الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تاريخ الإخفاقات في تنفيذ عقوبة الإعدام في أميركا

11 ديسمبر 2009 02:08
قد يكون رومل بروم المحكوم الوحيد الأميركي الذي خرج حياً من عملية إعدامه؛ غير أن تاريخ عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة حافل بالإخفاقات الأليمة التي لا تزال تحصل بكثرة حتى في السنوات الأخيرة. وترافقت عمليات الإعدام في بعض الحالات مع مظاهر أليمة من نزف وتشنجات وأنين وصراخ وصولاً إلى اشتعال رأس المحكوم عليه. وبحسب عناصر جمعها مايكل رادليه الأستاذ في جامعة كولورادو لحساب مركز الإعلام حول عقوبة الإعدام الذي يعتبر مرجعاً في هذا المجال؛ فإن أكثر من أربعين عملية إعدام منذ 25 عاماً تحولت إلى جلسات تعذيب حقيقية للمحكوم عليهم. وسواء تم الإعدام بواسطة الكرسي الكهربائي أو غرفة الغاز أو الحقنة القاتلة؛ فإن كل الوسائل عرفت إخفاقات على درجات متفاوتة من الوحشية وكانت في معظم الأحيان نتيجة خطأ بشري. ويسمح حضور شهود طبقاً للقانون في كل عمليات الإعدام بنقل تفاصيل هذه الإخفاقات في التنفيذ. ففي عام 1983 اشتعلت ساق جون ايفانز في الإباما بعد أول شحنة كهربائية فيما راح الدخان يتصاعد من القناع الذي وضع على رأسه وبدأت رائحة لحم محترق تملأ القاعة. ولم تتوقف خفقات قلبه إلا بعد ثالث شحنة كهربائية. وبعد سنتين في انديانا تلقى وليام فانديفر خمس شحنات كهربائية وأمضى 17 دقيقة ينازع قبل وفاته. وفي 1990 في فلوريدا؛ تصاعدت ألسنة نار طولها متران من رأس جيسي جوزف تافيرو. وفي ,1999 كانت فلوريدا تجرب كرسياً كهربائياً جديداً صنع خصيصاً ليناسب مقاسات كبيرة في حال كان المتهم ضخم القامة؛ حين بدأ الدم ينزف من فم آلان لي ديفيس ويسيل على قميصه. وعند إعدام جيمي لي غراي بالغاز في ميسيسيبي عام 1983؛ صدف أن كان منفذ حكم الإعدام ثملاً ولم يحسن ضبط كمية الغاز القاتل فقضى المحكوم عليه ثماني دقائق يتخبط ويئن قبل أن يموت. وتم رفع الطابع “الوحشي” للحقنة القاتلة التي باتت اليوم معتمدة في كل أنحاء الولايات المتحدة؛ مراراً إلى المحاكم على أثر إخفاقات عدة؛ غير أن المحكمة العليا أقرت وسيلة الإعدام هذه عام 2008. وكانت آخر كلمات تفوه بها بيني دمبس في فلوريدا عام 2000 حين قضى فريق الإعدام 33 دقيقة يبحث عن عرق ثان قادر على تحمل الحقنة في حال انفجر العرق الأول “لقد أنزلوا بي مجزرة حقيقية؛ شعرت بألم فظيع؛ لقد أحدثوا جرحاً في ثنية فخذي وجرحاً في ساقي وكنت أنزف. هذا ليس إعداماً بل عملية قتل”. وفي فلوريدا أيضاً أجريت الحقنة بالخطأ في عملية إعدام عام 2006 فتسربت المواد التي تخدر القلب ثم تشله وتوقفه؛ إلى العضلات متسببة بآلام شديدة. وتوجب إجراء حقنة ثانية؛ وهو أمر استثنائي تماماً؛ قبل أن يلفظ انجيل دياز أنفاسه الأخيرة بعدما كان يتلوى دون أن يتمكن من التفوه بكلمة. وفي ولاية تكساس التي تسجل الرقم القياسي في عدد عمليات الإعدام؛ عانى الكثير من المحكومين لدى إعطائهم الحقنة القاتلة. وفي 1989 كان تأثير الحقنة على ستيفن ماكوي أليماً وعنيفاً إلى حد غاب أحد الشهود عن الوعي. ففي 1992 راح جاستن لي ماي “يلهث ويسعل ويتشنج جسده” حين بدأت المواد تنتشر في جسده. غير ان ولاية اوهايو هي التي سجلت أكبر عدد من الإخفاقات في الآونة الأخيرة. وفي مايو 2006 صاح جوزف كلارك وهو يجهش بالبكاء “هذا لا يجدي! هذا لا يجدي!” حين انفجر عرقه أثناء إعطائه الحقنة القاتلة. وبعد سنة؛ قضى فريق الإعدام أكثر من ساعة يبحث عن عرق على كريستوفر نيوتون الذي تسنى له حتى الذهاب إلى المرحاض أثناء عملية إعدامه.
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©