السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدفع والمسحر والحكواتي عناوين رمضانية دمشقية

المدفع والمسحر والحكواتي عناوين رمضانية دمشقية
24 سبتمبر 2008 00:59
يبدأ رمضان في دمشق الشام من الجامع الأموي الكبير، إذ جرت العادة أن يتم إثبات بداية الشهر الفضيل من رحابه، قبل أن يعلن عنه في وسائل الإعلام· وكان المدفع أول صوت ''غير بشري'' يستخدم لإعلان حلول رمضان، أو انقضائه ومجيء العيد، حيث تطلق المدفعية في هذه المناسبة إحدى وعشرين قذيفة ترحيبا بقدومه· استخدم المدفع، لأول مرة، في دمشق في عهد الوالي العثماني أسعد باشا العظم عام ،1742 وصادف أن ثبتت رؤية هلال رمضان بعد العشاء، وأطلق المدفع لإعلان الإثبات عند منتصف الليل، فاستيقظت دمشق، وأعادت الدكاكين فتح أبوابها لتلبية حاجات الناس· وقد وضع المدفع طوال العهد العثماني على سطح قلعة دمشق، وكان دوي قذائفه يسمع في جميع أنحاء دمشق القديمة وما حولها· وفي زمن الاستعمار الفرنسي بداية عشرينيات القرن الماضي، نقل المدفع إلى سفح جبل قاسيون عند قبة السيّار · ووضع مدفع آخر عند باب شرقي جنوب دمشق· واستمر هذا التقليد في دمشق والمدن الرئيسية السورية حتى اليوم؛ إذ يطلق المدفع في موعد الإفطار مرة واحدة· أما في موعد السحور فيطلق المدفع ثلاث مرات، الأولى قبل موعد الإمساك بساعة ونصف لتنبيه الناس للاستيقاظ، والثانية قبل موعد الإمساك بنصف ساعة، والثالثة عند موعد الإمساك· أمّا عند حلول العيد فتطلق المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيبا بعيد الفطر السعيد، ورغم توفر وسائل التوقيت الحديثة، فإن هذا التقليد لا يزال ساريا، ويسعد به الناس، ويعتبر من مظاهر رمضان والعيدين الفطر، والأضحى· ومن تقاليد رمضان الدمشقية، المسحر الذي يحمل سلة، وعصا، وطبلة يقرعها كي يستيقظ الناس، وهو يردد: ''يا نايم وحد الدايم ··· يا نايم وحد الله·· قوم يا أبو محمد وحد الله··· قوم يا أبو علي ··· يا أبو صياح ··· قوم وحد الله· ويطوف المسحر في الأحياء الشعبية، مناديا كل صاحب بيت بكنيته، وطارقا أبواب أهالي الحي· وإذا كان يفعل ذلك وقت السحور، فإنه بعد الإفطار يطوف الحارات حاملاً سلته وطبلته، ليستلم من الناس ما تجود به نفوسهم· ويجوب المسحرون الأحياء الجديدة بعد الحصول على تصريح من مختار الحي· لكن هؤلاء لا يتقيدون بتقاليد مسحر الأحياء القديمة الذي يرتدي الزي الدمشقي القديم المزركش، ويعرف الناس ويناديهم بأسمائهم، أما المستجدون فهم يطوفون بملابسهم العادية مع الطبلة، ويمرون من الأحياء الحديثة مرور الكرام، ولا يشاهدهم السكان، إلا في اليوم الأول للعيد، حيث يحضرون لقبض'' العيدية · وكانت دمشق في أيام رمضان القديمة تسهر مع ''الحكواتي'' وشخصياته ''كركوز وعيواظ''، غير أن التلفزيون حل محله· لكن مقهى القيمرية أعاد إلى الحياة تقليد ''الحكواتي''، وعاد الرجل ليروي سير''عنترة بن شداد، وأبي زيد الهلالي، والزير سالم حيث يرى فيه الجيل الجديد فولكلورا جميلا، وخروجا عن مألوف الحياة المعاصرة·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©