الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بيت المحترف اللبناني» يحافظ على الصناعات التقليدية

«بيت المحترف اللبناني» يحافظ على الصناعات التقليدية
23 ابريل 2012
عماد ملاح (بيروت) - تأسس «بيت المحترف اللبناني» عام 1963، بهدف تطوير المهن والمحافظة على الحرف التقليدية وتسويقها لبنانياً وعالمياً. ووضعت خطة عمل وبرنامج مدروس من قبل المسؤولين والمعنيين لتحقيق الأهداف المرجوة، من هذا المشروع القيم، الذي يرمي إلى التركيز على السلع المشغولة حرفياً ويدوياً، من قبل معلمي «الصنعة» المهرة. لمسات مضيئة تدخل «بيت المحترف اللبناني» فتجد نفسك أمام لمسات مضيئة لأعمال صناعية يدوية مدهشة، خرجت إلى النور والحياة، بفضل التصميم والإرادة وحب الإبداع، حتى تقدر أن تقول إن هذا «البيت» يجمع «مونة» من الحرفيات التي تدهشك بسلعها وأصنافها، فمن العباءات والمطرزات الحريرية الناعمة، إلى الزجاج المنفوخ والملون، والمحفور بنقوش تشكل لوحات ورسومات خلاقة، إلى الفخاريات الخاصة براشيا الوادي، وعسل حاصبيا الجردي، والحلى والعقود والأساور، التي تؤخذ كتذكارات غالية الثمن، وهذه المنتجات التراثية تعود لمؤسسة عريقة جبلت بعرق جبين الحرفيين، فجسدت «بيت محترف»، ترى فيه روح الشرق، وعبق القرية، وأصالة ووهج الريف، الذي ينشر حروف الإبداعات على مساحة الوطن كله. إلى ذلك، تقول المشرفة على المحترف ألودي نعمة إن الغاية من إنشاء هذا الصرح، هي المحافظة على التراث وأصالة الحرفيات اللبنانية اليدوية، لذلك فإن نص القانون يمنع منعاً باتاً بيع بضائع وسلع غير لبنانية. وعن مزايا «بيت المحترف اللبناني» الرئيس الذي يقع في منطقة عين المريسة، تقول نعمة إن «هناك عدة فروع متخصصة قامت بها الحكومة اللبنانية، بهدف مساعدة الحرفيين، في تصريف منتوجاتهم وأشغالهم وتسويقها في الأسواق، إضافة إلى ضرورة المحافظة على الحرف التقليدية التراثية المعروفة، في كل القرى والأرياف، ولوزارة الشؤون الاجتماعية الدور الفعال في هذا الأمر، حيث أنيطت بها هذه النشاطات عام 1993، مع العلم أن هذا المشروع يتماشى في عملية التنسيق ويتمازج مع القطاع العام، ويتولى وزير الشؤون الاجتماعية الحالي وائل أبو فاعور هذا الدور بفعالية. وتضيف «هذه المؤسسة لا تبتغي الربح، والعائدات المالية لاستمراريته إدارياً، تأتي من خلال نسبة بسيطة من عمليات البيع والشراء، وذلك لتغطية النفقات والمصاريف، خصوصاً في ظل عدم اعتماد أي موازنة مالية لهذا المشروع العريق». ضيوف «البيت» الزائر إلى «بيت المحترف اللبناني» يجد نفسه ضيفاً عزيزاً مكرماً، وكأنه في بيت من البيوت اللبنانية، حيث البساطة في الاستقبال والترحاب من قبل القيمين، والتجوال في الصالة الأرضية يجذبك إلى «الستاندات» الممتلئة بالسلع والأشغال الحرفية، والرحلة السريعة في أرجائه تجعلك تشعر وكأنك في وطن صغير هو النموذج للوطن الكبير. وهذا الزجاج المنفوخ والملون من حرفيات الصرفند، والعباءات والشالات والتطريز من الجنوب والشوف وزغرتا وجبيل وبيروت، والنول من ذوق مكايل، وحرفيات الطرق هو من بعلبك، وأما الشموع المشغول وقطع النحت على الخشب وأواني المطبخ من سكاكين وملاعق وشوك فضية ونحاسية فمدينة جزين لها بصماتها الابداعية والتراثية، وفي ركن هادئ داخل «المحترف» يعيدك المشهد إلى أيام زمان، حيث تصطف «النميلة» والخزانات القديمة التي كانت تستعملها ربة المنزل لوضع أواني «المونة» من زيت وتوابل وكشك وخل وغيرها. وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ وصف «بيت المحترف اللبناني» بأنه مؤسسة برهنت أن الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، يمكنها أن تشجع وتحقق إنجازات كبيرة. وأضاف «طموحنا أن يتحول هذا «البيت» إلى كل محافظة ومنطقة من لبنان، ولكن ضمن طريقة منظمة ويجب على الهيئة المشرفة أن تتوسع لتضم عمل الحرفيين ضمن معايير واضحة مشجعة من أجل شراء هذه المنتجات القيمة، وتصديرها إلى الخارج». أما رئيس جمعية الصناعيين نعمة أفرام، فرأى أن المشروع سيكبر وسيتم إنشاء مراكز لـ «بيت المحترف اللبناني» في كل المناطق اللبنانية، ليتم التطوير المطلوب والتصدير من أجل تفجير الطاقات اللبنانية، ويقول «طموحنا هو النجاح والمساعدة في التكامل بين الدولة والقطاع الخاص، وصولاً إلى التكامل بين المحترف والصناعي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©