الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الورق والتكنولوجيا في واقع اليوم ورؤية الغد

الورق والتكنولوجيا في واقع اليوم ورؤية الغد
23 ابريل 2013 00:14
سلمان كاصد (أبوظبي) - حينما تدخل دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لا بد أن تجد من يذكر لك ويؤشر باتجاه موقع مديرها أو مدير النشر فيها، أو أن تذهب إلى جناح مشروع كلمة للترجمة أو أن يدلك على مشروع قلم للأدب المحلي. تجد في بناية دار الكتب الوطنية حركة دائبة طول العام، دار لا تهدأ، تطبع كتاباً تنسق مشروعاً، تقيم مؤتمراً، تعقد اتفاقاً كل ذلك يجري بهمّة وعزم شديدين. وعندما تحاور في دار الكتب الوطنية مشغولاً بإدارة فعالياتها المتعددة تجد - حقاً - من يصغي إليك ويحترم أنك جئت إليه لتأخذ منه جواباً عن سؤال يشغل بال الكثيرين. وفي هذه الأيام تستعد دار الكتب الوطنية لأن تقدم ما نسجته خلال عام كامل من الجهد والتعب والشوق، تقدم حلة جديدة عمرها ثلاثة وعشرون عاماً من سني حياة معرض للكتاب وهو في أوج شبابه، مفعماً بالحياة مكتنزاً بالمعرفة، هذا المعرض الذي مرّ عليه وزاره أدباء وفنانون عرب وعالميون، إنه اليوم يأتي مصحوباً بأعراس جوائز عربية كبرى «جائزة الشيخ زايد للكتاب» وجائزة الرواية العربية «البوكر العربية». نعم عندما تدخل دار الكتب الوطنية في أبوظبي لا بد أن تجد من يدلك على جمعة القبيسي المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويقف إلى جانبه في كل منجز جديد تقدمه هذه الدار محمد الشحي مدير النشر في دار الكتب الوطنية التابعة للهيئة. عشق هذان الرجلان الكتاب، عشقا العمل بين جبال من الكتب، اهتما بالمعرفة، ولهما طروحات وأفكار جميلة تنظر إلى المستقبل، ولا تلتفت إلى الماضي، يخططان لكي يكونا في طليعة رؤيا الغد، ولا يحفلان بما مرّ عليهما أمس، ذلك هو شغلهما الشاغل. وفي هذا اللقاء نتصفح أوراقاً مخبأة، يعلنها جمعة القبيسي تتعلق بما أنجز وما سيتحقق في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين، ونقرأ ما يفصح عنه محمد الشحي حول ما طبع وما يستعد لأن يطبع من أدب وتاريخ ورحلة، ومعرفة في إدارة النشر في دار الكتب الوطنية. الشكل والمحتوى وعن اختلاف هذه الدورة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب عن الدورات السابقة، يقول جمعة القبيسي: «تركز الدورة الحالية من المعرض على دول منطقة الخليج، حيث تعقد عدة حلقات نقاش تتناول موضوع النشر في المنطقة، بالإضافة إلى سبل الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي في النشر، وقطاع التعليم في منطقة الخليج في إطار موضوع التعليم في المعرض، وسوق كتب الفنون، كما زادت مساحة المعرض بنسبة 15% للمرة الأولى منذ انطلاقه». ويضيف: «وتركز الدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب على المحتوى بالنسبة لكتب الأطفال والشباب والاطلاع على الاتجاهات العالمية في مجال نشر كتب الأطفال، وعادات القراءة عند الأطفال واستخدام التكنولوجيا في التعليم وداخل الفصول الدراسية والتركيز على موضوع النشر الرقمي». برنامج موسع وتحضر في المعرض أعلام أدبية وشخصيات معرفية مهمة من المؤكد أنها تضيف للمعرض الشيء الكثير الذي يقول فيه القبيسي: «تتميز الدورة الحالية من المعرض، ببرنامج موسع من الفعاليات والأنشطة الثقافية بمشاركة رموز الفكر والثقافة الحائزين على جوائز عالمية، مثل أحلام مستغانمي وكينيزي مراد وإبراهيم عيسى، بالإضافة إلى نهاد سيريس وجيم الخليلي ورشيد بوجدرة ويوسف رخا وجاك فيرندز وجيروم فيراري وفرانك كلوتجن واندريه كيركوف وعمارة لخوص وغيرهم، يندرج ذلك في إطار ترسيخ مكانته الرسمية كأكبر حدث من نوعه بالمنطقة، بالإضافة إلى مكانته في عالم قطاع النشر، بما يجسد التزام المنظمين وحكومة أبوظبي لجعل العاصمة أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي ووجهة عالمية لصناعة النشر». وعن الجديد في ابتكار برامج القراء الصغار الذي يتبناه معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ سنوات، يعلق القبيسي ويقول: «يعزز معرض أبوظبي الدولي للكتاب التزامه