الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكريات رمضانية من تونس

ذكريات رمضانية من تونس
24 سبتمبر 2008 00:36
يستذكر محمد بالعربي فرِحاً خطبته في رمضان الفائت على ابنة خاله، موضحاً أن إعلان الخطبة في رمضان وتحديداً في السابع والعشرين منه موروث حضاري متجذر في عادات التونسيين · ويقدم الشاب العازم على الارتباط هدية لعروس المستقبل في هذه الليلة المباركة، بحسب بالعربي على أن تتم مراسيم الزواج لاحقاً· وتابع محمد بالعربي، الموظف في شركة سياحية بدبي، قائلاً: ''اعتدنا في الوطن الإقدام على ختان الذكور في ليلة السابع والعشرين من رمضان من خلال تنظيم فرق إنشاد ديني للاحتفال بهذه المناسبة''· وأكد أنه ''وبمعزل عن الانفتاح الذي تشهده تونس مع الغرب، والتطور التقني الهائل، والطفرة العمرانية، والتغييرات المتلاحقة على البلاد ، يبقى لشهر رمضان مكانة خاصة ومتميزة حيث لاتزال تقاليد وعادات الآباء والأجداد تحافظ على أصالتها المستمدة من القيم والمبادئ الإسلامية السمحة''· وتقول أمينة عبد العزيز، التي تعمل مترجمة في شركة في دبي، إن المدن التونسية تنعم طيلة شهر رمضان المبارك بالإنارة الدائمة من الغروب إلى السحور إذ أن واجهات المنازل وشرفاتها تتزين بفوانيس رمضان، وتبقى المساجد تشع بأنوارها بالمصابيح مكبرة مهللة لقدومه· أما على المستوى الشعبي فتقول نفيسة بوتوراه إن الناس يقبلون على المساجد بكثافة من أجل الدروس الدينية التي تحرص المساجد على الإكثار منها طوال شهر الصيام· فضلاً عن تنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والدينية الرمضانية، والمسابقات الدينية ومسابقات تحفيظ القرآن، ويتم توزيع جوائز على الفائزين في مسابقات تحفيظ القرآن الكريم التي تقام سنوياً في تونس برعاية الدولة· ومن المشاهدات الجملية لرمضان في تونس، وفق نجاة الحواشي رؤية ''أبوطبيلة'' (المسحراتي) الذي لا يزال صامداً رغم غزو التكنولوجيا لجميع مناحي الحياة، وتقوم العائلات في نهاية الشهر الكريم بإعطائه مكافأة مالية· وتابعت الحواشي ''اعتدنا في المغرب أن نبدأ إفطارنا على التمر واللبن ثم نؤدي صلاة المغرب وعقب الصلاة نكمل إفطارنا بما لذ وطاب من المأكولات التونسية الشعبية التي تزين المائدة مثل حساء الفريك مع اللحم أو الدجاج والطاجين وهو عن دقيق يضاف إليه الجبن الرومي، والبيض، واللحم والخضار، والبهارات وتخبز في الفرن إلى جانب سلطة البندورة المشوية مع الفلفل والبصل والثوم والبهارات والنعناع المجفف؟· وعن وجبة السحور، قالت إن ''أغلب الأسر التونسية تحرص على تناوله، وإنها تعد له المسفوف وهو عبارة عن الكسكسي الأبيض بالتمر والزبيب و الرمان مع إضافة الحليب وزيت الزيتون''· ووصف ناجي مؤمنين أن صحوة دينية تسري في قلوب الجميع في شهر رمضان المبارك حيث يعتكف معظم الشباب التونسي في المساجد بغية أداء الصلاة والنوافل وتلاوة القرآن· وأشار مؤمنين إلى انتشار موائد للفقراء والمساكين ومن انقطعت بهم السبل والتي تنتشر في مدن تونس ومحافظاتها، معتبرا أنها ''من المظاهر الاجتماعية النابعة من التعاليم الإسلامية السمحة حيث يتسابق رجال الأعمال والأثرياء والجمعيات على تنظيمها طمعاً بالأجر والثواب''· والإسلام هو الدين الرسمي في البلاد ويعتبر تاريخ تونس مع الإسلام تاريخاً مجيداً من خلال مسجد ''الزيتونة'' الذي يشكل منارة للثقافة الإسلامية في المغرب العربي، فضلاً عن وجود العديد من الرموز التاريخية في تونس وقد كانت تونس مأهولة بقبائل البربر أما الساحل التونسي فقد قطنه الفينيقيون، ودخل المسلمون تونس في القرن السابع للميلاد، مؤسسين مدينة القيروان لتكون مركزاً لهم في تونس، واستمر حكم الولاة المسلمين وسط اضطرابات متقطعة نتيجة تمرد البربر· وفى نهاية القرن الثاني عشر احتل الأسبان تونس ولكن العرب حرروها مرة أخرى من ثم قام القرصان بارباروسا الثاني بالسيطرة على مدينة تونس ولكن في العام التالي قام الأسبان بطرده· وعقب ذلك تمكن العثمانيون من دحر الأسبان ووضع تونس تحت الحكم التركي· وإبان السيطرة العثمانية تمتعت تونس بنوع من الاستقرار حيث كانت تدار من خلال حكام تونسيين
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©