خبراء: «إكسبو 2020» يضع دبي في صدارة أكثر مدن العالم ديناميكية

مصطفى عبدالعظيم (دبي) أكد مسؤولون وخبراء دوليون أن فوز الإمارات باستضافة «إكسبو 2020» وضع مدينة دبي في صدارة أكثر مدن العالم دينامكية من ناحية زخم المشروعات الضخمة التي تواكب استضافة الحدث، وما يتبعها من تدفقات استثمارية ضخمة إلى الدولة. وتوقع هؤلاء، خلال مشاركتهم في المؤتمر العالمي لإدارة المشاريع الذي تستضيفه دبي للمرة الأولى، بمشاركة ألف خبير من مختلف أنحاء العالم، أن تشهد السنوات الست المقبلة طفرة كبيرة في تنفيذ المشروعات التنموية، خاصة في المنطقة المخصصة لاستضافة المعرض، وهي المشروعات التي تم استعراضها أمس. وشهدت جلسات المؤتمر صباح أمس، تركيزاً على الاستعدادات المكثفة والتحضيرات لاستقبال «إكسبو 2020»، واستعراض مخططات المشاريع الكبرى في دبي، مثل مطار آل مكتوم الدولي، والموقع الخاص لإقامة معرض إكسبو 2020، بهدف إبراز مختلف مراحل المشاريع والصناعات المساهمة في إنجازها، وبرامج الإدارة التي سيتم استثمارها بقوة في هذا التخصص في واحدة من أكثر مدن العالم حيوية. واستعرض مطر الطاير، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لهيئة الطرق والمواصلات، خلال كلمته الجهود الكبيرة التي توليها الهيئة لتهيئة أشكال الدعم كافة لاستضافة «إكسبو2020»، عبر تنفيذ مشاريع طرق ونقل في دبي لخدمته وتحقيق تنقل آمن وسهل لزوار المعرض وفعاليات المعرض. وقال إن شبكة الشوارع في دبي بلغ طولها 12454 كيلو متراً عام 2013 بنمو 354% عن عام 1991. وأوضح أن الخطط المستقبلية تتضمن بناء جسر الاتحاد وقناة مائية في دبي، مع تطوير العديد من أنظمة النقل في دبي التي تشمل المترو والباص المائي والباصات العامة. وقال الطاير «بهدف توفير التكامل بين أنظمة القطارات التي ستعمل بالإمارة في المستقبل، تم ربط شبكة القطارات المقترحة ضمن إمارة دبي مع قطار الاتحاد الذي يمر في إمارة دبي في ثلاث محطات موزعة على طول مسار قطار الاتحاد في إمارة دبي». أهم المشاريع ولفت إلى أن أهم المشاريع التي سيجري استكمالها في العام الحالي، مشروع ترام دبي الذي يمتد لمسافة 14 كلم على طول شارع الصفوح، ويتوقع إنجاز المرحلة الأولى منه في نوفمبر المقبل. من جانبه، قال خليفة سهيل الزفين الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران «دبي وورلد سنترال»، عضو اللجنة التحضيرية لـ «إكسبو 2020»: «تم إنفاق حوالي 22 مليار درهم حتى الآن على مشاريع تطوير المطار»، مشيراً إلى أن مطار آل مكتوم الدولي سيكون قادراً على استقبال 220 مليون مسافر، بالإضافة إلى قدرته على استيعاب ما يفوق 12,5 مليون طن شحن. وقال إن «إكسبو 2020» دبي وفي ظل النمو الهائل الذي يشهده مطار دبي الدولي، والتوسع الكبير في الناقلتين «طيران الإمارات» و«فلاي دبي»، وانطلاق سلسلة من المشاريع والاستثمارات الجديدة حول هذا المشروع المتكامل، كل هذه المشروعات من أهم عوامل الجذب للاستثمارات الأجنبية بالدولة. وأوضح الزفين أن المطار يشكل ما نسبته 45% من إجمالي مساحة «دبي وورلد سنترال» الذي سيصبح مدينة متكاملة تشمل المنطقة اللوجستية والمنطقة الحرة، والجانب السكني ويشمل المدينة السكنية التي بدأ العمل فيها فعلياً ومساكن الموظفين والعمال، والمنطقة السياحية التي ستضم فنادق من 3 نجوم إلى 5 نجوم، بالإضافة إلى