الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سد وادي ضيقة أضخم خزان مياه طبيعي في عُمان

سد وادي ضيقة أضخم خزان مياه طبيعي في عُمان
23 ابريل 2012
يعد مشروع سد وادي ضيقة إضافة مهمة إلى اللبنات الأساسية لتنمية قطاع الموارد المائية بسلطنة عمان، كما يعد مشروع سد وادي ضيقة أحد أهم وأكبر المشاريع المائية التي نفذتها السلطنة على الإطلاق، وتم تصميمه بهدف تنمية واستدامة الموارد المائية، وفق أعلى المعايير الهندسية وبمواصفات عالمية تضمن جوانب السلامة والأمان ليكون معلماً تنموياً ضمن مفاخر النهضة العمانية. يوسف البلوشي (مسقط) - استغلت عمان وادي ضيقة، الذي يشمخ بين الجبال الشاهقة، حديثا ليكون سدا ضخما من أضخم سدود العالم حيث يحتجز المياه المتدفقة بالوادي بسعة تخزينية قدرها 100 مليون متر مكعب من المياه، بغرض الاستفادة منها في الزارعة، وتوفير مياه الشرب، والاستخدامات المنزلية الأخرى، وتوفير مورد مائي استراتيجي لمحافظة مسقط، وبعض مناطق محافظات الشرقية، وتوفير درجة من الحماية للقرى الواقعة على مجرى الوادي من مخاطر الفيضانات. نقلة نوعية يسهم المشروع في تحقيق نقلة نوعية في المشاريع المائية المنفذة، حيث تقدر السعة التخزينية لبحيرة السد قرابة 100 مليون متر مكعب، كما يوفر السد نحو 35 مليون متر مكعب سنوياً من المياه. وجاء تنفيذ مشروع سد وادي ضيقة بعد أن شهدت عمان حدثين مهمين هما إعصار جونو وفيت اللذين سجلا أعلى نسبة هطول للأمطار، وعملت الحكومة في إطار تنمية الموارد المائية واستغلالها الاستغلال الأمثل بما يضمن ديمومتها في رفد جوانب التنمية العمانية، بالإضافة إلى النهوض بتنمية الجوانب السياحية، وإيجاد طرق عملية للحد من خطر الفيضانات والأنواء المناخية الاستثنائية، بما يضمن سلامة الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وإضفاء الطابع الحضاري. في هذا السياق، يقول المهندس محمد العبري، وكيل وزارة البلديات الإقليمية والمياه، تمثلت المرحلة الأولى للمشروع في إنشاء سدين بالمنطقة الواقعة أعلى قرية المزارع، والسد الرئيس الذي تم إنشاؤه على المجرى الرئيس لوادي ضيقة، والسد الجانبي عند الفجوة اليسرى لبحيرة التخزين لحجز المياه ومنعها من التدفق عبر هذه الفجوة عندما يرتفع مستوى المياه في بحيرة التخزين. كما تم إنشاء مفيض في وسط السد الرئيس لتمرير مياه الفيضانات، كذلك تم إنشاء حوض للتهدئة أسفل السد لكسر طاقة المياه المتدفقة من المفيض لمنع الانحراف في الوادي أسفل السد، وفي الحالات القصوى للغاية التي تتدفق فيها فيضانات عارمة فإن مياه الفيضان ستنساب فوق قمة السد الرئيس. ويضيف أنه تم تشييد السد الرئيس مقوس الشكل من الخرسانة المدكوكة وواجهة رأسية على الجانب المواجه لبحيرة التخزين، وواجهة متدرجة مائلة على الجانب الآخر، ويتضمن السد كذلك برجا لأخذ المياه مزودا بـ11 أنبوبا محكمة الإغلاق على ارتفاعات مختلفة للتحكم في كميات تصريف المياه من مختلف المستويات. ويشير العبري «يعمل السد الجانبي على غلق الفجوة بين الجبلين والتي كانت تستخدم للوصول إلى المواقع السياحية بالوادي. وقد تم تشييد هذا السد من الأتربة المدكوكة والصخور والحجارة الكبيرة وتم تزويده بقاطع رأسي عديم النفاذية. كما تم إنشاء طريق اسفلتي على قمة السد الجانبي يصل إلى السد الرئيس. كما تم إنشاء برج ومأخذ للمياه لكي يتم من خلاله التحكم بعملية تصريف المياه من بحيرة السد، إلى جانب إنشاء قاعة المشاهدة في أعلى البرج». مراقبة وتحكم يقول العبري «عند امتلاء السد ستغطي بحيرة التخزين مساحة تقدر بنحو 350 هكتاراً تمتد لمسافة 6 كيلومترات إلى الأعلى من جسم السد الرئيس، كما سيبلغ محيط البحيرة عند الامتلاء قرابة 28 كيلومتراً». ويضيف أن المشروع يتضمن أيضا غرف التحكم والمراقبة بالسد، وبرجا لتصريف المياه، ومن أبرز مكوناتها شاشات عرض لبيانات المراقبة، ومفاتيح تحكم في تشغيل الأجهزة الإلكترونية، ونظام سكادا لمراقبة الأجهزة الموجودة بالسد ومحيطه. كما تشتمل أنظمة التحكم والمراقبة على 39 جهازا لقياس التمدد والانكماش بفعل الحرارة في خرسانة السد، و100 جهاز لقياس التغير في درجة الحرارة تتصف بأنها ذات دقة عالية، ومحطة لمعرفة أحوال الطقس والمناخ. كما يوجد عدد من الأجهزة في نهاية حوض التهدئة والسد الجانبي لقياس المياه المتسربة من جسم السد بصورة مستمرة لضمان سلامة السد من التسريبات الزائدة، واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليها في حال حدوثها. ويتضمن المشروع أيضاً نفقا داخل جسم السد الرئيس بعرض ثلاثة أمتار وارتفاع أربعة أمتار، لأغراض المراقبة والحقن وتصريف المياه المتسربة من السد بطريقة سليمة، حيث يمتد هذا النفق على طول السد، وزود بدرج جانبي به سياج معدني، ويوجد به 122 بئرا لتخفيف ضغط الماء على أساسات السد، وأربعة أجهزة لرصد الحركة في جسم السد، ومثلها لرصد الزلازل، و18 صماما لنظام المراقبة، و50 جهازا لمراقبة المياه الجوفية. بالإضافة إلى ذلك يوجد بالمشروع 18 بئرا لمراقبة الخزانات الجوفية بمنطقة السد لمتابعة الوضع ومستوى المياه الجوفية. ويؤكد العبري أن تنفيذ سد وادي ضيقة بولاية قريات يعتبر أحد أهم المشاريع المائية الهادفة لتنمية الموارد المائية بالسلطنة، والاستفادة من مياه فيضانات الوادي التي تفقد في البحر، والمحافظة على الاستهلاك الفعلي للمياه المستخدمة في الزراعة بالقرى والمناطق على مجرى الوادي وأسفل السد، وتوفير مياه الشرب والاستخدامات المنزلية الأخرى لولاية قريات، وتوفير مورد مائي استراتيجي لمحافظة مسقط، بالإضافة إلى توفير درجة من الحماية للقرى الواقعة على مجرى الوادي من مخاطر الفيضانات، وتنمية القطاع السياحي بالمنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©