الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

العقارات والمجوهرات الفخمة تجذب أثرياء الصين إلى العاصمة البريطانية

العقارات والمجوهرات الفخمة تجذب أثرياء الصين إلى العاصمة البريطانية
11 ديسمبر 2009 02:18
دفع تزايد الضرائب في المملكة المتحدة العديد من الزبائن المقيمين إلى التفكير في الهروب من المدن البريطانية وخصوصاً لندن وهو ما يعد هاجساً مقلقاً يخشاه التجار والبنوك الخاصة هناك، ولكن هناك بارقة أمل في حل هذه المشكلة إذ يتزايد قدوم أعداد لا بأس بها من الصينيين بالغي الثراء إلى لندن، حيث تشهد متاجر المجوهرات الراقية وشركات الوساطة العقارية ومكاتب الاستشارات القانونية في لندن توافد دفعات من “الهوامير” الصينيين. يذكر أن عدد الأغنياء في الصين البالغة ثرواتهم أكثر من مليون دولار في هيئة أصول قابلة للاستثمار فاق عددهم في بريطانيا عام 2008 حسب تقرير إحصائي أصدرته ميريل لينش ويأتي ترتيب الصين من حيث عدد الأثرياء الرابعة على العالم. وتعتبر بشائر احتفاظ لندن باجتذابها أغنى أغنياء العالم مفتاح الفرج للقطاع المصرفي الخاص الذي تزايد قلقه من خشية فرار الأغنياء بأعداد كبيرة من المدينة. وقد كشف استبيان أجراه مؤخراً مكتب ويذرز القانوني شمل 151 ثرياً عن أن 64 في المئة منهم يفكرون في مغادرة لندن والاستقرار في بلدان أخرى أهمها سويسرا وهونج كونج وموناكو. غير أن متاجر في شارع بوند ستريت في لندن الذي يعتبر مقراً لمشاهير تجار المجوهرات الثمينة ومعارض فنون اللوحات والتماثيل القيّمة ومحال الأزياء الراقية يفيدون بأن المتسوقين الصينيين حالياً يفوقون نظراءهم الروس والعرب عدداً. كما تفيد وكالات العقارات الفخمة في لندن بظهور طفرة في إقبال مشترين صينيين على شراء الشقق والفيلات في أحياء منها مايفير وبلجرافيا التي لا يقل فيها سعر العقار عن مليون جنيه استرليني (نحو 1.6 مليون دولار)، ويقول جوناثان هيوليت من سافيلز للاستشارات العقارية: “بالاضافة للشرق الأوسط ما زلنا نرى إقبالاً من الروس وتزايداً ملموساً لإقبال الصينيين”. وفي السياق ذاته يفيد محامو الهجرة المختصون بطلبات تأشيرات إقامة الأثرياء بتنامي الطلب على هذه التأشيرات، ويفيدون أيضاً بأنهم لم يشهدوا تراجعاً يذكر في عدد الطلبات منذ كشفت الحكومة عن عزمها زيادة رسوم الضرائب. في ذلك قالت سمر شمس التي تعمل في مكتب لويس سيلكن للاستشارات القانونية أن طلبات تأشيرات إقامة المستثمرين في تزايد مستمر. يذكر أن المستثمر الذي يرغب في الهجرة والإقامة في المملكة المتحدة يشترط أن يملك مليون جنيه استرليني كحد أدنى وإذا تم قبول طلبه يجب على الفور أن يستثمر 750 ألف جنيه استرليني على الأقل إما في دين حكومي أو أسهم في شركات بريطانية أو سندات شركات بريطانية، وقد زاد عدد طلبات الهجرة زيادة كبيرة خلال آخر سنتين حسب سمر شمس. ورغم ما يترد من أن زيادة الرسوم الضريبية المخططة سيترتب عليها نزوح عدد كبير من أثرياء بريطانيا فإن العاملين في قطاع الثروات يقولون إن لندن لا تزال ملاذاً ضريبياً جاذباً للمقيمين من غير البريطانيين. وهؤلاء الوافدون يعيشون في بريطانيا ولكن تظل روابطهم قوية بوطنهم الأم حيث ولدوا أو ولد آباؤهم. وعادة ما يكون لديهم النية في مغادرة بريطانيا مستقبلاً والعيش في دولهم. ومن عام واحد مضى ألزمت بريطانيا الوافدين الذين أقاموا فيها لأكثر من سبع سنوات بدفع رسم قدره 30 ألف جنيه استرليني في السنة أو التنازل عن إعفائهم الضريبي لدخلهم في الخارج، ولكن ذلك لا يمثل عبئاً كبيراً على معظم الوافدين من هذه الفئة. وبالنسبة لكبار الأثرياء الذين يعتبر ذلك الرسم زهيداً نسبياً فإن بريطانيا تمنح وضعية حماية ضريبية لأولئك الأشخاص الذين يتواجد معظم دخلهم وايراداتهم خارج بريطانيا حسب ديفيد بول رئيس بك سيتي جروب الخاص في بريطانيا. وفي ذات السياق قال سكوت دنكن خبير الضرائب في مؤسسة كلاينوورت بنسون لإدارة الثروات إنه يمكن أيضاً الحد من خضوع الشخص الوافد لضريبة التركات البريطانية اذا كان عليه ديون أو ائتمانات خارج بريطانيا، هذا بالاضافة إلى أن لندن لديها مزايا أكثر من مجرد الضرائب المخفضة. وفي ذلك تقول ناعومي هيتون التي تعمل في مؤسسة لندن المركزية للمحافظ المالية إن لندن مكان مثالي لشراء العقارات ولكن ذلك مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعليم. فهي ترى أن الأغنياء يميلون إلى ادخال أبنائهم في مدارس لندن. واستبعد جيرار اكوبلينا نائب رئيس باركليز ويلث احتمالات نزوح الأثرياء الجماعي مايعكس الأمل ورفع الروح المعنوية لدى كبرى البنوك الخاصة في لندن، فقال: “أعتقد أن الأشخاص الذين قرروا بالفعل خروجهم من بريطانيا سيحل محلهم آخرون ربما يفوقونهم عدداً من أماكن أخرى من العالم يعتبرون لندن مستقراً جاذباً لأسرهم أو يرغبون في تعزيز أعمالهم في وسط مركز مالي كبير مثل لندن”. «عن انترناشيونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©