الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أداء الأمـانة

24 سبتمبر 2008 00:38
قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم): ''أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء العهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ورحم اليتيم وحفظ الجوارح وكظم الغيظ ولين الكلام والتفقه في القرآن وبذل السلام ولزوم الإمام وحب الآخرة والجزع من الحساب وقصر الأمل وحسن العمل، وأنهاك أن تشتم مسلماً أو تصدق كاذباً أو تكذب صادقاً أو تعصي إماماً عادلاً أو تفسد في الأرض، يا معاذ اذكر الله عند كل شجرٍ وحجرٍ وأحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر والعلانية بالعلانية'' رواه معاذ ـ رضي الله تعالى عنه ـ والبيهقي فى كتاب الزهد· تناول هذا الحديث عدداً كبيراً من اللآلئ المحمدية التي إن عمل بها المسلم فاز بالآخرة والدنيا ونجا من عذاب الآخرة وهدي إلى طريق الجنة، وقد أوضحها بالشرح الدكتور السيد محمد نوح في كتابه ''توجيهات نبوية على الطريق''، حيث قال: إن هذا الحديث تطرق إلى مجموعة من النصائح والوصايا التي جاءت إلى المسلم عن طريق معاذ بن جبل ـ رضي الله تعالى عنه ـ حيث كان يسير إلى جانب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأخذ بيده وأملى عليه هذه الوصايا، ولكن سوف نقصر الحديث على أداء الأمانة التى أمرنا الله سبحانه وتعالى بأدائها فقال تعالى: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها سورة النساء الآية ·85 ويوضح ان الذين يحرصون على أداء الأمانة لهم فضل عظيم عند الله، لدرجة أنه- عز وجل- قال فيهم ·· الذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون· والذين هم على صلاتهم يحافظون· أولئك هم الوارثون· الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون سورة المؤمنون الآيات 9و10و·11 ويضيف الدكتور السيد محمد نوح أن الأمانة هي تحمل المسئوليات، فلا تقبض أمانة مالم تكن أهلاً لحفظ الأمانات وحسبك ما فعله رسولنا الحبيب (صلى الله عليه وسلم) بأبي ذر رضي الله عنه عندما طلب منه أن يستعمله في ولاية فضرب الرسول (صلى الله عليه وسلم) بيده على منكبه ثم قال له: (يا أباذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذ بحقها وأدى الذي عليه فيها)· رواه مسلم· أما إذا كان الإنسان المسلم كفئاً لتحمل أعباء حفظ الأمانات دون طمع فيها أو نقصان، فلا مانع من هذا، وحسبنا أن نعلم أن يوسف الصديق عليه السلام لم يرشح نفسه لإدارة شؤون المال إلا لعلمه بأنه كفء لهذا إلى جانب علمه وتقواه ولهذا قال: اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم يوسف الآية ·55 وعن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ستة أيام ثم اعقل يا أبا ذر ما يقال لك بعد، فلما كان اليوم السابع قال: أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن ولا تسألن أحداً شيئاً وإن سقط سوطك· ولا تقبضن أمانة) رواه أحمد بإسناد جيد ـ وفي هذا الحديث المهم استطاع الرسول (صلى الله عليه وسلم) بحكمته وعقله أن يجعل أبا ذر مشغولاً طوال الأيام الستة بما سيلقى عليه من وصايا رسول الله ولذلك ظل أبوذر طوال حياته ذاكراً لهذا الحديث ومنفذًا لما فيه· · وقد أخبرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، فالأمانة مهمة جداً حتى إنها إذا قبضت وضيعت فإننا ننتظر قيام القيامة· ويقول الشيخ طه عبدالله العفيفي في كتابه ''من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم'' إن في هذه الدنيا كل إنسان مسؤول عما استرعاه الله من أمانة حتى أعضاء الجسم أمانة فأمانة اللسان ألا يستعمله في كذب أو عيبة أو نميمة أو بدعة أو نحو ذلك، لذلك قال الحبيب في حديث (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) رواه الترمذي· وأمانة العين ألا ينظر بها إلى ما حرم الله وأمانة الأذن ألا يصغي بها إلى استماع محرم، وهكذا بالنسبة لسائر الأعضاء فكلها أمانات مع الله لذلك قال رب العزة سبحانه فى كتابه: حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وجلودهم بما كانوا يعملون سورة فصلت الآية ·20 وأضاف أن أمانة الناس رد الودائع وترك التطفيف في الكيل والميزان وأمانة الأمراء العدل بين الرعية وأمانة العلماء نحو العامة: أن يحملوهم على الطاعة والأخلاق الحسنة وينهوهم عن المعاصي وسائر القبائح، وأمانة المرأة في حق زوجها أن لا تخونه في فراشه أو ماله ولا تخرج من بيته بغير إذنه، وأمانة الزوج في حق زوجته أن يوفر لها حقها الشرعي ولا يلوث فراشها بفعل فاحشة وإلا فيخشى أن تلوث شرفه وعرضه· كما تتجسد الأمانة في مراقبة الله في السر والعلانية وطاعة الرسول (صلى الله عليه وسلم)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©