين وأمناء سر وغيرهم، وقال عبيد اللاغش مدير مدرسة محمد بن حمد الشرقي للتعليم الثانوي بنين بالفجيرة: “للأسف الشديد هناك تراجع كبير في الإقبال على مهنة التدريس ووظيفة المعلم ووصلت نسبة المعلمين المواطنين لدينا إلى 1% فقط في مدارس الذكور بالفجيرة، وعلى سبيل المثال في مدرستي لدينا 800 طالب و75 معلماً يوجد بينهم فقط 10 معلمين وإداريين من المواطنين، بما يعكس العزوف التام عن التوظيف في المدارس من قبل المواطنين”. وأضاف اللاغش: أقترح تشكيل لجان إرشادية داخل الجامعات تحفز الطلبة على الالتحاق بكليات التربية والعمل في مهنة التدريس، وعلينا أن ننتهج ذات الطريقة التي تقوم بها الشركات في استقطاب الطلاب لدراسة تخصص علمي ما، وتوفير رواتب للطلاب أثناء فترة دراستهم ومن ثم إبرام عقود معهم خلال الدراسة للعمل بها عقب التخرج مباشرة. من جانبه، قال هاشم البيرق معلم سابق: “الحكمة تقول “اعطني معلماً جيداً أعطك حضارة”، وتساءل أين هو المعلم الآن في مجتمع الإمارات؟ وما الفرق بينه وبين باقي أفراد المجتمع؟ بالطبع تراجع دوره وانخفضت مكانته، ولو سألنا جميع الحضور هنا وهم جميعا من التربويين هل يتمنون أن يكون أبناؤهم معلمين بالقطع ستكون الإجابة بالنفي. وفي تعقيبه، قال حمد الرحومي مقرر لجنة شؤون التربية والتعليم بالمجلس الوطني: “من المؤكد أن هناك مشكلة كبرى يواجهها المعلم في الإمارات بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتحسين أوضاعه، ولكن أتفق مع الآراء السابقة في أنه لابد من وقفة جادة والنظر بعمق شديد لأوضاع المعلم الذي يعاني من مشكلات وهموم، وليس هناك من دليل أصدق من إغلاق كلية التربية بجامعة الإمارات خلال العام الدراسي الحالي، بسبب عزوف الطلبة عن الدراسة بها نظرا لما يشاهدونه من تراجع مكانة المعلم وعدم توفير المردود المادي المناسب الذي يليق به وبرسالته الجليلة. وقال محمد سالم المراشدة مدير مدرسة القدوة بكلباء نسبة المعلمين المواطنين في مدارس الشارقة خجولة ولا تتعدى 4% من إجمالي عدد المعلمين، ومعظمهم من الإداريين. وانتقد المراشدة نظام الفصول الدراسية الثلاثة، مشيراً إلى أنه لا يلبي الطموحات التي تتطلع إليها القيادة الرشيدة والحكومة، كما أن نظام الفصول يعد عبئاً على المعلم كما أنه لا يخرج طلاباً جيدين لديهم المهارات العلمية والقدرات الذهنية المنشودة، وعلى وزارة التربية والتعليم إعادة النظر فيه بكل جدية لصالح المجتمع. وعزا علي اليماحي مدير مدرسة انس بدبا الفجيرة المشكلات والهموم التي يواجهها المعلم إلى الكادر الذي يعمق ويرسخ تلك المشكلات، ويعيد المعلم من جديد إلى مرحلة الفقر والعوز لدرجة أنه يمكن أن يتسلم مساعدات من جمعيات خيرية خاصة بعد تقاعده، حيث يخصم من راتبه الثلثان تقريبا، فيما تساءلت إحدى أمينات السر عن سبب زيادة رواتب جميع المعلمين واستثناء أمناء السر من الزيادة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©