السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حرب الـ 9000

1 يوليو 2010 21:05
ترى ماذا يعني لكم هذا الرقم: 9000، ما الذي يثيره فيكم؟ كيف قرأتموه وهو لا يستند على أي جملة توضحه، لا يحمل أي معنى بالتأكيد. ماذا لو قرأتوه مرة أخرى، لكن بوضعه في الجملة التالية (9000 جلطة قلبية متوقعة في الامارات ) هل أصبح صادماً الآن، أم أنه بقي دون معنى؟ كيف يمكن لخبر يحمل مثل هذا المضمون أن يمر مرور الكرام على العيون التي قرأته؟ أفترض أن كل من قرأ الخبر الذي نشر أمس الأول قرأه من الكلمة الأولى للأخيرة، قرأ تفاصيل القاتل القادم «الجلطات» .هذا الرقم 9000 ليس بالرقم البسيط، ومجرد التفكير بأن هناك حالات مرضية قادمة بهذا العدد يبعث على «الجلطة»، كيف لا وازدياد ضحايا المرض يعني تعطل طاقات عظيمة، وتأخر نمو في المجتمع. يعتقد البعض أن الاصابة بالجلطات أيا كان نوعها (قلبية أو دماغية ) حكراً على كبار السن، لكن الأبحاث التي تنشر بين فترة وأخرى تؤكد أن الجلطات لا تعترف بهذا الاعتقاد لأنها تصيب الشباب بنسب لا يستهان بها. تخبرنا الأبحاث أيضا أن نظام الحياة الراكن للكسل، وقلة الحركة، وانتشار السمنة، التدخين، وكذلك ازدياد ضحايا ضغط الدم بسبب الانفعالات الحياتية أحد أهم الاسباب المؤدية لحدوث الجلطات. ولو تمعنا في ما يحيط بنا من ظواهر لعرفنا صدق هذه الأبحاث، اليوم نرى السمنة متفشية بين الجميع صغاراً وكباراً، نسبة كبيرة من الأفراد تبتعد عن الأنظمة الغذائية الصحية، وهناك فئة لا يستهان بعددها من المدخنين ترفض النقاش في موضوع ترك السجائر. أِشعر أني لن أكون بعيدة عن هذا الرقم، تملكني الرعب على من حولي وحتى على أفراد مجتمعنا الشاب، كنت أتمنى لو كان هذا الرقم مختلفاً، لو كان يتحدث عن خريجي كليات القادة، أو عن عدد الأطباء الجراحين، أو ربما عن عدد المنشآت التعليمية الجديدة، لكن أن يعكس هذا الرقم حالات مخيفة من الجلطة الدماغية فهذا مرعب حقاً. يسيء الكثيرون إلى أنفسهم عبر ترك السمنة تتضخم في أجسادهم، يغتال المدخنون شرايينهم وأوردتهم وهم ينفثون النيكوتين في أجسادهم، يبالغ الكثيرون في ردود أفعالهم ليصبحوا عرضة لأمراض الضغط والأعصاب. أخطاء يمارسها الناس في حق صحتهم، جرائم فعلية يرتكبها الكثيرون حولنا، نصمت عن البعض لأننا نحبهم، ونصمت عن آخرين لأنهم لا يهموننا. لكن في موضوع مثل هذا يفترض أن تتحرك قلوبنا وعقولنا معاً. قلوبنا الخائفة على أن يكون أحد أحبتنا ضحية لهذه الجلطات، وعقولنا التي يجب أن تعي بأن أي فرد في المجتمع هو عنصر مهم من عناصر بنائه يستحق أن يكون بخير لنكون جميعاً بخير. اليوم وبعد أن رأينا الرقم 9000 يتكىء على عبارة ازدياد حالات الاصابة بالجلطات الدماغية والقلبية يفترض أن نتخذ الخطوات الأقصى للحد منها، من اليوم افترض أنك أحد الأعداد الخفية ضمن الرقم القاتل، فكر أن أحد المقربين إلى قلبك سيدخل في تعداده، حاول أن تقرأ جيداً وكثيراً عن الجلطات، واجعل لنفسك آلية تضمن الكثير من الحركة والقليل من الطعام الدسم والانفعال، لنعلنها حرباً ضد الجلطات، حرب لتكذب المسوحات والأبحاث وتصدق ارادتنا فنقهر الرقم 9000.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©