الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفرة تكنولوجية تغزو عالم صناعة السيارات

طفرة تكنولوجية تغزو عالم صناعة السيارات
23 ابريل 2012
التطور التكنولوجي اليوم، والذي نعيش أيامه ونمر بمراحله السريعة، أصاب كل صغيرة وكبيرة في حياتنا، بحيث أصبحنا وأصبح مستهلكو هذه التكنولوجيا معتادين على كل ما يرونه أمام أعينهم من طفرات واختراعات واكتشافات تقنية وتكنولوجية، وما عادوا يتعجبون ولا يستغربون كلما رأوا شيئاً جديداً في هذا العالم المتجدد المستمر في الإنتاج والابتكار.. لكل ما من شأنه أن يريح الزبائن ويخفف متاعب الحياة، ومشقات الأيام، جنباً إلى جنب، هذه الاختراعات والتقنيات فائقة المعرفة وحادة الذكاء، والتي أصبحت اليوم تتفوق علينا في العديد من الأمور الحياتية وأصبحت في نفس الوقت الأساس الذي لا يمكننا الاستغناء عنه. الطفرة التكنولوجية التي تحدثنا عنها في الكثير من المناسبات، شغلت باتساعها وتطورها أقلام الآلاف من المختصين والباحثين في مختلف المجالات التي جاءت عليها هذه الطفرة التكنولوجية، فرأينا اليوم كيفية تحول عالم الهواتف المتحركة وانتقاله بصورة جذرية من عالم للهواتف المتحركة التي تستخدم لاستقبال وإرسال المكالمات والرسائل النصية، وسماع الموسيقى والراديو وبعض التصوير الفوتوغرافي، إلى عالم جديد يمتاز بالذكاء والتنوع والتفرد... فأصبح الهاتف بمثابة الصديق القريب جداً إلينا والذي لا يمكننا اليوم الابتعاد عنه مهما حاولنا. ورأينا في نفس الوقت وفي زمن قياسي، كيف احتل الكمبيوتر اللوحي عرش الكمبيوترات المحمولة، وكيف قاومت هذه الأخيرة بطرحها للكمبيوتر «ألترابوك» والكمبيوترات الهجين مؤخراً، راغبة في إعادة مجدها الذي بدأ في الاختفاء شيئاً فشيئاً بفضل ما جاءتنا به الكمبيوترات اللوحية، من ميزات وخصائص عديدة ومختلفة. طفرة المواصلات ومع طفرة الهاتف الذكي والكمبيوتر المحمول، سمعنا اليوم أيضاً عن التطور الكبير الذي أصاب عالم الطائرات، وكنا نسمع عن طائرات تطير فوق رؤوسنا ولا نراها، وبتنا اليوم نسمع وفي نفس الوقت عن طائرات نراها تطير فوق رؤوسنا ولا نسمع ضجيجها، وكأنها تقلد الطيور في طيرانها. وسمعنا وسمع معنا العديد من القراء الأعزاء عن القطارات التي لا تحتاج إلى قضبان حديدية تقليدية تسير عليها، إنما تسير بسرعات فائقة لا يمكن للعقل استيعابها ببساطة فوق هذه القضبان وتكون وكأنها معلقة في الهواء، وذلك عبر قنوات ومجالات مغناطيسية معقدة. أما في مجال السفن والغواصات البحرية، فحدث ولا حرج، فما أصاب الطائرات والقطارات والأجهزة التقنية المختلفة، زحف إلى السفن أيضاً، وجاء على التقنيات المستخدمة فيها، وبتنا نرى مدناً عملاقة كاملة ومتكاملة من كل شيء، تسير في عرض البحر، لأشهر طويلة وربمــا لسنوات، قادرة على الاكتفاء الذاتي وقــادرة على تسلية من على متنها، بكل المسليات المتوافرة على اليابسة. سيارة كهربائية ذكية ومع ما أتتنا به التكنولوجيا من طفرات على عالم الهواتف والأجهزة الذكية، وما جاءتنا به هذه التكنولوجيا من تقنيات في عالم المواصلات