الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرة مدرسية لتشجيع الطالبات على الانخراط في علم الآثار

مبادرة مدرسية لتشجيع الطالبات على الانخراط في علم الآثار
23 ابريل 2012
على الرغم من عمره القصير الذي لم يتجاوز العامين، نجح مشروع مركز “الدراسات التاريخية” في مدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي برأس الخيمة، في اكتشاف كنوز أثرية في مناطق مختلفة، وأسهم المشروع في تأهيل طالبات للولوج إلى مجال علم الآثار، للإسهام في كشف جوانب حياة الشعوب التي استوطنت أرض الإمارات، ومعالم الحياة فيها، والعمل على توثيقها بالتعاون مع جهات مختصة، وذلك في ظل قلة العنصر المواطن في هذا المجال. عماد عبدالباري (رأس الخيمة) ـ يعد مشروع “مركز الدراسات التاريخية”، في مدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي برأس الخيمة، الأول من نوعه في دولة الإمارات، وتتمحور أهدافه حول تهيئة الطالبة لأن تكون مؤرخة من خلال التنقيب والخروج ميدانيا إلى المواقع الأثرية، والإسهام مع فريق متخصص بالتنقيب عن المقتنيات الأثرية. تعاون مثمر في هذا السياق، قالت صاحبة فكرة المشروع معلمة التاريخ بمدرسة نورة بنت سلطان للتعليم الثانوي في رأس الخيمة ناعمة الحبسي لـ “الاتحاد” إن “مشروع “مركز الدراسات التاريخية” ولد قبل نحو عامين إثر جهود المدرسة الحثيثة في مجال الربط ما بين الجانبين النظري والعملي في شتى المجالات، وذلك بتعاون جماعي ضمّني وزميلتي في المدرسة معلمة التاريخ هدى العوبد، والمديرة فتحية الشحي، إلى جانب متحف أم القيوين، وإدارة الآثار بالشارقة التي تعمل على توفير كل أشكال الدعم لأنشطة المركز التي تتوزع ما بين زيارات ميدانية، وعمليات مسح أثري، إذ تحدد الأماكن الخاصة للزيارات وإجراء عمليات المسح برفقة فرق متخصصة”. وأضافت أن أنشطة المركز تتوزع ما بين عمليات مسح لاكتشاف الآثار، والمشاركة في مسابقات متخصصة، وزيارات ميدانية لإجراء التقارير والبحوث، وشملت حتى الفترة الحالية متحف أم القيوين، ومتحف الشارقة، ومتحف رأس الخيمة، بالإضافة إلى مدرسة الأحمدية بدبي، باعتبارها موقعاً أثرياً قديماً، كما يتعاون مشروع مركز الدراسات التاريخية مع عدد من الجهات المختصة في الدولة للإفادة من خبراتها، ومساعدة الطالبات على التعرف إلى جوانب علم الآثار المختلفة، ومن بينها إدارة الآثار بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة. وأوضحت أن المشروع تمكن من اكتشاف مجموعة من القطع الأثرية في منطقة تل أبرق الفاصلة بين إمارتي الشارقة وأم القيوين بالقرب من الطريق الرئيس المؤدي إلى رأس الخيمة، ومنطقة الدور في أم القيوين. نظرة مستقبلية أشارت الحبسي إلى أن الاكتشافات، التي حققها المشروع، تجسدت في قطع من الفخار وهياكل عظمية تعود إلى القرن الأول الميلادي، إلى جانب خرزة ملونة ورمح وصدفة تعود إلى القرن نفسه، بالتعاون مع إدارة الآثار ومتحف أم القيوين”. وقالت “أيضا قمنا بالتوجه إلى جامعة الشارقة ولم نكتف بذلك بل تم التوجه إلى منطقة الثقيبه في الشارقة التي تعتبر موقعا مهما، بالإضافة إلى أنه تم التوجه إلى موقع مليحة (قسم المعامل)، وقمنا بتحليل الفخار والتعرف على الجهاز المستخدم هناك”. وأكدت “أن نظرتنا المستقبلية تتمثل في الخروج إلى مواقع