الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

احتدام المنافسة في السوق العالمية للهواتف الذكية

احتدام المنافسة في السوق العالمية للهواتف الذكية
12 ديسمبر 2009 00:44
في احتفال ضخم امتزجت فيه الأضواء البراقة بضجيج الموسيقى الصاخبة احتشد الآلاف من عشاق التكنولوجيا في أحد الاستادات الرياضية في كوريا الجنوبية لكي يشهدوا الإطلاق الرسمي لهاتف “آي فون” الذي تنتجه شركة آبل في عطلة نهاية الأسبوع الماضي. على أن هذا الاحتفال الباذخ بات يسلط الضوء على الطلب الهائل المستمر على هاتف آي فون إلى جانب ما أصبح يتوجب فعله من اللاعبين المحليين مثل شركة سامسونج إلكترونيكس من أجل اللحاق بكبار المنافسين العالميين في سوق الهواتف الذكية. وهذا المنتج الرئيسي والأهم لشركة آبل - والذي تم شحن 60 ألف وحدة منه من أجل طرحها بطلب من الزبائن في احتفال نهاية الأسبوع - تم إطلاقه في كوريا الجنوبية بعيد نزاع وتردد طويل من الجهات التنظيمية في كوريا اعتبرته جماعات حماية المستهلك نوع من الإجراءات الحمائية، حيث ادعت هذه الجماعات أن شركة آبل تم عزلها من دخول السوق من أجل حماية مصالح شركة سامسونج التي تأتي خلف شركتي نوكيا وآبل في سوق الهواتف الذكية. وفيما يبدو فإن المعركة على الحصة السوقية أصبحت تكتسب أهمية متزايدة بسبب الهواتف الذكية - أي هواتف الموبايل التي تعمل بطريقة مزدوجة كأجهزة كمبيوتر مصغرة - والتي أصبحت توفر أعلى الهوامش الربحية وتحقق أسرع معدلات النمو في الوقت الذي أضحت فيه إجمالي مبيعات الأطقم اليدوية تعاني من الانكماش والتراجع. ومن ناحية أخرى فإن شركة سامسونج كانت قد تمكنت وبسرعة من بناء حصة سوقية عالمية في الأجهزة اليدوية التقليدية إلى أكثر من 20 في المائة ما جعلها تأتي ثانية فقط خلف شركة نوكيا في هذا المضمار. إلا أن سامسونج ما زالت تحتفظ بنسبة 4 في المائة فقط في السوق العالمية للهواتف الذكية مقابل حصة بمقدار 35 في المائة شركة نوكيا، بينما تمتلك شركة آبل حصة سوقية بمقدار 17 في المائة. ويشير لي يونج هي رئيس إدارة تسويق الموبايل في شركة سامسونج إلى أن الهجوم المضاد في جبهة الهواتف الذكية بات من المنتظر شنه في وقت قريب. ومضى يقول “سوف نضع كل تركيزنا ونوظف كامل استراتيجيتنا في العام المقبل على الهواتف الذكية أننا نؤدي بشكل جيد في هذا المجال حالياً، ولكن ربما نصبح الرقم الأول في جلب المحفظة الأكبر من الهواتف الذكية إلى السوق في العام المقبل”. ولطالما ظلت شركة سامسونج تفتخر بما تحقق على يديها من أنظمة التصاميم والتصنيع التي سمحت لها بتوصيل موديلات الأجهزة اليدوية من غرف الرسم والتصاميم إلى نوافذ البيع في المتاجر بسرعة أكبر من كبار منافسيها. وذكر أحد كبار المسؤولين في شركة سامسونج بأن التفوق الذي حققته الشركة في مجال التصنيع يمكن أن يساعدها على اكتساب حصة سوقية من شركة نوكيا إلا أنه اعترف بصعوبة تحدي علامة تجارية ذات شعبية جارفة مثل آي فون التي تتمتع بقوة فائقة فيما يختص بالمحتويات. ولكن الشركة الكورية الجنوبية تمكنت في نوفمبر المنصرم من إبرام اتفاق مع إحدى الشركات المستقلة المطورة لبرنامج المعلومات - أي الإدارة التي تعمل على استحداث التطبيقات وجعلت جهاز آي فون يكتسب هذه الشعبية الجارفة - لكي يتم استخدامه في أجهزتها اليدوية. ومن أجل تفادي المزيد من التهديد المحلي من قبل شركة آبل، عمدت شركة سامسونج أيضاً الى تخفيض سعر جهازها الذكي للموبايل من نوع “Omnia 2” الذي صمم خصيصاً لكي ينافس جهاز آي فون بصورة مباشرة. إلا أن العديد من المحللين ذكروا أنه وفي الوقت الذي تعمل فيه شركة سامسونج على خفض الأسعار وزيادة المبيعات فإنها سوف تشهد تآكل هوامشها الربحية أثناء سعيها لاكتساب المزيد من الأراضي من منافسيها. ولكن بايك جونغ سوك في هايونداي للأوراق المالية يقدر بأن سامسونج سوف تتمكن من حصتها السوقية في سوق الهواتف الذكية الى نسبة بمقدار 7 و 8 في المائة في العام المقبل. واستطرد يقول “لقد تم تشكيل قوة لمواجهة شركة آبل بعد أن أصبح العديد من الشركات المشغلة تفضل الهواتف الذكية التي تعمل بمنصة آندروير الخاصة بشركة جوجل. وكذلك فقد باتت الشركات الكورية مثل سامسونج وإل جي لديها فرصة سانحة في هذا السوق الجديد بعد أن أصبح بإمكانها الاستجابة بسرعة لمثل هذه المطالب من المشغلين”. أما بالنسبة لشركة نوكيا فقد أصبحت الشركات الكورية تمثل تهديداً إضافياً لها في ظل سعيها لاكتساب الهيمنة على السوق أمام شركة آبل وكبار المنافسين الآخرين مثل شركة ريسيرش إن موشن (I R M) المصنعة لجهاز بلاك بيري، علماً بأن مجموعة نوكيا الفنلندية أخذت تشهد تراجع حصتها في مجال الهواتف الذكية من مستوى 41 في المائة الى مجرد معدل بمقدار 35 في المائة خلال العام الماضي. عن “فاينانشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©