الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرر الخيل

غرر الخيل
24 سبتمبر 2008 00:42
الفائق 2 إذا سابقته الخيل فهي في كبد، وإذا جرى فما هو إلا موج البحر ولذا يظهر عليه الزبد، إن أطلق راكبه السهم عن القوس والوتر، وركض به منه في العقب، والأثر· انجرد إلى الغرض وانسل، ووصل إليه قبل وصول السهم المرسل· سهل المراس، خفيف الراس، ما تقاعس ولا تقاعد، ولا فر من حومه الحرب ولا تباعد، حقه أن يذكر فلا ينكر، ويحمد بين هذه الخيول ويشكر· لا تنس من خيل الضياء الفائقا أضحى الثناء عليه أمراً لائقاً فهو العتيق إذا المغارة قلدت من ذي ضراب بالحسام العاتقا قد راق للعينين لما أن رأت من متنه المبيض نهراً دافقاً بحر يموج من اللجين به غدا حوت السماء وإن تمنع غارقاً لم يرقه من قد علاه صافناً أصلاً ولكن قد رقاه شاهقاً بَارَى بعُنقٍ مده متشوشاً رمحاً من السمر العوالي باسقاً ذو صهوة نعمت تخال للينها تحت الفوارس سندساً ونمارقاً ينقض في أثر الظباء أو الصبا فتكون لاحقة ويغدو سابقاً لا فرق ما بين النسيم وبينه لا والإله لقد وجدت الفارقا يجري فيسبق طرفه حافوره لمنال ما أضحى إليه رامقاً خلف العدا يطأ الصفا سنبوكه وقعاً فيسمعهم بذاك صواعقاً ويظل وهو الباز في لون له بفراق جمعهم غراباً ناعقاً في جيش أعداء وفي رتق لهم ما زال بطشاً فاتكاً أو فاتقاً إن سل صارم فارس من فوقه حسبوه في بيض الغمائم بارقاً بينا ترى من أقحوان بحره إذ عاد من دمهم عليك شقائقاً وتظنه كالطير يمشي في الهوى حافوره بالأرض لم يك لاصقا يشتاق يوم الروع حتى أنه ليخال صبا مستهاماً وامقاً يعد الأسود ببطشه فيخاف من صولاته في الغاب وعداً صادقاً لا زالت الأعلام تخفق فوقه وتمد رفرفها عليه سناجقاً في موكب المولى الضياء وخير من قد طاب كالروض الأريض خلائقا هذا ما أمكن من وصف هذا الجواد الذي كبا بعده كل قارح، والصافن الذي هو حصان لا يخدع راكبه في معركة القتال وكيف وقلبه ناصح، فإنه إذا أطلق قلمه البليغ في نعته كإطلاق عنانه لم يعد بمطلق، وإذا أفلق الناثر أو الناظم في مدحه قيل له أنت غير مفلق، فالإيجاز بالمطنب في ذكره لائق، لأنه لا ينصفه ولو جاء في الفائق بكلامه الفائق·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©