الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فلسطيني يحفظ القرآن الكريم بعدد آياته وعدد حركاتها وأرقامها

فلسطيني يحفظ القرآن الكريم بعدد آياته وعدد حركاتها وأرقامها
11 ديسمبر 2009 02:24
«تزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر»، ربما ينطبق قول الشاعر على هذا الرجل النحيف ذي البنية الضعيفة والذي تتناثر الشعيرات البيضاء في رأسه، لتنبئ من حوله أنه قاسى في الحياة أكثر من سنوات عمره، ولكن مظهره المتواضع شكلاً وهو يطوف الشوارع في غزة وأزقتها ليجمع الأثاث المستعمل مثل الأواني الفارغة والزجاجات وغيرها، حيث يقوم بجمعها وبيعها للمصانع لإعادة تدويرها. فماهر أبو رمضان البالغ من العمر أربعة وأربعين عاماً، والذي لم يكمل تعليمه الابتدائي حيث ترك المدرسة في الصف السادس، وهبه الله جوهرة ثمينة من المستحيل أن تهبه إياها مدرسة أو حتى جامعات العالم كله، فهو يمتلك مقدرة خارقة في إجراء العمليات الحسابية إذ يستطيع حساب أي مسألة في لحظات، كما يستطيع أن يحسب عمر أي شخص بمجرد أن يذكر له تاريخ ميلاده، فيخبره بعمره بالسنين والشهور والأيام والساعات والدقائق والثواني، كما يستطيع تحديد ومعرفة بداية الشهور العربية، واستطاع أن يحدد موعد شهر رمضان المقبل، وأيضاً فهو يحفظ القرآن الكريم ولكن ليس كأي شخص بل يعرف عدد الحروف في الآية وعدد الحركات ورقم الآية وفي أي سطر تقع في الصفحة، ورقم الصفحة، وبمجرد أن تتلو عليه الآية يخبرك أين تقع وكم عدد حروفها ورقمها وسطرها في المصحف الشريف. في السابعة يقول أبو رمضان إنه اكتشف هذه القدرة لديه وهو ابن السبع سنين حيث كان المعلمون يتعجبون من قدرته الكبيرة على إجراء أصعب العمليات الحسابية بكل سهولة ومرونة، مشيراً إلى أن معلم الرياضيات كان يشعر بالغيرة منه لدرجة كبيرة إذ كان يحل كل العمليات الحسابية التي يكتبها المدرس قبل أن ينتهي من كتابة المسألة على السبورة، ولا يمنح المعلم الفرصة لإكمال المسألة ووضع قطعة الطبشور جانباً، أو محاولة استعراض صعوبة المسألة أمام التلاميذ الآخرين، ولكن باقي المعلمين كانوا يفخرون به وبذكائه الكبير ويتحدثون عن قدراته المذهلة، والتي لا يعرفون مصدرها. إلا أن صعوبة وضعه الاجتماعي حرمته من إكمال تعليمه، فأكمل حياته عاملاً في المخبز الخاص بوالده إلى أن توفي والده قبل ثماني سنوات حيث أقفل المخبز أبوابه، واضطر لأن يعمل في مصنع خياطة لدى جاره في الحي، ثم أغلق المصنع أبوابه بسبب الحصار على غزة ومنع اسرائيل دخول الأقمشة منها للقطاع، فاضطر ثانية للعمل كجامع للخردوات. تشنجات وفقدان وعي يصاب ماهر أبو رمضان بين فترة وأخرى بحالة من التشنج يفقد بسببها الوعي لفترة تمتد من عشر دقائق إلى ربع ساعة فقط وعلى الرغم من المحاولات الحثيثة التي قام أهله بها لعلاجه من زيارات لأطباء وحتى مشايخ لم يستفد منها شيئاً وبقي يعاني منها حتى الوقت الراهن، هو لا يستطيع الالتحاق بأي عمل يحتاج إلى تركيز، أو مثلاً الصعود لأماكن عالية، أو الوقوف أمام آلة ممكن أن تصيبه بالضرر هو أو من حوله. وعن سبب هذه الحالة التي يعاني منها كما يروي أحد أشقائه الذين يعيش معهم أنه حين كان رضيعاً ويبلغ من العمر أربعين يوماً فقط، سقط على الأرض من سريره وأحدث ذلك خللاً في دماغه، كما قال الأطباء بعد أن كبر.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©