الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذروا الأنوف المدسوسة في تفاصيلكم الخاصة لأنها قد تسبب.. الانفصال

احذروا الأنوف المدسوسة في تفاصيلكم الخاصة لأنها قد تسبب.. الانفصال
11 ديسمبر 2009 02:22
يضيع البعض الحدود الفاصلة بين التفاصيل العادية التي يمكن الخوض فيها، وبين تلك التي تدخل في خانة الخصوصيات غير الممكن اختراقها، هذه الحدود نفسها هي التي ترتسم بين المعارف العاديين الذين يعتبرهم المرء رصيداً في سجلهم الإنساني، وبين أولئك الحشريين الذين يمثلون أعباءً على العلاقات الإنسانية. حرية الإطلاع على الكواليس الحياتية لمعارفنا تنتهي عند حدود التفاصيل الحميمة لهؤلاء المعارف، علينا عدم نسيان ذلك. هي شخصية تضر أكثر مما تنفع، وتكون سبباً في خراب البيوت حيث تحول البعض من تلك البيوت إلى جحيم، خاصة إن سمح لها أحد أفراد الأسرة بالتدخل في شؤونهم الداخلية. «الحشرية»، هي امرأة تتدخل في ما لا يعنيها، وقد تكون زميلتك في العمل أو جارتك في السكن، لا يسعها إلا أن تضايقك من خلال تسللها إلى حياتك الخاصة. متطفلة مع سبق الإصرار «بشكل عام المرأة الحشرية موجودة في حياتنا، وبما انني لا أميل للتطفل على الآخرين»، يقول عيسى عبدالرحيم، «فلا أحب أن يتطفل أحد على حياتي». يضيف عيسى بيقينية: «وجود امرأة حشرية، معي في مكان واحد أمر شديد الإزعاج بالنسبة لي، فأنا أكره الشخص الذي يعطي لنفسه الحق في سؤالي عن حياتي الخاصة، أو عن تفاصيل عملي، كما لا أحب التي تتدخل في حوار ليست طرفاً فيه». ويلتقط علي المنهالي أطراف الحديث، معلقاً بالقول: «تعرضت لمثل هذا النوع من النساء في العمل، ولكن بأسلوبي الخاص الحريص على عدم التسبب لهنَّ بأي نوع من الإحراج، حاولت أن أفهمهنَّ بطريقة، غير مباشرة، أنَّ ما يقمنَّ به أمر مزعج، بعضهنَّ لم يستوعب ذلك، فكان أن تجاهلتهنَّ تماماً، ولم أعد أبدي أي اهتمام بما يقلنه أو يفعلنه، بل صرت أغيِّر الموضوع الذي يدفعنني للنقاش حوله». يتابع المنهالي حول تجربته: «لقد قابلت أنماطاً عديدة من هذه الفئة من النساء الحشريات، وكانت أشكال تدخلهنَّ في التفاصيل الشخصية متنوعة، رغم ذلك فأنا لا أتخذ موقفاً عدائياً منهن، لعلمي إنهن مُعقَّدات، يجدن في تدخلهن في شؤون الغير متنفساً لعقدهن». حكم شخصي بدورها تبدي بدرية أحمد، موظفة، رأيها في هذا الشأن بالقول: «منذ البداية يجب ألا نحكم على الآخرين إلا من خلال التجريب، واعتماد المعايير الشخصية، بعيداً عن اسقاطات الآخرين». تصمت بدرية ثمَّ تضيف قائلة: «إن لم نتنبه لهذا الصنف من الناس قد نجد أنفسنا فجأة أمام ورطة صعبة، وربما أقحمنا بعض هؤلاء النسوة في أمور لا علاقة لنا بها. لذلك يجب أن نتخذ أسلوب الإحاطة التدريجية بكل ما يمكنه أن يصدر عن هذا الصنف من الشخصيات البشرية». وتوضح رؤيتها بالقول: «كثيراً ما صادفت مثل هذه النوعية من الحشريات، لكنني كنت أتعامل معهن بطريقة حذرة، ثم أنتقل إلى أسلوب مباشر في الصد وإفهمهنََّ أنَّهن يتجاوزن الحدود». بدرية تصف شخصية الحشرية كما تراها من واقع التجربة: «غالباً ما تكون تعاني من الوحدة والفراغ، ويكون لديها الكثير من الرغبة في كسب الآخرين، وفي بعض الأحيان تشعر هذه المرأة إنها على هامش الحياة، وبالتالي فهي تشعر كما لو كانت مضطهدة، وتلجأ لهذا التدخل في شؤون الغير «كوسيلة هروبية»، مما تشعر به، ورغبة منها في تأكيد ذاتها والتعبير عنها ولو بطريقة الخطأ. الرجال أيضاً من جانبه يؤكد جاسم السويدي كلام بدرية بالقول: «ليست المرأة حشرية فقط، بل هناك أيضاً الرجل الذي يتدخل في ما لا يعنيه». ومن خلال تجربة مر بها السويدي يقول عن ذلك: «وجدت أن من أهم أسباب تدخل البعض في ما لا يعنيهم، هو تأثرهم بالبيئة التي عاشوا فيها، فقد تكون المرأة الحشرية اعتادت على ذلك من خلال تجربتها مع أسرتها، وقد تكون هذه التجربة هي التي جعلتها تعاني من حب الفضول والاستطلاع، أيضاً