تشغيل مستشفى خليفة في شبعا اللبنانية منتصف مارس المقبل

'الإمارات هي الدولة الوحيدة التي التفتت إلى بلدة شبعا، وبادرت ببناء مستشفى الشيخ خليفة بن زايد، ليكون أول مشروع حيوي يستفيد منه أكثر من 40 ألف مواطن لبناني من أبناء البلدة والقرى المجاورة لها منذ تحرير الجنوب اللبناني في عام ،''2000 كما يقول الحاج أبو محمد أحد أبناء البلدة· ويؤكد سفير الدولة لدى لبنان رحمة الزعابي في تصريحات لـ''الاتحاد''، إن عملية بناء المستشفى شارفت على نهايتها، وأن عمليات تركيب الأجهزة والمعدات الطبية اكتملت، متوقعا أن تتم عملية التشغيل الرسمية للمستشفى، الذي وصلت تكلفته إلى نحو 77 مليون درهم (21 مليون دولار)، منتصف شهر مارس المقبل· ويضيف الحاج ابومحمد ''الوضع في شبعا بعد التحرير صعب، فالبلدة فقدت العامود الفقري لاقتصادها المتمثل في مزارعها الرازحة تحت الاحتلال حتى اليوم، وتحولت إلى خط تماس· وليس هناك ضمانة لإقامة استثمارات أو مشاريع· وكم كانت فرحتنا عارمة عندما أعلنت الإمارات عن تكفلها ببناء هذا الصرح الطبي في بلدتنا النائية بعد حرب تموز في عام ·''2006 ومع اقتراب الافتتاح الرسمي للمستشفى، ترتسم ابتسامة أمل على وجوه أغلب أهالي البلدة والقرى المجاورة الذين عانوا طوال الأعوام الماضية من قلة الخدمات الطبية في منطقتهم التي لا ترقى إلى مستوى حاجة الأهالي الفعلية· وبانتظار تشغيل المستشفى تتردد كلمات الشكر الموجهة إلى لدولة الإمارات من أهالي المنطقة، فالمستشفى سيتيح المئات من فرص العمل وسيسهم في تحريك عجلة الاقتصاد في المنطقة، عدا عن تقديمه أرقى الخدمات الطبية والاستشفائية لهم ولأبنائهم· وستتكفل الإمارات بجميع التكاليف التشغيلية للمستشفى لمدة عام، وفقاً للزعابي، الذي أعلن عن شروع المستشفى بتلقي الطلبات لتوظيف الكادر الطبي والإداري، مؤكدا أن المستشفى سيوفر مئات الفرص الوظيفية لأهالي المنطقة نظراً لضخامته· ويوضح الزعابي أن الإمارات ستعين ممثلاً لها ضمن مجلس إدارة المستشفى الذي سيشكله مجلس الوزراء اللبناني لمتابعة شؤون واحتياجات المستشفى عن قرب· رسالة أخوية ويقول سفير الدولة إن بناء مستشفى الشيخ خليفة بن زايد في شبعا يمثل رسالة أخوية وإنسانية صادقة تجاه لبنان، وهو استمرار لنهج المبادرات الإنسانية التضامنية مع لبنان من خلال المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان الذي انطلق بمبادرة وتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله''، ودعم متواصل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة حثيثة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة· ويعبّر أعضاء في بلدية شبعا عن امتنانهم لدولة الإمارات التي لبت نداء المنطقة وتكفلت ببناء المستشفى الذي يعد من أهم الأعمال في تاريخ البلدة· ويقول مدير مشروع بناء المستشفى المهندس بسام دمشقية، إن شبعا بلدة كبيرة، ومستشفى خليفة جاء بديلا عن بعض المستوصفات التي كانت تقتصر خدماتها على التعامل مع الحالات الصحية العادية، مضيفاً أن أهالي البلدة والبلدات المجاورة ينتظرون افتتاح هذا المستشفى الضخم والمجهز