والتنقل، ها هي التكنولوجيا اليوم تصيب عالم السيارات، وتدخله من أوسع الأبواب، ليس فقط بالإضافات التقنية التي تضيفها على السيارات، من أنظمة وتقنيات... وإنما جاءت هذه التكنولوجيا على شكل السيارة وهيكلها الخارجي، وبات المطورون والمصممون يبحثون في كيفية إنتاج سيارات تخلو من حجرة المحرك، ما سيتيح لهم صناعة تصاميم مبتكرة لسيارات المستقبل المقبلة. وهذا بالضبط الذي جاءت به مجموعة من الباحثين في مدينة بريم الألمانية، وظفوا ميزة إزالة حجرة المحرك، لتصميم نموذج «لسيارة كهربائية ذكية»، قادرة على تغيير شكلها وفقاً لحاجة سائقها. سيارات بلا محرك مع أن عالم السيارات الكهربائية، ليس بالعالم الجديد علينا، إلا أننا لم نشهد طفرة كبيرة في هذا العالم وهذا النوع من السيارات، ومازالت السيارات التي تعمل بمحركات البنزين والديزل، هي المسيطرة على عالم وسوق السيارات. ورغم ذلك فإن التطور التكنولوجي لا يعترف بالفشل أو الهزيمة، وإذا كانت السيارات الكهربائية كبيرة الحجم لم تلق رواجاً في الأسواق مثلها مثل السيارات التقليدية، فقد نرى قريباً سيارات كهربائية جديدة، ليست كالسيارات الكهربائية التي سمعنا عنها أو رأيناها سابقاً. وإنما سيارات جديدة في الشكل والحجم، قادرة على تغيير شكلها حسب الحاجة والظروف المحيطة. ويرجع الفضل في ذلك إلى عدم وجود محرك وحجرة خاصة، ما يعطي المطورين والمصممين لمثل هذه السيارات، حرية ومجالاً أكبر، لإطلاق العنان لمخيلاتهم، لتأتينا في المستقبل مثل هذه السيارات التي يمكنها تصغيير حجمها في أوقات الازدحام الشديد أو عند البحث عن موقف للسيارة. وفي هذا الصدد، ونقلاً عن الوكالة الألمانية الإخبارية «دي دبلي»، يقول فرانك كيرشنر، رئيس مركز ابتكار الروبوتات التابع للمركز الألماني لأبحاث الذكاء الصناعي في بريمن: «إننا نعمل على إحداث ثورة في مفهوم السيارة من خلال تقسيمها إلى أجزاء». صحيح أن النموذج الأولي للسيارة الكهربائية الذي صممه المركز الألماني لأبحاث الذكاء الصناعي يشبه السيارة التقليدية قليلا، لكن قاعدتها الأساسية «الشاسيه» أكثر ارتفاعا وصالونها الذي يأخذ شكل القبة يجعلها تبدو وكأنها مركبة فضائية مصممة للهبوط على سطح القمر في المستقبل. العقل البشري واستيعاب الأفكار قد لا يقبل العقل البشري اليوم، استيعاب فكرة تغيير السيارة لشكلها، أو غير ذلك من الأفكار المختلفة والكثيرة، التي أتت اليوم على كل مناحي الحياة، صغيرها وكبيرها. وقد تكون بعض الأفكار التي جاءتنا بها تكنولوجيا اليوم وطفرتها المختلفة المتنوعة، ضرباً من الخيال، لن يتحقق أغلبها لا الآن ولا في المستقبل البعيد. ولكن أعتقد ومن دون أدنى شك، أن هذا التطور الذي رافق الآلاف من الأجهزة والمعدات التي نحتاجها ونستخدمها بشكل يومي في حياتنا، جاء وليد أفكار الإنسان وعقله البشري، ورغم تمتع هذه الأجهزة والآلات بالذكاء والتطور الفائقين، إلا أنها مازالت تفتقر لما يحتويه العقل البشري من إمكانيات وطاقات لم يستغل الجزء الأكبر منه حتى اللحظة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©