الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كتلة برلمانية أردنية تفصل نائباً بعد زيارته إلى إسرائيل

23 ابريل 2013 00:36
جمال إبراهيم (عمان) - انشغلت الأوساط السياسية والشعبية في الأردن بالكشف عن زيارة “سرية” لإسرائيل قام بها النائب محمد عشا الدوايمة التقى خلالها بعدد من المسؤولين الإسرائيليين، وشارك في احتفال ما يسمى بـ”عيد الاستقلال”. وتمثل أول ردود الفعل بفصله من عضوية حزب الوسط الإسلامي ومن عضويته للكتلة النيابية، خاصة وأن الحزب المذكور يتشدد في أدبياته ضد “التطبيع مع إسرائيل”، باعتباره طرح نفسه كبديل للتيارات الإسلامية على الساحة الأردنية ، وحصد ما يقارب (17 مقعداً) في الانتخابات النيابية الأخيرة في الثالث والعشرين من يناير الماضي، ولديه كتلة تضم (15 نائباً) بعد فصل الدوايمة وانسحاب النائبة مريم اللوزي من الكتلة. وسارع الحزب إلى تشكيل لجنة تحقيق مع النائب الدوايمة، وأصدر بياناً جاء فيه: “جاء فصل النائب الدوايمة بعدما تأكد للحزب وكتلته النيابية أنه زار دولة فلسطين، وشارك في احتفال دولة الكيان الصهيوني بالاستقلال الذي أُقيم في بيت الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز”. ورغم المطالب الشعبية بحل البرلمان وإسقاط حكومة الدكتور عبدالله النسور، إلا أن البرلمان لا يبتعد في أفكاره المعادية لإسرائيل عن غالبية الشعب الأردني الذي يرفض التطبيع مع إسرائيل، وهو ما دفع جميع أعضاء البرلمان إلى التصفيق بشكل حار فور إعلان حزب الوسط الإسلامي فصل الدوايمة من عضوية الحزب، خلال جلسة مناقشة بيان الثقة لحكومة النسور. فرحة النواب بفصل الدوايمة من كتلته الحزبية تبعها المطالبة بصوت عال خلال الجلسة النيابية “بطرده من المجلس وفصله احتجاجا على عمله المشين”، ووصف النائب محمد القطاطشة النائب الدوايمة “بعميل صهيوني، ويجب فصله من البرلمان، وعدم السماح له بحضور أي جلسة”. وارتفعت الأصوات النيابية المطالبة بإسقاط عضوية النائب الدوايمة من مجلس النواب، وبدأ أعضاء بالتوقيع على مذكرة تطالب بفصل الدوايمة، على خلفية ما أثير حول زيارته إسرائيل. ومن المرتقب أن ترفع المذكرة إلى رئيس مجلس النواب، بعد انتهاء جمع التواقيع عليها. وتبنى المذكرة النائب محمود الخرابشة، وتقول المادة 90 من الدستور، إنه “لا يجوز فصل احد من عضوية أي من مجلسي الأعيان والنواب إلا بقرار صادر من المجلس الذي هو منتسب إليه، ويشترط في غير حالتي عدم الجمع والسقوط المبينتين في هذا الدستور وبقانون الانتخاب أن يصدر قرار الفصل بأكثرية ثلثي الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس وإذا كان الفصل يتعلق بعضو من مجلس الأعيان فيرفع قرار المجلس إلى الملك لإقراره”. وفيما يخص ردة فعل الصحفيين فقد قاطعوا كلمة ونشاطات النائب عشا الدوايمة. ويأتي ذلك في وقت استنكرت لجنة مقاومة التطبيع النقابية زيارة النائب الدوايمة للكيان الإسرائيلي، محذرة “من مغبة تمادي بعض المسؤولين بزيارة الكيان الإسرائيلي”، مؤكدة “أن قيام النائب بزيارة القدس بفيزا “إسرائيلية”، وهي قابعة تحت الاحتلال يعتبر “ممارسة تطبيعية” مرفوضة من قبل الشعب، الحملة التي شنت على الدوايمة لم تكن شخصية وفق لجنة التحقيق معه ،بل إن أحد أعضاء اللجنة قال: “إن الدوايمة أدلى باعترافات مفادها حضور حفل “الاستقلال” لدولة الكيان الصهيوني بدعوة رسمية من الخارجية الإسرائيلي”. وأضاف العضو الذي رفض ذكر اسمه أن :”النائب عشا الدوايمة أخبر الكتلة أن زيارته جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل رسمي، وتم استقباله استقبال كبار الضيوف ورؤساء الدول من المنطقة الحدودية إلى وزارة الخارجية”. وأشار إلى أن “النائب عشا الدوايمة تربطه شراكة تجارية مع رجل أعمال يهودي يحمل الجنسية الإسبانية ومتخصصة في مجال الطاقة، ولهذه الشركة استثمارات في إسرائيل و دول عدة”. وأكد أن الدوايمة حضر الحفل الذي أقيم مساء الثلاثاء الماضي، وهو أول يوم لمناقشات البرلمان الثقة على حكومة الدكتور عبدالله النسور، قبل أن يعود إلى الأردن مساء الخميس الماضي. وقال إن “الدوايمة لم يتوار عن الأنظار في الحفل، بل إنه صافح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، كما أنه ترجل نحو طاقم السفارة الأردنية في تل أبيب وسلم عليهم، وتجاذب أطراف الحديث مع سفير الأردن في تل أبيب وليد عبيدات الذي وعده النائب أن يزوره في اليوم التالي، وفعلاً قام الدوايمة بزيارة عبيدات يوم الأربعاء”. ونأت الخارجية الأردنية بنفسها عن الدخول في المعترك، نافية أن يكون الدوايمة قد تلقى دعوة من قبلها لحضور الحفل، حيث إن ترتيبات الدعوة جاءت من قبل السفارة الإسرائيلية في عمان. وفي المقابل، نفى الدوايمة أن: “يكون صافح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز خلال حفل استقبال باحتفال أقامه الأخير بمناسبة ما يسمى بـ (عيد الاستقلال)، كما نفى أن يكون قد حضر الحفل”، مشدداً على أنه مستهدف وتطاله حملة إعلامية ممنهجة، وهو ما تدحضه تصريحات لجنة التحقيق. وقال: “خلال اليومين الماضيين التقيت مع أكثر من 50 شخصية، وقال كل شغلي بالقدس والأقصى، وغير ذلك كله كلام باطل”. وأضاف في بيان صادر عن مكتبه إنه لم يلتق سوى شخصيات ووزراء ونواب فلسطينيين”. وأوضح أنه: “أجرى مشاورات لتشكيل هيئة دولية لحماية القدس، كما عقد لقاءات مع النائبين الفلسطينيين ماجد أبو شمالة وجهاد طمليه لبحث إمكانية تحول اعتماد السلطة الفلسطينية على الطاقة المتجددة كبديل للطاقة التي تستوردها فلسطين من الاحتلال”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©