السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أكاديميون يحذرون من خطورة خلل التركيبة السكانية على الهوية الوطنية

24 سبتمبر 2008 02:07
حذر أكاديميون ومسؤولون تربويون من خطورة خلل التركيبة السكانية في الدولة وأثره السلبي على الهوية الوطنية، خاصة في ضوء تنامي أعداد الجنسيات للعمالة الوافدة والتي تجاوزت 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم· كما شدد الأكاديميون والتربويون الذين شاركوا في منتدى رمضاني نظمته جامعة زايد مساء أمس الأول في أبوظبي، على ضرورة إعادة تصميم المناهج الدراسية بحيث تواجه تلك الآثار السلبية لخلل التركيبة السكانية وترسخ المفاهيم الأساسية للهوية الوطنية· وتناول المنتدى الرمضاني الذي أداره الدكتور نصر عارف رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية بالجامعة، موضوع ''دور التعليم في ترسيخ الهوية الوطنية''، حيث وصف الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد الاحصاءات التي تتعلق بالتركيبة السكانية بأنها ''مفزعة'' خاصة عندما نجد أن نسبة المواطنين في عام 1968 كانت 63 في المئة في حين أن هذه النسبة تكاد تصل الآن إلى حوالي أقل من 25 في المئة، وحسب تقديرات سابقة لمركز دبي للاحصاء فإن نسبة المواطنين قد لا تشكل أكثر من 2 في المئة من أعداد السكان في عام ·2025 وأشار الجاسم إلى أهمية توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بتخصيص هذا العام عاماً للهوية الوطنية، مؤكداً على أنه لابد من أن تتولى مؤسسات التعليم في الدولة مسؤولية غرس مفاهيم الهوية الوطنية لدى النشء من صغرهم· ونفى الجاسم أن يكون اعتماد جامعة زايد أو غيرها من مؤسسات التعليم العالي نموذج التدريس باللغة الانجليزية تقليلاً من شأن اللغة العربية، مؤكداً أن الجامعة تطبق نموذجاً في التعليم يعتمد على ''ثنائية اللغة'' وهو ما يجعل الطالبة متمسكة بهويتها الوطنية ومعتزة بقيمها مع مواكبة ما يدور في العالم من تقدم علمي وثقافي· ومن جانبه أوضح محمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية أن الهوية الوطنية حاضرة بقوة في مناهجنا الدراسية مناشدا أولياء الأمور بضرورة تولي دورهم في ترسيخ معالم الهوية الوطنية· وبحسب رأيه، فإن المدرسة تستقبل الطفل، وقد تعرض لمشاهدة أكثر من 6 آلاف ساعة للتليفزيون أي أن الطفل في عصرنا الحالي يأتي المدرسة وقد تشكلت المحاور الأساسية لهويته، وهو ما يضاعف من العبء الملقى على عاتق المدرسة في تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة التي يحملها الطالب نقلاً عن بعض وسائل الإعلام· وحذرت الطالبة حصة الرميثي من جامعة زايد من خطورة ما يحدث اليوم من ''تباهي بعض العائلات وافتخارهم بأن أبناءهم يتحدثون اللغة الإنجليزية ويتعاملون بها داخل بيوتهم وفي الشارع في الوقت الذي لا يحسنون فيه الحديث باللغة العربية''· ومن جانبه أكد علي ميحد السويدي مستشار وزير التربية والتعليم أن ترسيخ الهوية الوطنية مسؤولية مجتمعية مشتركة وإن كان العبء الملقى على عاتق مؤسسات التعليم في الدولة أكثر من ذي قبل، مشيراً إلى أن انفتاح الدولة على ثقافات وقيم الآخرين لا يعني ''بأي حال من الأحوال التقليل من شأن هويتنا الوطنية والتي نعتقد أنها لا تزال قوية وراسخة والدليل على ذلك وجودها وصمودها في عصر العولمة ''إذ لا تزال لهجتنا المحلية قوية ولا تزال بيوتنا ومؤسساتنا عامرة بتلك القيم''· وأوضح السويدي أن وزارة التربية والتعليم ومجالس التعليم تضطلع بدورٍ كبير وأساسي في تعزيز دور الهوية الوطنية في المجتمع من خلال المناهج الدراسية التي شهدت ''نقلة نوعية'' خلال العام الدراسي الحالي· وطرح الدكتور جيف بيلناب مساعد نائب مدير الجامعة سؤالاً: كيف نعلم الطلبة لغات أخرى دون أن يكون هناك طغيان على اللغة الأم، مشيراً إلى أن العلاقة بين الهوية والتعليم في زمن العولمة تستدعي يقظة كبيرة من قبل المؤسسات التعليمية بشأن دورها في ترسيخ الهوية· ولفتت صفية محمد مديرة مدرسة الآفاق النموذجية في أبوظبي إلى أن الهوية في حاجة دائمة إلى تضافر الجهود المجتمعية فهي مثل البذرة التي تحتاج رعاية دائمة مؤكدة أهمية دور المدرسة في صقل مفاهيم تلك الهوية من خلال ممارسات يومية بسيطة في مقدمتها تحية العلم والتي تمثل الدرس الأول في الانتماء والولاء للوطن من جانب الطالب أو الطالبة· وأبدى الدكتور مايكل أويين عميد كلية الإدارة إعجابه بالتناغم والانسجام الذي تشهده مختلف الجنسيات المقيمة في الدولة مع الهوية الوطنية الإماراتية مشيراً إلى أن هذا التناغم يجسد صورة أصيلة من قيم التسامح في مجتمع الإمارات، كما لفت الدكتور كنيث ستارك عميد كلية الإعلام إلى أن العولمة مهما بدأت مظاهر سطوتها فإنها لا تستطيع تهديد الهويات الوطنية ذلك أن لكل مجتمع هويته الوطنية الأصيلة التي تحفل بالقصص الشعبي والتراثي الذي يتمثله مواطنوها في حياتهم اليومية· وانتقد محمد مبارك المري مدير التطوير الإداري بشركة أبوظبي لتقنية الطائرات تنامي الاهتمام باللغة الإنجليزية على حساب اللغة العربية، مؤكداً أن كثيراً من المواطنين يجدون أنفسهم مغيبين حالياً بالنظر إلى وسائل الإعلام أو اهتمام مؤسسات التعليم بتشجيع ثقافات ولغات أخرى قائلاً ''نحن لسنا ضد الثقافات الأخرى لذلك يجب ألا يكون على حساب هويتنا الوطنية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©