مرافق سياحية متنوعة. المدينة اللوجستية وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران، إلى أن نسبة نمو أعمال المدينة اللوجستية التي تقع بجانب المطار، من المتوقع أن تبلغ 20% سنوياً خلال السنوات الـ 5 المقبلة، خصوصاً في ظل الطفرة التي يشهدها قطاع صناعة الطيران بشكل عام، وقطاع الشحن خصوصاً، سواءً محلياً أو إقليمياً أو عالمياً. وقال إن المدينة اللوجستية تعد اليوم أكبر ورشة بناء في المنطقة تنقل دبي إلى مرحلة جديدة تتواكب مع رؤية دبي الاقتصادية المتكاملة بالارتكاز على قطاع الطيران والخدمات اللوجستية. وأكد الزفين أن مطار آل مكتوم سيكون أضخم مطار بالعالم بطاقة 160 مليون مسافر سنوياً عند الانتهاء منه كلياً، بالإضافة إلى 5 مدن استراتيجية تخدم المطار وقطاع الطيران بشكل عام، وهي مدينة دبي اللوجستية، والمدينة السكنية، والمدينة التجارية، ومدينة الجولف، ومدينة الطيران. السوق المحلي إلى ذلك، قال حسن الهاشمي، مدير إدارة العلاقات الدولية في غرفة تجارة وصناعة دبي، في الجلسة الأولى للمؤتمر، أن السوق المحلي في دبي هو من بين الأكثر نشاطاً في العالم، وأضاف أن دبي تشكل بوابة لفرص جديدة في جميع أنحاء المنطقة. وأوضح أن قوة دبي كمركز تجاري ستنمو مع إجراءات التطوير في البيئة القانونية والتجارية، مؤكداً أن دبي تلعب دوراً حاسماً كقاعدة مستقرة في المنطقة، إلي جانب كون دبي جسراً للتجارة والتمويل بين الصين وأفريقيا. وأشار الهاشمي إلى أن السنوات الست المقبلة ستشهد استثمارات كبيرة في دبي استعداداً لاستضافة معرض «إكسبو 2020»، حيث يجري التخطيط لمشاريع. المدينة المذهلة إلى ذلك، وصف مارك لانجلي، الرئيس، الرئيس التنفيذي لمعهد إدارة المشاريع (بي أم آي)، دبي بالمدينة المذهلة وبكونها واحدة من أكثر مدن العالم حيوية، حيث استطاعت العودة إلى النمو والنشاط بقوة فيما يتعلق بالمشاريع العملاقة، وعلى رأسها مشاريع «إكسبو 2020» التي وصفها بالمشاريع الأكثر تعقيداً في العالم. وقال لانجلي إن 64% من المشاريع العملاقة في العالم هي التي تحقق الهدف منها، ما يعني أن النسبة المتبقية من المشاريع لا تحقق الهدف لغياب الإدارة الجيدة لها. وأشار إلى أن معدلات الفاقد في المشاريع العملاقة في المنطقة أقل من نظيراتها في أوروبا، لتحسن الإدارة في هذه المشاريع، مشيراً إلى أن كل مليار درهم تنفق في مشروع بالمنطقة يكون الفاقد منها حوالي 79 مليون درهم، فيما يصل حجم الفاقد لكل مليار يورو في أوروبا إلى 151 مليون يورو. من جانبه، استعرض الدكتور ناصر السعيدي، الخبير الاقتصادي رئيس شركة ناصر السعيدي وشركاؤه للاستشارات، خلال الجلسة الثانية من المؤتمر، تحليلاً حول التأثيرات الاجتماعية والمخاطر المرتبطة بالمشاريع من زاوية «إكسبو 2020». وأشار إلى توقعات ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي لدبي بواقع 24,4% خلال الفترة بين 2015 و2021، متوقعاً أن يضيف «إكسبو2020» نمواً بنسبة 0,5% إلى الناتج المحلي للإمارة خلال 2016 و2019، فيما ترتفع نسبة المساهمة إلى 2% خلال «إكسبو 2020». ولفت السعيدي إلى التوقعات باستقطاب المعرض 24,8 مليون سائح، من بينهم 7,3 مليون زائر من الإمارات و17,5 مليون زائر من خارج الدولة. وقال إن «إكسبو 2020» سيضيف حسب التوقعات 277,149 ألف وظيفة جديدة، 40% منها في قطاع الضيافة والسفر.