الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرحة وطن

11 ديسمبر 2009 02:22
تعلو أصواتهم وتلهج ألسنتهم يرددون الأناشيد الوطنية، سعداء بزينة المدينة التي نثرت في كل ربوعها، ألوان وثريات تدلت عناقيد وعذوقا وأشجارا وثلوجا وورودا، رائحة الفرح تفوح من كل الاتجاهات، اشتعلت سماء أبوظبي وشعّت نجومها وتراقصت في دلال وغنج، تسكن العين والقلب، اخترقت سماء الحب والعشق، أنوار وصلت نور أرضها بعنفوان سمائها وعنانها دوّت معلنة انطلاق أماسي لياليها الحالمة، في احتفالية لا متناهية، إيذاناً بعيد حل وأعياد قادمة، أشرقت سماء العاصمة البهية بسهام الشهب وبأضواء ولآلئ حاكت النجوم، تزينت بالحلي والناس وبألوان فرحة أهاليها، تزينت بأناشيد الصغار قبل الكبار، من سقط رأسه هنا فتمرغ في رائحة ترابها وتشرب من ثقافتها وعرف أبجديات الحياة بين ظهرانيها، لا يعرف وطناً غير هذا ولا يعرف بلداً غير هذا، يحق له الفرح، يشفع للهفته على المشاركة، يحق له السعادة، لا يمكن تعليمه غير ذلك، ويستحيل إيقاف سيول حبه لبلده التي لن يعرف أماً غيرها، يتفاعلون يتمايلون وينشدون حب وطنهم، فالمواطنة اختلفت تعريفاتها وتبقى في غالب الأحوال حبا وولاء لأرض سكنها وتشرب من موروثها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وأورثته حبَّها، ورغبة جامحة في الحفاظ عليها، والتفاني في خدمتها، والاستعداد للتضحية من أجلها. فماهي المواطنة؟ أجاب عن ذلك المختصون وقالوا: المواطنة في اللغة العربية منسوبة إلى الوطن، وهو المنزل الذي يقيم فيه الإنسان، والجمع أوطان، ويقال وطن بالمكان وأوطن به أي أقام، وأوطنه اتخذه وطناً، وأوطن فلان أرض كذا أي اتخذها محلا ومسكناً يقيم فيه ( بن منظور، 1994)، وفي اللغة الإنجليزية تأتي المواطنة ترجمة لمصطلح(Citizenship) ويقصد به غرس السلوك الاجتماعي المرغوب حسب قيم المجتمع، من أجل إيجاد المواطن الصالح Good Citizen (الخولي، 1981). وبالرجوع إلى الموسوعة العربية العالمية (1996، ص 311) نجد أنها تعرف المواطنة بأنها «اصطلاح يشير إلى الانتماء إلى أمة أو وطن»، وفي قاموس علم الاجتماع تم تعريفها على أنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي. وتعرف دائرة المعارف البريطانية (Encyclopedia Britannica) المواطنة كما وردت عند (الكواري،2001، ص118) بأنها»علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من حقوق وواجبات في تلك الدولة». ويبقى الوطن ذلك الحبيب العصي على التفسير، نحبه ولا نسأل كيف ولماذا، نحبه ولا نرجو على حبنا أجراً ولا شكوراً. لكبيرة التونسي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©