مسح ميداني للكشف عن الأمراض السرطانية العام المقبل

تقوم وزارة الصحة خلال العام المقبل بإجراء مسح ميداني في الامارات للتعرف على الأمراض السرطانية الموجودة بالدولة وأكثرها انتشاراً وأعداد المصابين بها وأعمارهم وجنسهم، من خلال تصور تقوم بإعداده اللجنة الوطنية للأورام والأمراض السرطانية المشكّلة من قبل الوزارة منذ عدة أشهر، بحسب ما أكد الدكتور علي بن شكر مدير عام الوزارة· وأضاف بن شكر الذي يشغل أيضا موقع رئيس اللجنة الوطنية للأمراض السرطانية، أن اللجنة ستعمل خلال الفترة المقبلة على حصر كامل لأعداد الأشخاص المصابين بالأمراض السرطانية في الدولة من خلال إنشاء مركز رئيسي في الوزارة لتسجيل المرضى، بهدف تكوين قاعدة بيانات دقيقة حول المرض ووضع خطة استراتيجية علمية مطورة لطرق علاجه· وكان بن شكر ذكر في تصريحات سابقة أن الوزارة لا تملك بيانات دقيقة عن المرضى إلا أن هناك 524 حالة مسجلة في مستشفى توام بالعين وحدها، الى جانب حالات أخرى تراجع المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة· وأشار بن شكر خلال المجلس الرمضاني الذي نظمته منطقة الشارقة الطبية واستضافه الشيخ طارق بن فيصل القاسمي مساء أمس الأول تحت عنوان ''تعزيز الصحة في المجتمع''، الى سعي اللجنة لرفع مستوى الوعي الفكري لدى الأفراد بشكل عام من خلال إجراء فحص مبكر عن المرض وإجراء الفحوصات الدورية للتأكد من عدم وجوده خاصة لدى الأفراد المتوارثين للمرض· وحضر المجلس الشيخ محمد بن صقر القاسمي مدير منطقة الشارقة الطبية والدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة والدكتور صلاح طاهر مدير عام بلدية الشارقة وعدد من الأطباء وأصحاب الاختصاص· وأشار بن شكر إلى أهمية موضوع ''تعزيز الصحة في المجتمع'' وضرورة اكتشاف الأمراض منذ بدايتها وذلك للتقليل من نسب الأمراض وخاصة المزمنة التي يصاب بها مواطنو الإمارات لما فيه من فائدة على الجميع بشكل عام· وبيّن مدير عام الوزارة أن الدولة استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية أن تحقق إنجازات كبيرة في مجال تعزيز الصحة في المجتمع حيث أصبحت الإمارات خالية من مرض الملاريا وشلل الأطفال وأنها سبقت الكثير من الدول في ذلك، كما أن الوزارة تقوم بإنشاء العيادات الصحية في كافة أرجاء الدولة، وتقوم بخلق وعي صحي لدى أبناء الدولة والمقيمين فيها من خلال حثهم على الفحص الدوري للاطمئنان على صحتهم بصورة مستمرة· وذكر بن شكر أن الدراسات أثبتت أن المسببات الثلاثة الأولى للوفيات كانت بسبب أمراض القلب وحوادث السير ثم الأمراض السرطانية، لافتا إلى أن الوزارة، وضمن استراتيجيتها وضعت خطة للوقاية من الأمراض المزمنة وخاصة مرض السكر باعتباره مسؤولا عن الكثير من الأمراض الأخرى، حيث تصل نسبة المصابين بالمرض بين المواطنين إلى حوالي 21%· من جانبه أشار الدكتور محمود فكري المدير التنفيذي لشؤون السياسات الصحية في وزارة الصحة، إلى وجود 86 مركزاً صحياً في الإمارات الشمالية تتبع لوزارة الصحة، غير تلك المتواجدة في أبوظبي ودبي، لا تكتفي بتقديم العلاج للمراجعين بل تقوم بتوعيتهم أيضاً· وقال إن تلك المراكز تسعى في المستقبل لأن تكون مرجعا للإنسان عن حالته الصحية منذ ولادته إلى مرحلة الطفولة والمراهقة والزواج وفحوصات ما قبل الزواج إلى السنين المتقدمة من العمر· وألقى الدكتور صلاح أحمد بدوي خبير الصحة محاضرة حول ''عيادات التعزيز الصحي'' وانعقاد المؤتمر الأول لتعزيز الصحة في كندا عام 1986 وصدور ''إعلان أوتاوا'' لتعزيز الصحة ووضع آليات وسلوكيات صحية وبناء سياسات صحية وطنية وسن التشريعات التي من شأنها المحافظة على ''الرصيد الصحي'' الجيد الذي يولد به الإنسان· وأكــــد الــــدكـــتـــور ظـــافــــــر عـبــداللطيف استشاري السكري والغدد في مستشفى القاسمي أن الوجبات السريعة التي تقدم للأفراد وللأطفال هي سبب في زيادة السمنة لدى الأطفال، كما أنها تسهم في زيادة احتمالات الإصابة بمرض السكري وضغط الدم لدى الكبار· وطالب الدكتور إبراهيم جابر من إدارة الطب الوقائي في منطقة الشارقة الطبية بتعزيز الوعي لدى طلاب المدارس في كافة أرجاء الدولة بأضرار التدخين لحمايتهم من الوقوع في هذه الآفة· وبيّن أن قرار منع التدخين في الأماكن العامة أدى إلى زيادة نسبة المقلعين عن التدخين، إذ إن 35% من سكان الشارقة المدخنين يقلعون عن التدخين سنويا، وهي نسبة تقارب النسب العالمية