السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة التعدين العالمية تعاني من تراجع الأسعار وارتفاع التكاليف

صناعة التعدين العالمية تعاني من تراجع الأسعار وارتفاع التكاليف
24 سبتمبر 2008 00:34
يمسك انخفاض أسعار السلع المتزامن مع ارتفاع التكاليف بخناق صناعة التعدين لأن مليارات الدولارات التي تم إنفاقها على المشاريع الجديدة ربما تستغرق سنوات عديدة حتى يتم استردادها مرة أخرى· وظلت شركة بي اتش بي بيليتون الاسترالية ولسنوات طويلة تؤكد لملاك الأسهم بأن أحد أكبر مناجمها الجديدة -أي مشروعها للنيكل الذي اطلقت عليه اسم ريفن ثورب في استراليا- سوف يفضي إلى ايرادات مالية هائلة، أما الآن والمشروع ما زال في طور الانتاج، فقد ذكرت شركة التعدين العالمية أن مشروع ريفن ثورب لن يحقق أرباحاً على الرغم من أنه يمضي قدماً بصورة طيبة· ومع انخفاض أسعار النيكل بنسبة 60 في المئة من مستوياته العالية التي كان قد بلغها في منتصف عام ،2007 وارتفاع تكاليف التعدين إلى مستويات عالية جديدة، فقد بدأ المحللون يتساءلون عما إذا كان بمقدور مشروع ريفن ثورب تحقيق عائدات في المقام الأول· ولكن شركة بي اتش بي بيليتون ليست وحدها فيما يبدو في هذا الوضع، إذ إن المناجم غير المربحة أصبحت منتشرة في العديد من الأماكن في خطوة تمثل انعطافاً مفاجئاً للصناعة التي كانت تمضي بنجاح طوال فترة السنوات الخمس الماضية· وتواترت المزيد من الأنباء غير السارة الأسبوع الماضي عندما ذكرت شركة أوزد مينرالز الاسترالية إحدى أكبر الشركات المنتجة للزنك في العالم أن الأجزاء الرئيسية لأعمالها التجارية شهدت خسائر صافية في النصف الأول من العام الجاري، بسبب ضعف وتدني أسعار الزنك التي انخفضت أيضاً بنسبة بحوالي 60 في المئة من الذروة التي كانت قد بلغتها في عام 2006 بحوالي 1800 دولار للطن المتري· وكانت كل من شركتي تيك كمومينكو الكندية وشركة اسكتراتا بي ال سي الانجلو - سويسرية قد قررتا إغلاق منجمهما الاسترالي المشترك الخاص بانتاج الزنك والرصاص قبل سنوات عديدة من الموعد المحدد بسبب عدم الجدوى الاقتصادية للانتاج في ظل تدني الأسعار الحالية· بينما ذكرت شركة اسكتراتا أنها قد أوقفت الانتاج لفترة أربعة أشهر على الأقل في أحد مشاريع النيكل في جمهورية الدومينكان· ويأتي هذا الانعطاف المفاجئ ليسلط الضوء على أحد التغيرات الهامة في تاريخ صناعة التعدين العالمية، فقبل سنوات قليلةة فقط كان الطلب يرتفع بوتيرة متسارعة، بينما تواجه الصناعة نقصاً في الامدادات وبشكل يبدو فيه أي مشروع جاذب للاهتمام والاستثمارات· ولكن ومنذ ذلك الوقت ترتفع التكاليف بينما بدأ الطلب في التراجع، وكنتيجة لذلك كما يشير المحللون فإن العديد من المناجم الجديدة المرتفعة التكلفة أصبح يتعين عليها أن تناضل حتى تحقق بعض العائدات، حتى إذا ما قدر للطلب على السلع أن شهد النمو والازدهار· ويقول نيل بويد كلارك مدير إحدى المحافظ المالية في مؤسسة فورتيس للاستثمارات في استراليا ''إن من الغريب أن بعض المناجم لا تعمل حالياً بينما كان يبدو أن هنالك نقصاً هائلاً في المعادن في جميع أنحاء العالم، لذا فإن الصناعة تمر باوقات صعبة جداً بالمقارنة مع أحوالها قبل وقت قريب''· بيد أن هذا التغير في الحظوظ لا يعني مطلقاً أن الازدهار الذي شهدته أسواق السلع العالمية قد ولى إلى غير رجعة، فأسعار معظم السلع ما زالت أعلى من مستوياتها قبل سنوات قليلة مضت، كما أن العديد من المناجم ما زالت تدر أرباحاً هائلة، وهو الأمر الذي ينطبق على وجه الخصوص على الحديد الخام والذي شهدت أسعاره في بعض العقود ارتفاعاً بمعدل بلغ 85 في المئة في هذا العام وحده· وكانت شركة بي اتش بيلتون التي تمتلك بعض أكبر احتياطيات الحديد الخام في العالم قد أعلنت مؤخراً عن ارتفاع ايراداتها السنوية إلى مستوى 15,4 مليار دولار، بينما ما زال من المتوقع أن يرتفع الطلب على الحديد من الصين والأسواق الناشئة الأخرى في خلال فترة السنوات القادمة· وفي الوقت الذي يعتبر فيه بعض المحللين أن إغلاق المناجم مؤخراً من شأنه أن يؤدي إلى التأثير على أسعار السلع على المدى الطويل لأن النقص في الانتاج سوف يساعد على رفع الأسعار مجدداً· إلا أن أيا من هذه التغييرات لن تغير من حقيقة أن اقتصاديات صناعة المناجم بدأت تشهد تحولاً جذرياً في السنوات الأخيرة، فتكلفة الطاقة التي تدار بها شاحنات نقل المعادن وسائر المعدات والأجهزة الأخرى ارتفعت إلى عنان السماء إلى جانب ارتفاع أسعار الفولاذ ومواد البناء الأخرى· ولكن المشكلة الأخرى التي ما زالت تواجه شركات التعدين تكمن في أن الزبائن باتوا يلجأون إلى تقليل استهلاكهم للمعادن عبر استخدام مواد بديلة مثل أنابيب البلاستيك بدلاً من النحاس، بينما اتجه منتجو الحديد غير القابل للصدأ إلى إنتاج الحديد المخلوط بالنيكل والذي يتم تصنيعه من خامات معدنية أقل درجة· عن (وول ستريت جورنال)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©