إبلاغ الزوجة بخيانة زوجها «حق» ينطوي على محاذير

«أخبرها ..لا أخبرها» مشكلة تشعر بها أي صديقة تعرف شيئا عن زوج صديقتها، وعادة ما يكون لهذا الأمر علاقة ما بامرأة أخرى. قد يبدأ بأبسط صورة وهي أن تراهما في ركن بأحد المطاعم أو في المراكز التجارية، وهما يتناولان قدحا من الشاي أو طعام الغداء أو أن يصل الأمر لتعرف أنهما تزوجا دون علم الزوجة الغافلة. ماذا لو اكتشفت إحداهن أن زوج صديقتها يخونها مع امرأة أخرى، ولديه العديد من الغراميات مع أخريات؟ هل ستلزم الصمت وتعيش مع تأنيب الضمير وهي ترى صديقتها «المغفلة» التي تنتظر عودته كل مساء بكل شوق ولهفة وهي تظن أنه مرهق من كثرة العمل، بينما هو يلهو مع أخرى. أم تخبرها وتتحمل العواقب التي قد تدمر حياتها أو على الأقل نفسيتها. أزواج خائنون «يؤسفني أن أعلم أن زوج صديقتي يخونها»، هذا ما شعرت به عبير هادي عندما علمت بأمر زوج صديقتها، وتقول «لا يعلم هذا الزوج كم ضحت صديقتي لأجله، وما مقدار التنازلات التي قدمتها من أجل هذا الزوج الذي أحبته بكل إخلاص حتى صارت مضرب المثل في حياتها الزوجية المتفانية لبيتها وأسرتها؟ وبعد أن أنجبت منه 3 بنات وولد يخونها». وتتابع «الصدفة هي التي جعلتني اكتشف حقيقة ما يدور وراء ظهر صديقتي، وكأن الله أراد أن يفضحه ومع هذا كابرت ورفضت ما تراه عيني». تصمت، ثم تقول «أنا مترددة هل أخبر صديقتي أم لا؟ وهل ستصدقني وتتهمني أنني أغار منها لأنها تزوجت وأنا لا. إن الحيرة تدب في عروقي والرجفة تسري في أوصالي؟ لا أعرف ما العمل؟» وإن كانت عبير لم تخبر صديقتها إلى الآن، فإن موضي سيف أخبرت صديقتها بزواج زوجها، تقول «رأيت بأم عيني زوج صديقتي ومعه فتاة عربية تصغره بعدة سنوات، وهو ممسك بيدها في أحد المحال النسائية راقبته من بعيد لعل عيني تخدعني، حتى تأكدت بالفعل من أنه زوج أعز صديقاتي». وتتابع «بعد ملاحقة ومطاردة من شارع إلى شارع وصلا إلى البيت، وجلست أنتظر من باب الفضول قرابة الساعتين، عند خروجه من البيت هو والفتاة معا، سألت الجيران عن هذه الفتاة فأكدوا لي أنها زوجة فلان بن فلان». وتضيف «هنا كانت الطامة الكبرى ولم أصدق أن زوج صديقتي متزوج بأخرى وهي لا تعلم، ثم اتصال بتلك الصديقة لأقول لها ما رأيته عن ذلك من غير زيادة ولا نقصان وبالتفصيل، والغرض من ذلك كما قلت لها ليس من أجل هدم حياتها الزوجية، وإنما من أجل أن تنتبه لزوجها بعد أن تزوج بأخرى رغم أنها تعرف أن زوجها من النوع اللعوب وعينه زائغة ولا يقتنع بما لديه». أعز الصديقات تقول أم فاطمة «أنا شخصيا جربت مرارة أن تضع ثقتك بإنسان ثم تكتشف أنه لا يستحقها، ومن الصعب أن تضع تمثالا جميلًا لإنسان وتحتفظ به داخلك، فيعمد هذا الإنسان لتحطيم التمثال الذي صنعته، وفي الدنيا هناك من لا يدرك خطورة اللعب بالنار ولا يحسب حسابا لنتائج هذه اللعبة». وتضيف «أصعب خيانة مررت بها هو محاولة زوج إحدى صديقاتي التقرب مني، لقد كانت تجربة صعبة ولكم أن تقدروا إحساسي عندما اتصل بي زوجها يعرض علي صداقته وكلمات الحب والغزل متذرعا بإعجابه بشخصيتي وأسلوبي، متناسيا أن زوجته أعز صديقاتي وأنه هو مثل أخي». وتتابع أم فاطمة «كان موقفا صعبا فقد وضعني في زاوية حرجة، ومع أنني لم أتقبل فكرة مجاراته فيما يريد ورفضت ما طرحه علي رفضا قاطعا، إلا أن المشكلة كانت، هل أخبر صديقتي بخيانة زوجها أم لا؟» وتبين «بعد تفكير استغرق شهورًا قررت ألا أبوح لصديقتي بأي كلمة، وأعلم أن صديقتي لن تنسى أبدا أن زوجها فضلني عليها وفكر بي، لكن ما حدث أنني قررت الابتعاد