معتز الشامي (دبي)
اتفق عدد كبير من الإداريين واللاعبين السابقين في منتخبنا الوطني، على أهمية المرحلة الحاسمة في مشوار التصفيات، المؤهلة إلى «مونديال روسيا 2018»، والتي تبدأ بمواجهة اليابان مطلع سبتمبر المقبل في طوكيو، وبعدها لقاء «الكانجارو» الأسترالي في العاصمة أبوظبي 6 سبتمبر.
ورأى أصحاب الرأي الإداري والفني، أن «الأبيض» قادر على السير بعيداً في مشوار التصفيات، شريطة أن يتحلى اللاعبون بالثقة، وأن يقاتل كل منهم في جميع المباريات، وألا يتأثر بأي نتيجة سلبية في أي محطة من مشوار التصفيات.
ومن المعروف أن منتخبنا يلعب في المرحلة الثالثة «الحاسمة» والأخيرة، من مشوار تصفيات المونديال عن «القارة الصفراء»، وأوقعته القرعة في المجموعة الثانية، مع اليابان، أستراليا، السعودية، العراق، تايلاند.
ويحتاج منتخبنا إلى احتلال المركز الأول أو الثاني من مجموعته، حتى يحقق حلم الصعود إلى «المونديال»، فيما يلعب صاحب الترتيب الثالث ذهاباً وإياباً أمام ثالث المجموعة الأولى، والصاعد منهما يلتقي «بطل الكونكاكاف»، لحسم التأهل إلى نهائيات كأس العالم «موسكو 2018».
وطالبت الآراء التي استطلعتها «الاتحاد»، بضرورة أن يتم علاج السلبيات التي ظهرت في أداء «الأبيض»، خلال المرحلة الماضية من التصفيات، والتي شهدت تأهله ثاني مجموعته إلى المرحلة الحالية، كما انتظر الشارع الرياضي حسم بطاقة التأهل ضمن أفضل 5 منتخبات في المرحلة الثانية، وهو ما سبب حالة من «القلق» لدى المراقبين لمسيرة «الأبيض»، الذين جددوا الدعم له واللاعبين والجهاز الفني، خلال المشوار الأخير للتصفيات، وطالبوا اللاعبين ببذل الجهد والتضحية والعودة إلى الأداء المتميز والسعي بقوة من أجل تحقيق تطلعات الشارع الرياضي، على أن يدرك اللاعبون تماماً، أن أي خطأ يقع فيه المنتخب خلال تلك المرحلة، ربما يبعده تماماً عن المنافسة على بطاقتي التأهل.
تحديد الجراح
وطالب المونديالي خالد إسماعيل من مهدي علي مدرب منتخبنا أن يضع يده على «الجرح»، مشيراً إلى أن الوجود في «مونديال روسيا» مرهون بتصحيح أخطاء المرحلة الماضية، من أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح، وأن على الاتحاد الكرة والجهازين الإداري والفني الاعتراف بهذه الأخطاء.
وأشار إلى أن الدور الحاسم لا يحتمل المجاملات من منطلق أنه يستحوذ على قدر كبير من الأهمية وتقدير المسؤولية، فهو الطريق إلى اللعب مع الكبار في النسخة المقبلة لنهائيات كأس العالم.
وقال: «إن المرحلة المقبلة لا تحتمل أيضاً المعسكرات الطويلة المدى، لأن اللاعب الإماراتي غير معتادها، وتُحدث نتائج سلبية، ويجب التعامل مع الدور الحاسم وفق معطيات واضحة حتى تكون معادلات الجهاز الفني موزونة، من أجل أن يحقق «الأبيض» حلم الشارع الإماراتي، وبالتالي تكرار مشهد تأهل كأس العالم 90 في إيطاليا».
وأشار خالد إسماعيل إلى أن الجيل الحالي أمام فرصة تاريخية يجب استثمارها، من أجل الصعود إلى نهائيات كأس العالم، لأنه يملك مقومات إسعاد الشارع الرياضي بمختلف ألوان طيفه، خصوصاً أن أعمار لاعبيه مناسبة، وفي حال عدم الصعود، فلا مجال للجيل الحالي للوجود في «مونديال قطر 2022» لأن القطار سوف يفوته بعد 6 سنوات، من حيث أعمار اللاعبين الحاليين.
وأضاف: «إن الفرصة حالياً مواتية للمنتخب لتحقيق طموحه المطلوب بتأهل 4 منتخبات، بعكس ما كان يحدث سابقاً بصعود منتخبين فقط، مما يتطلب جهداً كبيراً، ونثق بأن يرسم اللاعبون صورة طيبة عن الكرة الإماراتية في الدور الحاسم، وبالتالي اللعب مع الكبار في «نسخة روسيا»».
