الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصورة النمطية للمرأة في الدراما العربية

24 سبتمبر 2008 01:53
لاتزال الدراما العربية تصوّر المرأة العربية الناجحة في عملها على أنها فاشلة في علاقاتها الأسرية، وهذه النمطية في الأدوار تعطي وتعكس واقع المرأة بعيداً عن الدراما مما يتسبب ويساهم في إلصاق هذه الصورة بها في حياتها وواقعها المتعايش· فقد صوّرت لنا الدراما العربية المرأة الإعلامية والمحامية والطبيبة والمهندسة ومدى فاعليتها في مجتمعها وتأثيرها فيه، ولكن وفي الجانب الآخر (الأكثر أهمية) وهو الجانب الأسري نجدها غير الشخصية التي يجب أن تكون قياساً بنجاحها كامرأة مجتمع والتي تجر النجاح تلو الآخر بل تجر الفشل تلو الفشل· فإما أن تكون مطلقة أو أنها تعيش في عالم وزوجها في عالم آخر ثم تشكو هجره وخيانته، أو نرى الأبناء في واد وهي في واد آخر، أو تحسم أمرها بالإضراب عن الزواج خشية أن يكون حجر عثرة في طريق نجاحاتها· وهذه أمور تضعنا في دائرة يصعب الخروج منها أو يتعسّر علينا ذلك، ولأن مجتمعاتنا العربية مدمنة على الدراما فإنها تلصق ما تشاهده على الشاشة بالواقع خاصة تلك المجتمعات الفقيرة ثقافياً فتعتمد على ثقافة ما يُشاهد على الشاشة· فإن عدنا إلى سابق عهدنا (عهد أنبيائنا وخلفائنا الصالحين) لوجدنا دور المرأة آنذاك لا يقل عن دورها في يومنا هذا، فبالإضافة إلى دورها الفاعل في مجتمعها إلا أنها واجهت الكثير من الحروب كان ولا زال للرجل كلمته وسلطته،، ولكن ومحاولة منها وسعيها لإيصال علمها وفكرها للآخرين كان منها هذا التحدي وهو ليس تحدياً لمسح الرجل من خارطة الوجود بل ليكون جنباً إلى جانب المرأة في بناء مجتمع واعٍ بجيل يحمل أفكاره وطموحاته ورؤاه المستقبلية· لذا أرى، ومن وجهة نظري، أن المشاهد العربي أكبر مما يكون من تلك الأفكار والصور السلبية عن المرأة العربية الناجحة، ولكنه يحتاج إلى جرعات من الفكر والوعي والتفكر بين مشهد وآخر ليومض شيء من التفاؤل على أن المرأة والمتمثلة بالأسرة العربية بألف خير وأنها اللبنة الأولى لنجاح وتقدم المجتمع· نوال سالم جوهر جامعة الإمارات العربية المتحدة/ قسم الاتصال الجماهيري- مسار الصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©