بأحدث التقنيات بفارغ الصبر· ويشير دمشقية إلى أن أهالي المنطقة يتوقعون أن يسهم المستشفى بعد افتتاحه في ازدهار المنطقة من خلال توفير العديد من فرص العمل، وإطلاق مشاريع تنموية واستثمارية، وخاصة في حال انسحاب القوات الإسرائيلية من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا· إنقاذ المرضى من جهته، يرى حسن نبعة، أحد أبناء شبعا، أن المستشفى سيسهم في إنقاذ حياة كثيرين وخاصة ذوي الحالات الحرجة حيث إن عددا من أبناء البلدة توفي خلال الأعوام الماضية في طريقه إلى أقرب مستشفى نظراً لبعدها، ونتيجة لانقطاع البلدة عن القرى المجاورة بفعل الثلوج شتاء· ويتوقع نبعة أن يجعل المشروع من شبعا مركزاً طبياً لمنطقة العرقوب التي تضم نحو 10 قرى، وأن يشكل المستشفى فائدة اقتصادية للبلدة عبر تحريك اقتصادها وتأمين المئات من فرص العمل لأبناء المنطقة بشكل مباشر وغير مباشر، مما يحد من عمليات نزوح الأهالي تجاه المدن ويشجع البعض الآخر على العودة للعيش في القرى· ويؤكد فراس محمد، أحد أبناء المنطقة ومتطوع في الصليب الأحمر اللبناني، أن شبعا والقرى المجاورة لها عاشت على مر الأعوام حرماناً من ناحية الاستشفاء والطبابة، وأن الإمارات التي بادرت لبناء مستشفى خليفة سهلت على الصليب الأحمر نقل المرضى وخاصة في الحالات الطارئة وتحديداً في فصل الشتاء، مشيراً إلى أنه من شأن المستشفى أن يرفع العزلة عن المنطقة في حال تعرضت لأي عدوان إسرائيلي· ويقول ''سيحظى المستشفى بثقة الناس حيث سمعنا عن تجهيزه بأحدث المعدات والتجهيزات الطبية وإشرافها الامارات المباشر عليه مدة 5 سنوات''· أما أحمد الخطيب، أحد أبناء البلدة، فيقول: استبشرنا خيراً ببناء المستشفى كون شبعا منطقة حدودية ولاتزال ثلث أراضيها محتلة، وهي نقطة وسط بين العديد من القرى الأخرى منها كفرشوبا وكفرحمام والهبارية وراشيا الفخار وشويا وعين قنيا· أهالي المنطقة يشكرون الإمارات على مبادرتها التي عوضت المنطقة عن بعض ما فقدته وخاصة من الناحية الطبية نظراً لقلة المستوصفات والعيادات الخاصة التي تفتقر للتجهيزات الأمر الذي كان يضطر الأهالي للجوء إلى مستشفيات بعيدة يمكن أن تشكل خطرا على أصحاب الحالات الخطرة خاصة أن الطرقات التي تربط بين شبعا مع جوارها وعرة وكثيرة المنعطفات حيث ترتفع شبعا عن البحر ما يزيد على 1300 متر، وغالباً ما تنقطع في الشتاء بسبب الثلوج· ولم يكن أحمد نبعة، يتخيل أن مشروعا متطورا وضخما كهذا سيقام في بلدته شبعا، ويرى أن مستشفى خليفة سيشكل الشريان الحيوي لشبعا والقرى المجاورة بعد افتتاحه· ويقول مختار البلدة عبدو هاشم، نشكر كل من ساهم وساعد في بناء المستشفى في شبعا التي كانت تعاني من هذه الناحية وتوفي العديد من أبنائها نتيجة تعسر وصولهم إلى المستشفيات في المناطق المجاورة بسبب حالات نزيف وعدم توفر الأوكسجين وآلات الصدم الكهربائي وغيرها· مواصفات المستشفى وتبلغ مساحة بناء مستشفى الشيخ خليفة بن زايد 12590 مترا مربعا، علما أن المبنى يتكون من أربعة طوابق منها طابقان تحت الأرض وطابقان فوق الأرض· ويحتوي الطابق الأرضي الثاني ومساحته 1722 