أخرى، وطموحنا أن نخرج طالبات يؤرخن التاريخ، ويعملن في مجال التنقيب”، لافتة إلى أن “مركز الدراسات التاريخية” فاز بأفضل بحث مقدم عن التاريخ الشفوي على مستوى الدولة، وحقق المركز الثاني عن بحث تناول تاريخ “قبيلة الحبوس” في رأس الخيمة، وتفاصيل مختلفة تتعلق بحياتهم، وفي مقدمتها عاداتهم وحياتهم الاجتماعية. واعتبرت الحبسي أن الاكتشافات التي نجح المشروع في الوصول إليها، تسهم في تحقيق أهداف المركز المتمثلة في تأهيل طالبات واجتذابهن إلى علم الآثار بشكل خاص، للمساعدة في توثيق حياة الشعوب التي كانت تسكن أرض الدولة، وصور الحياة المختلفة خلال تلك الحقب الزمنية البعيدة، والعمل على توثيق ذلك، بالتعاون مع جهات مختصة، لاسيما في ظل قلة المواطنين العاملين في هذا المجال. الباحث الصغير قالت الحبسي إن المشروع شرع في تنظيم مسابقة “الباحث الصغير”، التي ستستهدف طالبات المرحلة الثانوية في مدارس منطقة رأس الخيمة التعليمية، والهادفة إلى تعزيز الانتماء والولاء والهوية الوطنية. وتعزيز الاهتمام بدراسة كل ما يخص الإمارات وتاريخ القبائل، مع تشجيع الطالبة على البحث في تاريخ الإمارات وتدوين كل ما ذكر عنه للإسهام في خلق جيل قادر على الإرشاد السياحي داخل الدولة، وتشجيع الطالبة على تأريخ تاريخ الإمارات، مبينة أن فكرة الجائزة ستتوزع على ثلاث مراحل المرحلة الأولى: إعداد مجسم تاريخي تتوافر فيه الشروط التالية؛ يتناول البيئات المختلفة لدولة الإمارات المواد المستخدمة من البيئة. وأن يكون المجسم من إعداد الطالبة، وأن يرفق معه تصوير مراحل إعداد المجسم، ويحق لطالبة عمل مجسم واحد فقط يحق للمدرسة الاحتفاظ بالمجسمات، فيما يمكن مشاركة ثلاث طالبات من كل مدرسة، والمرحلة الثانية تتضمن إعداد تقرير عن موقع أثري داخل الدولة مرفق بتسجيل صوتي. وتتمثل شروط التقرير فيما يلي: الاعتماد على المقابلات الشخصية لأشخاص عاصروا الحدث أو سمعوا من طرف آخر معلومات عنه. ولا تقبل أي معلومات معتمدة على شبكة الإنترنت أو الكتب. وتصوير الموقع التقرير بما لا يقل عن خمس صفحات، على أن يوثق بالصور والمقابلات الشخصية. وأن يكون حجم الخط 14 وأن يقدم ورقيا وعلى قرص مدمج “سيدي”. على أن يكون العمل فرديا، ويتم تسجيل المقابلات الشخصية وتسليمها مع المشروع. وتشتمل المرحلة الثالثة، وفق الحبسي، على إجراء امتحانات التحريرية من أربعين سؤالا اختياريا، كما أن فعاليات المسابقة تتضمن عقد ورشة تعريفية للطالبات بالمسابقة، ستعقد في مدرسة نورة بنت سلطان، ورحلة علمية لموقع أثري، وورشة عمل عن التاريخ الشفوي، وفى ختام أعمال المسابقة مع نهاية العام الدراسي الحالي سيتم إقامة حفل ختامي سيتم خلاله تكريم الطلبة الفائزين في المسابقة التكريم. وأوضحت الحبسي أن “جوائز المسابقة التي ستمنح للفائزة الأولى قدرها 2000 درهم، كما ستحصل الطالبة على رخصة الامتيازات تاريخية تتضمن مشاركتها في أي دورة مجانية داخل المدرسة مع أولوية في التدريب داخل المدرسة والاستعانة العلمية بأي معلمة داخل المدرسة مع شهادة تقدير ودرع للمدرسة، وستحصل الفائزة الثانية على مبلغ 1000 درهم مع شهادة تقدير والفائزة الثالثة سيحصل على 500 درهم، وشهادة تقدير، في حين ستحصل جميع المشاركات على شهادات تقدير”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©