الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا تخفف انتقاداتها لخطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا

أميركا تخفف انتقاداتها لخطوط نقل الغاز الروسي إلى أوروبا
12 ديسمبر 2009 00:47
خفضت الولايات المتحدة الأميركية من لهجة انتقاداتها الحادة تجاه اثنين من خطوط الأنابيب المثيرة للجدل التي تدعمها روسيا في تحول تزامن مع التقدم القوي الذي حدث في هذين المشروعين في الأشهر الأخيرة. ولسنوات عديدة ظلت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش توجه الانتقادات لخطي أنابيب الغاز “نوردستريم”، الذي من المقرر أن يمتد من روسيا إلى ألمانيا تحت مياه بحر البلطيق وأنبوب “ساوث ستريم”، الذي سيعبر البحر الأسود إلى أوروبا الشرقية. علماً بأن خطي الأنابيب سوف يمتدان بعيداً عن أراضي أوكرانيا التي دخلت في سلسلة النزاعات مع روسيا أدت إلى تعطيل تدفق الغاز إلى أوروبا في السنوات الأخيرة. ولقد عارضت بعض دول أوروبا الشرقية مثل بولندا مشروع خط أنابيب “نورد ستريم” مخافة أن يحرمها من رسوم العبور المربحة، بينما ذكرت ألمانيا أن هذا الأنبوب سوف يعمل على تحسين أمن الطاقة الأوروبي. أما الولايات المتحدة الأميركية فقد اتخذت موقفاً يتمثل في أن كلا خطي الأنابيب اللذين روج لهما الكرملين بشدة سوف يعملان على زيادة اعتماد أوروبا المكثف أصلاً على واردات الغاز الطبيعي الروسية بشكل يؤدي إلى إحباط التنافسية. إلا أن إدارة الرئيس باراك أوباما عمدت مؤخراً إلى تخفيف لهجتها ضد روسيا عوضاً عما كان يشنه الدبلوماسيون الأميركان من هجوم ضد نفوذ شركة جاز بروم التي تسيطر عليها الكرملين واتهام روسيا بأنها تستخدم مواردها الطبيعية كسلاح سياسي. وفيما يبدو فإن الدوائر الأميركية أصبحت الآن تركز على التواصل والحوار. إذ صرح مونينج ستار المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الطاقة الأوروبية الآسيوية في مقابلة صحفية قائلاً: “لم نعد نرغب في المبالغة في تسييس مفاوضاتنا مع الروس بل نريد التواصل بشكل بنّاء. فروسيا ما زالت وسوف تستمر تمثل لاعب كبير في أسواق الطاقة العالمية”. وإلى ذلك فهنالك العديد من العوامل الأخرى التي ساعدت على الدفع قدماً بمشروعي خطوط الأنابيب أولها أن النزاع الروسي الأوكراني الأخير حول الغاز ترك آلاف الأوروبيين بدون تدفئة في موسم الشتاء الماضي. وبشكل جعل الرأي العام في أوروبا يتحول لمصلحة إيجاد مسارات بديلة لتصدير الغاز، بحيث تتفادى المرور بالأراضي الأوكرانية. وكذلك فقد اتجهت روسيا في السنوات الأخيرة إلى تغيير وتحسين لهجتها الدبلوماسية بعد أن تعلمت فيما يبدو من أخطائها التي ارتكبتها في المراحل الأولى بشأن خط أنابيب نورد ستريم عندما تباطأت في مخاطبة الدول المطلة على خليج البلطيق وينفذ الدراسات الخاصة بالآثار البيئية المحتملة لخط الأنابيب. ولابد من القول أيضاً أن توجه الرئيس باراك أوباما نحو تعليق الخطط الرامية لتركيب النظام المضاد للصواريخ الباليستية في أوروبا الشرقية جاء ليعتبره البعض خطوة رئيسية لكسب رضا روسيا وساعد كثيراً على تهدئة التوتر بين موسكو وواشنطن. لذا فقد رحب المسؤولون الروس بهذا التغير في اللهجة في مجال الطاقة، فقد صرح اليسكندر ميدفيديف نائب الرئيس التنفيذي لشركة جاز بروم في مقابلة صحفية أجريت معه مؤخراً مرحباً بهذه المبادرة قائلاً: “أعتقد أن الإدارة الجديدة الأميركية بناءة أكبر بكثير من سابقتها”. ولكن بعض المسؤولين الأميركان نفوا من جانبهم أن هنالك تغيراً حدث في السياسة تجاه خطوط الأنابيب. فإدارة الرئيس أوباما، حسب قولهم، ما زالت تدعم بشدة فكرة إنشاء “مسار جنوبي” لخطوط الأنابيب، بحيث يمر حول روسيا ويعمل على تقليل هيمنتها على أسواق الطاقة الأوروبية. وتعمل واشنطن بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على إسناد خط أنابيب نابولو وخط الأنابيب الآخر الذي يربط ما بين تركيا واليونان وإيطاليا أي خطي الأنابيب اللذان بإمكانهما نقل الغاز الطبيعي من منطقة بحر قزوين إلى قلب القارة الأوروبية مباشرة دون أن يمرا عبر الأراضي الروسية. وكما يقول مورنينج ستار “إن التفاوض والحوار مع روسيا لا يعني أبداً أننا نتخلى عن مبادئنا. إننا نشعر بقوة أنه يجب أن يكون هنالك تنوع في الإمدادات وما زلنا ندعم بقوة وجود مسار جنوبي”. وإلى ذلك، فإن خط أنابيب نوردستريم المشروع الذي أحرز المزيد من التقدم حتى الآن وبشكل أكبر من خط الأنابيب الآخر قد مضى يسجل قفزات كبيرة مؤخراً. ففي الشهر الماضي تخلت السويد عن مخاوفها بشأن الآثار البيئية البحرية لخط الأنابيب وقبلت بمرور خط الأنابيب عبر المنطقة الاقتصادية الخاصة بها في بحر البلطيق. وعمدت فنلندا أيضاً إلى منح الضوء الأخضر كمرور خط الأنابيب بعد أن تخلت روسيا عن تهديداتها بزيادة رسوم الصادرات على الأخشاب. وعلى الرغم من أن روسيا وقعت اتفاقية مع سلوفينيا في الشهر الماضي بحيث تسمح بعبور خط أنابيب ساوث ستريم عبر الأراضي السلوفينية - فيما يعتبر آخر صفقة في سلسلة الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع دول العبور - فقد تمكنت روسيا أيضاً من توسعة القاعدة الخاصة بالمشاركة في الكونسيرتيوم الخاص ببناء خط الأنابيب. فقد دخلت شركة جي دي اف سويز الفرنسية في محادثات تهدف لتملك حصة في مشروع خط أنابيب نورد ستريم منضمة بذلك إلى قائمة شركات جاز بروم وشركة بي ايه اس اف وينترشال الألمانية القابضة وشركة ئي أو ان روجزجاز ايه جي وشركة ان في نيدرلاندزي جازوين الهولندية. وذكرت شركة ايني الإيطالية شريكة شركة جاز بروم في مشروع خط أنابيب ساوث ستريم أن شركة اليكتريسايت دي فرانس الفرنسية للطاقة سوف تنضم إلى المشروع في هذا الشهر. عن “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©