كورنيش أبوظبي يوفر خيارات ترفيهية لكل الفئات العمرية

(أبوظبي) - يشهد كورنيش أبوظبي يوما بعد يوم المزيد من المتنزهين الذين يجدون فيه ملاذا ترفيهيا لهم، ووجهة مثالية لممارسة الرياضات في الهواء الطلق. وهو مع التعديلات الجمالية عليه وأكشاك الضيافة المنتشرة في أرجائه يرتدي حلة متجددة تتألق بها العاصمة أبوظبي، فضلا عن اهتمامه بإيجاد منافذ ترفيهية لكل الفئات العمرية وحتى فئة المعاقين. أيقونة بديعة التجول في المساحات الشاسعة التي يوفرها كورنيش أبوظبي يفتح الشهية للقيام بمشاريع يجتمع فيها الأهل والأصدقاء. ولا يقتصر الأمر على عطلة نهاية الأسبوع التي يغص فيها المكان بسكان العاصمة وضيوفها، وإنما كذلك على باقي أيام الأسبوع. ولكل فترة من اليوم فئة معينة من مرتادي الشاطئ وجزره الخضراء ومرافق الألعاب فيه. حتى أن المكان يكاد لا يخلو من حركة المارة مشيا على الأقدام أو عبر الدراجات الهوائية ودواليب التزحلق سواء في ساعات الليل أو النهار. إلى ذلك، يرى إبراهيم الرشيد أن كورنيش العاصمة هو الوجهة الأكثر استقطابا للعائلات ولاسيما لما يحتضنه من فعاليات. ويقول «هوايتي المفضلة وهي القيام بسباقات الزوارق جعلتني أنظر إلى هذا المكان من الواجهة البحرية بمنظار مختلف. فهو بعد الإضافات التي شملها أصبح حقا أشبه بأيقونة بديعة تزين واجهة أبوظبي». ويذكر أن أكثر ما يعجبه في التعديلات التي طرأت على المكان، إيجاد مناطق مخصصة لكل فئة عمرية. حيث أن فرصة الترفيه وممارسة الهوايات على اختلاف أنواعها متوفرة هنا للشباب تماما كما هو الأمر بالنسبة لصغار السن. ويضيف إن الوضع ينطبق كذلك على المسنين كما يشمل المعاقين الذين يجدون أماكن مريحة لتحركاتهم. ويبدو أن اهتمامات الرجال بالتنزه على كورنيش العاصمة، وإن كانت بالظاهر تتخذ الطابع الرياضي غير أنها تصب كذلك في إطار الرغبة بأجواء الترفيه والتغيير. وهذا ما يوضحه علاء معتوق، الذي يمارس يوميا رياضة الركض على الكورنيش بدءا من السابعة صباحا قبل توجهه إلى العمل. ويقول «لا يمكنني أن أبدأ يومي بنشاط وحيوية ما لم أقوم برياضتي المعتادة. فهي جزء من يومي، كما أنني أشعر بالتفاؤل عندما أمتع ناظري باللوحات الجميلة التي ترسمها ممرات الكورنيش ومرافقه المنوعة». ويذكر أنه عندما يشعر بالملل خلال المساء يصطحب زوجته ومولودتهما الجديدة إلى الباحة الرئيسة للكورنيش. وهناك يمضون بعض الوقت في تنشق الهواء النظيف، وأحيانا يخرجون برفقة بعض الأصدقاء. وهو يعتبر أن الذهاب إلى الكورنيش هو البرنامج الترفيهي الوحيد الذي لا يحتاج إلى تحضيرات مسبقة. لأن كل ما يطلبه المتنزه يحصل عليه هناك من خلال الخيارات الكثيرة التي توفرها بلدية مدينة أبوظبي. تشجير وتخييم تقول تقوى الإمام، التي كانت تتنزه برفقة زوجها وولديها عن علاقتها بكورنيش أبوظبي، إنها لابد من التردد عليه من مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع. وتذكر أنها تجده مكانا مناسبا لقضاء أكثر من أمر في وقت واحد. فهي تمضي فيه وقتا مميزا مع عائلتها، وتحاول من خلال المشي مرتدية الملابس الرياضية أن تسعى إلى تخفيف وزنها. وتشير إلى أنها تستفيد من الطقس المعتدل وتخرج من بيتها سيرا على الأقدام حيث تجد في ذلك متعة خاصة. وتقول الإمام إنها تتشارك مع أفراد أسرتها في مختلف النشاطات التي يرغبون بها وإنها في كل مرة تقوم ببرنامج جديد يشعرها بالبهجة والانتعاش. وتنتقد الأشخاص الذين يقصدون الكورنيش لمجرد احتساء القهوة وحسب، فيما يشاهدون أبناءهم يلعبون من بعيد. وتعتبر أنه من الممتع الاسترخاء في المقاهي وعند الاستراحات، ولكن ليس لكل الوقت، قائلة إن «هنالك الكثير مما يضيعه هؤلاء على أنفسهم». من جهتها، تروي ماجدة الحسن وهي أم لـ 4 صبيان قصتها مع كورنيش أبوظبي، الذي تقصده منذ كانت في العاشرة من عمرها. وتقول «اختلف المشهد كثيرا وتطورت الظروف الترفيهية المتاحة في مختلف أرجائه. ومع ذلك فأنا مازلت أشعر بالرغبة نفسها في الانطلاق هنا كما الأطفال». وتؤكد أنها لا تجد بديلا عن الكورنيش لاصطحاب أبنائها حيث يمارسون هواياتهم المفضلة. من لعب كرة القدم والتسابق عبر الدراجات الهوائية والسيارات المكشوفة التي يستأجرونها من الموقع نفسه. وتضيف أنه بفضل كثافة التشجير على الكورنيش بات من الممتع التنزه حتى مع ارتفاع درجات الحرارة لأن الأجواء تكون جميلة. وتشير الحسن إلى أنها غالبا ما تقصد الحديقة الرئيسة لشاطئ الكورنيش برفقة جيرانها حيث يقومون بالتخييم لأكثر من 6 ساعات. وتقول «يعجبنا الأمر لأنه يقربنا أكثر من أبنائنا من دون اصطحاب الخادمات، حيث ندربهم على الاستقلالية وعلى الاهتمام بأنفسهم». بهجة وراحة حول أهمية القيام بالرياضات في الهواء الطلق لاسيما في كورنيش أبوظبي، يقول الاستشاري الأسري الدكتور سمير غويبة إن الرياضات عموما هي طاردة لأمراض عدة. ويوضح أنه من الضروري جدا اختيار الوقت المناسب للقيام بأي نوع من الرياضات على أن يترافق ذلك مع الظروف المواتية سواء من قبل الشخص نفسه أو من قبل المحيط الخارجي. ويوضح غويبة أنه من أولويات الممارسات الرياضية، حسن اختيار النشاطات التي تؤدي إلى التفاؤل. ويلفت إلى أنه عند ممارسة رياضة المشي فمن الضروري أن يكون الشخص مستقرا نفسيا وأقرب إلى البهجة والراحة البدنية والفكرية. ويشرح الأمر بالقول إن الشخص المهموم لا يمكنه أن يركز أثناء القيام بالتمارين. وإنه نتيجة لاضطرابه قد يعرض جسمه للإصابات مثل الكسور والرضوض وما شابه. ويؤكد غويبة أهمية الرياضة عموما والتي أثبتت الأبحاث أنها الوقاية الخفية للكثير من الأمراض مثل سرطان الثدي. والتي يضعها في خانة أرقى من مجرد كونها تساعد على التخلص من السعرات الحرارية الزائدة.