للقراء الصغار بشكل أكبر هذا العام، مع ابتكار برنامج القراء الصغار كجزء من البرنامج الثقافي الذي سيدعم ركن الإبداع الموجود حالياً للزوار من الأطفال، مما يسمح لهم بالاستمتاع بروعة القراءة والكتابة من خلال عدد من ورش العمل مثل «التعليم الترفيهي» وغير ذلك من الأنشطة المتنوعة». ويواصل: «وتركز الدورة الحالية لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب على المحتوى بالنسبة لكتب الأطفال والشباب والاطلاع على الاتجاهات العالمية، في مجال نشر كتب الأطفال وعادات القراءة عند الأطفال واستخدام التكنولوجيا في التعليم وداخل الفصول الدراسية». وتنطلق في المعرض مبادرة العارضين التي يقول فيها القبيسي: «كان الطلب من العارضين هائلاً ما يجسد أهمية هذا الحدث مرة أخرى والدور الذي يلعبه في المنطقة. نحتفي لستة أيام متتالية بالكتاب بمختلف أشكاله. لقد أصبح معرض أبوظبي الدولي للكتاب حدثا جاذباً لكل شخص متعلقٍ بهذه الصناعة، إضافة إلى كونه أصبح نبض العمل والثقافة في المنطقة وما وراءها. وعلى مدى السنوات، لعب معرض الكتاب دوراً محورياً في غرس ثقافة القراءة الغنية حول المنطقة مما يسهم إلى حد كبير في نمو صناعة النشر الإقليمية». دور وعروض من جانب آخر، ومن رؤية فاحصة لدور النشر في دار الكتب الوطنية فإن محمد الشحي يتحدث عن مشاركة الدار في المعرض، فيقول: «معرض الكتاب هو مشروع من مشاريع دار الكتب الوطنية، وستشارك الدار في المعرض بجناح متكامل وكبير يضم المنشورات الجديدة للدار، والتي سوف تطلق لأول مرة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب الدولي، سواء الكتب الورقية والتي تربو على أربعين إصداراً وهي ما تم إصدارها خلال الربع الأول من 2013، وكذلك الصيغ الإلكترونية التي دخلت دار الكتب الوطنية مجالها منذ عامين، وأطلقت أكثر من سبعين كتاباً إلكترونياً، بالإضافة إلى الكتب المسموعة، كونه مشروعاً مهماً، من المشاريع الأولى في دار الكتب الوطنية، والذي حاز شهرة واسعة في أوساط الثقافة العربية والنشر العربي وسجل حضوراً دائماً في الابتكار النشري». وعن الجديد في دار الكتب الوطنية من مبادرات وفعاليات ثقافية ستقدمها خلال معرض أبوظبي الدولي للكتاب في نسخته الجديدة، يقول الشحي: «درج معرض أبوظبي الدولي للكتاب على تقديم الجديد في دوراته السابقة جميعها، فإلى جانب منبر الحوار الذي يستضيف أكثر من 220 نشاطاً ثقافياً من محاضرات وأمسيات وتواقيع كتب، إلى جانب عروض موسيقية لأول مرة في تاريخ معرض الكتاب والمعارض العالمية للكتب، فإننا نستضيف ركناً للرسامين والمقصود هنا المتخصصين في صناعة الكتاب، والذين يبتكرون أغلفة متميزة وراقية ويصنعون ابتكارات جديدة في هذا الحقل المهم، هذا إلى جانب رسامي كتب الأطفال، بالإضافة إلى الورش الخاصة بتلك الشريحة المتميزة، وتقديمها للناشر العربي من خلال انتقاء أهم الرسامين في الوطن العربي، والتعريف بهم وتسليط الضوء عليهم، وكل ذلك نطمح فيه إلى غاية إطلاع المتلقي على هذا الفن الذي ظل مجهولاً». ذخائر التراث ومن ضمن استراتيجية دار الكتب الوطنية مستقبلاً، استحداث حقول معرفية جديدة، يبدو ذلك واضحا من خلال ما تقدمه الدار بعد أيام من مطبوعات جديدة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لهذا يقول الشحي:»نحن في دار الكتب الوطنية نسعى للاهتمام بما لم ينشر من قبل من ذخائر التراث العربي، حيث نعنى بنشر الكتب المؤلفة والكتب المحققة، بالإضافة إلى الكتب المترجمة في المجالات التالية: 1- الدواوين الشعرية. 2- السير التاريخية. 3- كتب الرحلات القديمة إلى المنطقة ومذكرات المستشرقين. 4- مختارات من روائع الكتب العالمية المترجمة. 5- رسائل الدكتوراه المتميزة التي تخص الإمارات والمنطقة. 6- الكتب المحققة. 7- كتب الأطفال. 8- الكتب التي تبحث في تاريخ الإمارات ورموزها. هذا بالإضافة إلى مشروع قلم الذي ألقى الضوء على أهم الأعمال الأدبية الإماراتية الشابة، والتي سعى من خلالها إلى انتقالها إلى اللغات الحية الأخرى، في عدة مشاريع ترجمة تم الانتهاء منها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©