الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصف مليون عنوان في أبوظبي

نصف مليون عنوان في أبوظبي
24 ابريل 2013 12:28
رجل ذو بصيرة قلّ مثيلها، عارف ومستشرف للمستقبل، عبر بشعبه جسر الأمنيات إلى أرض الحقائق، وحين وصل إلى الحقيقة الكبرى اكتشف أنها المعرفة فجسدها في مشروع رائع سبق فيه ما يفكر به الآخرون، في خضم هذه الصحراء وبينها وبين البحر، كانت هناك لؤلؤة تتشكل في قلب رجل، حرص عليها، أعطاها من إيمانه قوة، ومن فكره عبرة، ومن كيانه قبساً، ومن نور تطلعه شعلة أثيرية، هي المعرفة التي قرر أن تأتي إلى أبوظبي كل عام. آمن الرجل بأن تلك الفكرة ما هي إلا بذرة لابد أن تزرع وستكون شجرة، الرجل القدير المفكر الفيلسوف يعرف ذلك جيدا، ولأنه يعرف ذلك قرر في عام 1981 أن يقيم معرض الكتاب الإسلامي في أبوظبي، ولأنه صاحب بصيرة، فقد عرف أن البذرة ستكون في نهاية الأمر شجرة وارفة الظلال. منذ ذلك الوقت الذي يبدو ليس بعيداً، وفي مستهل الثمانينيات، كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه قد أولى الكتاب أهمية استثنائية. كان يعلم جيداً أن البناء في العمران لابد له أن يجاور بناء المعرفة. كان يعلم جيداً أن قيمة الورقة في مضامينها البعيدة، في آفاقها اللاحدود لها. كان يعلم جيداً أن هناك صرحاً لابد أن يبقى لتكتمل صورة مدينة، فأطلق معرض الكتاب الإسلامي في عام 1981. وبعد 33 عاماً وتذكيراً بأول معرض حضره 70 ناشراً معظمهم من مصر ولبنان حاضرتي العرب آنذاك، لابد لنا أن نعرف أن 1000 دار نشر ومؤسسة ثقافية آتية اليوم إلى معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين، لتقدم ما طبعته وما أنتجته من معرفة يتجاوز ما يعرض اليوم فيه نصف مليون كتاب. ولأن أصول الأعمال الكبيرة باقية بأيدٍ نقية، كان لابد أن تنتعش الحياة الثقافية بعد هذه الرحلة الطويلة لمعرض الكتاب، حتى كان عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فكان لابد من ازدهار المعرفة والكتاب وبخاصة أن داعمها الأول الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. في البدء جاءت سبعون داراً من مصر ولبنان والآن تأتي المئات من دور النشر من بقاع الأرض، مغربها ومشرقها، لا لأن تقدم ثقافتها بأبوظبي بل من أجل أن تطلع على ثقافة شعب عرف كيف يبني حضارة، فزاحم الشعوب على أن يصل إلى نار المعرفة الأثيرية التي لن تنطفئ مادام هناك إنسان على هذه الأرض. هي قبس من نور، سلمها المغفور له الشيخ زايد رحمه الله إلى أبنائه فتواصلوا بما أوصى، حيث فتحوا مصاريع الأبواب على كل ما هو معلوماتي وعلى تكنولوجيا العالم، فدخلوا أسواق المعرفة وبرزوا فيها قوة، وإدارة ووجوداً راسخاً. ثلاثة وثلاثون لغة تحضر إلى أبوظبي. خمسون دولة تأتي بكتبها إلى أبوظبي. امتزاج البرامج الحياتية والثقافية والفنية والتشكيلية في أبوظبي. ذلك هو معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©