عن صديقتي لفترة طويلة دون أن تشعر بذلك، وفضلت ألا أزورها حين يكون متواجدا ولا أحدثها بالهاتف إن كان بقربها». وتعلق المحامية منى أحمد، على هذا الموضوع قائلة «الخيانة من أبشع الجرائم التي يرتكبها الزوج بحق زوجته، ولو اكتشفت أن زوج صديقتي يخونها مع امرأة أخرى لا أعتقد أني سأترك «الحبل على الغارب»، بل سأبوح لصديقتي بما رأيته لأنني لا أرضى لها ذلك، ومن واجبي تنويرها بحقيقة زوجها الذي تعيش معه». وتتابع أحمد «من حقها أن تعرف سبب الخيانة، والهدف ليس هدم حياتها الزوجية، فقوة الشخصية وطريقة إخبارها بالأمر يساعد على التقليل من المشكلة بدل تهويلها، وبالتالي السكوت سيكون ظلما بحق صديقتي، فإلم أخبرها أنا سيكون هناك آخر سيقول لها الحقيقة وقد يؤدي ذلك الأمر إلى نهاية مؤلمة لعلاقتهما الزوجية». وتؤكد أحمد، «ليس الجميع قادر على ذلك ومن يملك القدرة على الإفصاح وقوة الشخصية ومحاولة التخفيف من المشكلة أعتقد بأن بإمكانه قول الحقيقة. وكما يقول المثل الاعتراف بالحق فضيلة». التحليل النفسي الحالة مربكة واتخاذ القرار بشأن إخبار الصديقة من عدمه يعتمد على عوامل عدة وبحاجة إلى حكمة كبيرة، إلى ذلك، تقول الاستشارية الأسرية غادة الشيخ «قبل إخبار الصديقة بالفاجعة، يجب دراسة الموقف ومن الممكن تذكير الصديقة ببعض الأمور الزوجية التي قد تُصلح العلاقة مع زوجها ولو بشكل غير مباشر». وتوضح «لا بد من معرفة قوة العلاقة بين الصديقة وكيفية تقبل هذه الصديقة مثل الخبر، فقد تقوم بأعمال محسوبة أقلها إيذاء النفس ومحاولة الانتحار أو تحطيم أسرة، كذلك على الصديقة قبل أن تتخذ القرار أن تقدم البرهان على خيانة زوج صديقتها، وأيضا هل تستطيع تلك الصديقة أن تواجه الأزمات والمواقف الخطيرة؟». وتضيف «إن رأت أن تلك الحلول ممكنة فلا مانع من إخبار الزوجة لأنه مهما كان إن لم تعلم الزوجة من صديقتها فبالتأكيد أنها ستعرف من غيرها، ولذلك مهما حدث من شقاق فعلى الصديقة ألا تهول من الموضوع وتحاول لم شمل العلاقة الزوجية بدلا من الفراق وانهيار عش الزوجية، لأن الإنسان غير معصوم من الخطأ ومهما كانت الخيانة على الزوجة أن تعرف الأسباب التي جعلت الزوج يقوم بذلك ومن السبب وراء ذلك هل الزوجة أم الزوج؟» دفاع ذكوري يدافع الشاب يونس حبيب قائلاً: «لماذا يتهم الرجل إنه خائن والمرأة لا؟ فالمرأة أيضا لها دور في ذلك، فلو هي راعت مشاعر صديقتها ولم تعط الرجل بادرة أمل في معاكستها لما قام بعض الرجال بهذه الخيانات، والمرأة التي تحافظ على زوجها، من سابع المستحيلات أن ينظر زوجها إلى امرأة أخرى». يتابع «ولكن هناك نصيحة أود أن يتمعن فيها الأزواج: لماذا تخون زوجتك؟ إن شعرت أنها مقصرة بحقك تحدث معها وحاورها، وإن لم يفلح ذلك فهناك الكثير من الطرق الأخرى التي يمكن أن تعيد علاقتكم إلى أفضل ما يكون، وأنت أيتها المرأة حافظي على زوجك، ولا تفتحي المجال لنفسك بأن تمدحي صديقاتك أمام زوجك، فهذا المدح يدفع الرجل من باب الفضول إلى إقامة علاقة مع صديقتك». ويشارك ماهر عمران في هذه القضية فيقول:»أتمنى من كل فتاة ترى زوج صديقتها يخون إلا تخبرها ما رأت، لأنه يمكن لتلك الأقاويل إن كانت بلا دليل أن تؤثر على العلاقة الزوجية بين الاثنين من حيث استمرار الخلافات التي تنتهي في الغالب إلى حالات طلاق، وهذا الانفصال سيؤثر بالتالي على مصير الأبناء ومستقبلهم، لذلك نصيحتي أنه لا بد من كل زوج وزوجة أن يحافظا على هذا الرباط المقدس الذي يجمعهما لتصل الحياة الزوجية إلى بر الزمان من دون عوائق ومشاكل هما في غنى عنها».