مترا مربعا على ملجأ وورشة عمل ومشرحة وغرف الغسيل والمطبخ والمستودعات الطبية، أما الطابق الأرضي الأول ومساحته 2953 مترا مربعا فيحتوي على أقسام المختبرات والأشعة وقسم الطوارئ وأقسام العمليات والتعقيم والعناية المركزة· ويحتوي الطابق العلوي الأول ومساحته 2385 مترا مربعا على العيادات الخارجية والصيدلية ووحدة غسيل الكلى ووحدة العلاج الفيزيائي، بالإضافة إلى مكاتب الإدارة والكافيتيريا والصيدلية، بينما الطابق العلوي الثاني ومساحته 2208 أمتار مربعة يحتوي على 40 سريراً موزعة على أقسام الجراحة والأطفال والباطنية وقسم الولادة· وتم تجهيز مستشفى الشيخ خليفة بن زايد بأفضل وأرقى وأحدث الأجهزة والمعدات الطبية حيث عملت إدارة المشروع الإماراتي والمكتب الاستشاري بالتنسيق مع وزارة الصحة اللبنانية على وضع دراسة فنية تقنية لتحقيق ذلك وبما يضمن تمكين المستشفى من تقديم كافة الخدمات الصحية الطبية لأبناء المنطقة بكل كفاءة واقتدار وتميز، فقد تم اختيار وشراء هذه الأجهزة والمعدات من أرقى وأكبر الشركات العالمية المصنعة للأجهزة الطبية وعلى أحدث التكنولوجيا العالمية ذات القاعدة القابلة للتطوير· وسيتم تجهيز جميع أقسام وأجنحة وعيادات المستشفى بكامل احتياجاتها من المعدات والأجهزة الطبية، وسيشمل ذلك تجهيز قسم الطوارئ وغرفتي العمليات بجميع الأجهزة التي تؤهلها لإجراء العمليات في مجال الجراحة العامة والتنظيرية وجراحة العيون والعظام، بالإضافة إلى تجهيز قسم العناية الفائقة وقسم عناية حديثي الولادة، ومركز غسل الكلى الذي سيحتوي على 8 وحدات غسيل كلى· كما سيحتوي المستشفى على قسم الولادة والمختبر المتطور لإجراء جميع الفحوصات الطبية بالطرق المتطورة، بالإضافة إلى بنك الدم، وقسم الصيدلية، وقسم التعقيم، ومجمع العيادات الذي يشمل 6 عيادات هي عيادة القلب لفحص الشرايين وتخطيط الجهد، تخطيط القلب ومراقبة ضغط الدم والعيادة النسائية التي تحتوي على جهاز تصوير صوتي خاص بالفحوصات النسائية· ويشتمل المستشفى أيضا على عيادة للتنظير المعوي المجهزة بمعدات متطورة قادرة على التشخيص بشكل أدق، عيادة فحص العين، الأنف، الأذن والحنجرة، وهي مجهزة لتشخيص معظم الحالات كما توجد عيادة طب الأسنان كاملة التجهيز مع آلة تصوير محوري للفك، وعيادة أطفال، كما سيشمل المستشفى قسماً للعلاج الفيزيائي، وقسماً للأشعة يحتوي بالإضافة الى التجهيزات الأساسية على جهاز التصوير المحوري CT Scan الذي يتميز بقدرة نوعية على تصوير عدة شروحات في الدورة الواحدة مؤمناً بذلك دقة متناهية وسرعة في إنجاز الفحوصات· كما يؤمن وسائل التشخيص الحديثة بالصور الثلاثية الأبعاد، والصور بالشرائح ذات الشفافية التدريجية مما يسمح لهذا الجهاز بالمقدرة على تصوير الأوردة الدموية دون قسطرة، وجهاز الأشعة السينية X- Ra؟، وجهاز تصوير صوتي من الجيل الحديث، متكامل ويؤمن كافة الأعمال التشخيصية وجهاز تصوير الثدي· وتم بناء المستشفى في موقع متميز على أحد سفوح جبل الشيخ الذي غالباً ما يتكلل بالثلج شتاءً، وقد تم اختيار المكان بعيداً عن الضجيج والتلوث لتأمين الراحة التامة للمرضى