كبار آسيا
من جانبه، وصف علي حمد مدير عام الاتحاد المجموعة الثانية لقرعة تصفيات الدور الحاسم للمونديال بالقوية، مؤكداً أن «الأبيض» لا يقل قوة عن بقية منتخبات المجموعة، كما يعد أيضاً من المنتخبات الخمسة الكبيرة في آسيا، ولا يقل جهازية عنهم، بما يضمه من لاعبين متميزين على مستوى القارة الآسيوية، بقيادة المهاجم أحمد خليل الحائز لقب أفضل لاعب في «القارة الصفراء» العام 2015، بجانب الهداف علي مبخوت، والمتألق عمر عبدالرحمن، والذي يعد أفضل صانعي الألعاب على مستوى القارة، بجانب بقية نجوم المنتخب، وقال: «المجموعة المتميزة لـ«للأبيض» حالياً، وبقيادة المهندس مهدي علي وجهازه الفني المعاون تملك الكثير لتقديمه في الدور الحاسم للتصفيات».
وأضاف: «كل العوامل السابقة تمنح منتخبنا الأفضلية، وتشكل دعماً لمسيرته خلال مشوار الدور الثالث، والتي يدخلها المنتخب بهدف تحقيق الفوز والعبور إلى النهائيات في 2018».
وذكر المدير العام للاتحاد، أن الفترة المقبلة تتطلب تضافر الجهود والتعاون من كل الأطراف، لتحقيق إنجاز التأهل إلى كأس العالم، داعياً إلى تناسي الفترة الماضية من التصفيات والظروف التي صاحبت تأهل المنتخب. وقال: «كرة القدم لا تخلو من التحديات، ومنتخبنا نجح في تخطي الكثير من الظروف الصعبة، واستطاع أن يحجز مقعده في الدور الحاسم ضمن أفضل 12 منتخباً على مستوى القارة».
وأكد علي حمد أن اتحاد الكرة باشر فعلياً التحضير للفترة المقبلة وتهيئة البيئة المثالية للمنتخب، لافتاً إلى أن لجنة المنتخبات وبالتشاور مع الجهاز الفني لـ«الأبيض» وفرت أفضل الأجواء لإعداد المنتخب، اعتماداً على البرنامج المقدم من مهدي علي.
وشدد علي حمد أن المنتخب يحتاج إلى التكاتف والالتفاف حول شعار «الأبيض» قائلاً: «نملك الثقة الكافية بالمنتخب الحالي والجهازين الفني والإداري، الذي يستعد لكتابة تاريخ جديد للكرة الإماراتية، ونأمل أن يتفق الجميع على شعار «نعم نقدر»، من أجل دعم لاعبي «الأبيض» لتحقيق الطموحات المرجوة .
منعطف مهم
وأكد مبارك بن محيروم نائب رئيس مجلس إدارة نادي بني ياس، رئيس شركة بني ياس لكرة القدم، أن كرة القدم الإماراتية تقف أمام منعطف مهم وحاسم في تاريخها الحديث، عندما يدشن «الأبيض» مشواره في الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم مطلع شهر سبتمبر، وهو الاستحقاق الذي يجب أن يتحمل أعباءه أركان اللعبة كافة، بدءاً من نجوم المنتخب الوطني مروراً بالجهازين الفني والإداري واتحاد الكرة، إلى جانب الجماهير التي سيلقى على كاهلها مهمة الوقوف خلف المنتخب بكل طاقتها.
وأعرب مبارك بن محيروم باسمه وباسم أعضاء ومنتسبي نادي بني ياس، عن ثقته بقدرة الجيل الحالي من لاعبي «الأبيض» على بلوغ الهدف المنشود قياساً بالعطاء الموصول الذي كان ولا يزال اللاعبون يقدمونه في شتى المناسبات.
وأضاف: «نعلم جيداً أن حالة القلق والترقب تسود الجميع في الوقت الراهن، وهو أمر طبيعي تمر به المنتخبات المشاركة في الدور الحاسم، وليس حصراً على المنتخب الوطني وحده، لكن عند النظر إلى الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة من قبل الجهاز الفني واللاعبين، إلى جانب قيام اتحاد الكرة بتوفير الظروف الملائمة كافة لضمان الظهور المشرف في هذا الاستحقاق، فإننا على ثقة بأن اللاعبين سيكونون على العهد بهم كما عودونا دائماً في مقارعة الصعاب».
وشدد بارك بن محيروم على أن المنتخب الوطني مطالب بالاستفادة من الدروس التي تمخض عنها الدور الماضي، في حين أن اللاعبين جميعاً على دراية شاملة، وكاملة بمتطلبات المرحلة القادمة التي لا تقبل مواجهاتها القسمة على اثنين، وبالأخص المباريات التي يستضيفها «الأبيض» على أرضه وبين جماهيره.
عدد اليوم