قد يكون هذا التدخل عابراً أي أنَّه لا يترك أضراراً فادحة، على الآخرين الذين يسعهم تجاهل حدوثه، لكنَّه قد يترك نتائج سيئة في بعض الأحيان، وهنا نكون أمام حالة حشرية مع سبق الإصرار والترصد». أساليب رادعة يشرح شريف مبارك بعض الطرق التي يتبعها حين تصادفه شخصية من هذا النوع بالقول: «عندما تقتحم حياتي شخصية حشرية أعتمد معها أسلوب عدم إعارة كلامها أي اهتمام، ثم ألجأ إلى التعامل معها بمثل ما تتعامل معي، وفي النهاية أعمد إلى الصراحة المباشرة، وإن لم تنفع هذه الأساليب كلُّها لا يبقى أمامي سوى الردع المباشر، حينها لا يكون لديَّ مانع من إحراج تلك الشخصية المتطفلة أمام الجميع». وعموماً من خلال مصادفة الكثير من تلك الشخصيات يرى مبارك: «إنها غالباً ما تكون سطحية ومنفرة ومؤذية». إلى ذلك يقول عبدالله سعيد: «إنَّ الرجل الحشري أيضاً شخص غير مرغوب به من جميع من حوله، وقد يتدخل هذا الشخص في قضايا اجتماعية وهو لا يعرف عنها شيئاً، وإن واجهتني شخصية من هذا النوع، فإنَّ أول ما سأقوم به هو صده بكل السبل الممكنة، حتى لا أعطيه فرصة التدخل والتطفل على أموري الخاصة والعامة». لكن عبدالله يستدرك متسائلاً: «ما العمل إن كان هناك بالفعل أشخاص مثل هؤلاء، لا تنفع معهم كل المحاولات». موقف حرج يتحدث ياسر الشريف، موظف، عن مواقف كثيرة يذكر أهمها بالقول: «قام أحد أصدقائي المتطفلين، والمعروف عنه حشريته فيما بيننا نحن شلة الأصدقاء، بالاتصال بأخي الأكبر مدعياً إنني متواجد في أحد الأمكنة، وأقوم بمعاكسة وملاحقة الفتيات، وذلك بالرغم من كوني مقبلاً على الزواج بعد شهرين، وملتزماً بتعاليم الدين». يصمت ياسر ثمَّ يضيف: «بعد أن عدت إلى البيت تعرضت لكلام جارح من أخي ووالدي، وانتهي بي الأمر إلى طردي من البيت، ولكن بعد سؤال أسرتي عن المتصل الذي قام بذلك، أكد لي أخي إنه أحد أصدقائي، وبعد التأكد والتحقق من شخصية المتصل عرفت إنَّه صديقي الحشري». ممثل بارع اعتماداً على التجربة الملموسة تؤكد عائشة المشوي أنَّ «مهمة الشخصية الحشرية تتلخص في التلصص سمعاً وبصراً وشماً ولمساً، والتدخل عبر اللسان في كل الأحوال». تضيف المشوي قائلة: «هي متواجدة في كل الأمكنة، في الشارع والعمل، وإن كانت في العمل فالمصيبة تكون أكبر، إذ أنَّها تكون حينها محترفة، وتتفنن في ذلك، دون أن تراعي مشاعر الآخرين، ومن خلال اقتحامها حياة الغير قد تحول حياته إلى عذاب، ويكون ذلك بسابق معرفة، وأحياناً عن جهل». وتطلب المشوي كل من تصادفه هذه الشخصية ضرورة إيقافها عند حدها، لإنَّها تسعى بكل السبل والوسائل إلى إفساد حياة الآخرين. أمَّا عن وصفها لتلك الشخصية فتقول عائشة: «ممثل بارع بالحديث، يلف ويدور حول ضحيته لإفساد حياتها». رأي نفسي من جانبها تعلق غادة الشيخ، استشارية أسرية، على هذا الأمر قائلة: «إن َّالذي يدفع بالمرأة إلى الحشرية هو ميل الإناث إلى التفوق اللفظي على الذكور، فمحصولهن اللغوي وقدرتهن على الكلام هنا تفوق مثيلتها عند الرجل بدرجة كبيرة، لذلك نلاحظ غالباً أنَّ مهارات البنت الصغيرة في اكتساب المهارات اللغوية تفوق قدرات الولد على هذا الصعيد». تضيف الشيخ: «تعتبر المرأة التي تعاني من ذلك مريضة وفقاً لمعايير علم النفس، وهي تحتاج إلى مساعدة طبية نفسية، حيث إن هذا النوع من التدخل له سلبياته على المرأة والرجل الشريكين، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى النفور والملل والفراغ العاطفي، الذي قد يقود الزوجين إلى الانفصال، لذلك يجب عدم الاستهانة بهذا المرض، خاصة في حال تفاقمه، فالمرأة في هذا الحالة تكون شبه مضطربة، وتحتاج إلى من يمد لها يد المساعدة والعون». وتنصح الشيخ بالقول: «لابد لكل من يصادف تلك الشخصية الحشرية أن يصدها بالكلام، ولا يفسح لها مجال التدخل في شؤونه، وأن يضع حداً بمنعها من دس أنفها فيما لا يعنيها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©