الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارتفاع أسعار الأثاث يعيد الكراسي الخشبية إلى بيوت اللبنانيين

ارتفاع أسعار الأثاث يعيد الكراسي الخشبية إلى بيوت اللبنانيين
1 يوليو 2010 21:09
عادت حرف إلى البروز بقوة نتيجة لصمودها أمام التكنولوجيا وحضارة الآلة التي اختصرت الزمن وحاولت الحد من المهارة اليدوية. ومن هذه الحرف التي مازالت مستمرة ببصمات معلمي “الصنعة” بقوة، صناعة الكراسي الخشبية والسلال وغيرهما، وبعد مضي سنوات على نسيانها، وبسبب ارتفاع أسعار الأثاث المصنع آلياً استرجعت صناعة الكراسي مجدها في صيدا وصور وطرابلس، فمازالت صناعة الكراسي مزدهرة رغم قلة العاملين بها. مهنة تقاوم الآلة مدينة صيدا تميزت عن غيرها في صناعة الكراسي الخشبية، حيث إن أربع ورش مازالت تعمل في هذه الحرفة وبنشاط مهني رفيع المستوى. ويقول وفيق كوسا، الذي يملك محترفاً على الواجهة البحرية للمدينة، قبالة قلعة صيدا “امتهنت هذه الصنعة منذ 30 عاماً، وتخرّج من محترفين مهرة انعشوا صناعة الكراسي، بالرغم من أن معظم الأهالي لم يعودوا يهتمون بهذا الطراز الأنيق في الأثاث وقطع المفروشات، خصوصاً التراثية منها، والتي ورثوها عن أجدادهم، مع العلم أن الكراسي الخشبية والخيزران تدوم لأكثر من مئة عام، متى وجدت الصيانة الدائمة”. ويشير إلى أنه خلال الحقبات الماضية، خفّ الطلب عليها قليلاً، وهذا يعود لأسباب منها مزاحمة قطع الأثاث الحديثة، وندرة معلمي “الصنعة” الذين أصبحوا يعدون على أصابع اليد الواحدة، لافتاً إلى أن “جيل اليوم يبتعد عن تعلم المهنة، لأنه يريد الربح السريع والكسب المادي من دون أي اختصاص وتدريب”. ويؤكد كوسا أن حرفتهم تعتمد على المهارة اليدوية بعيداً عن الآلات، وأن الصعوبة تكمن في أن إنجاز أي قطعة بحاجة إلى عدة أيام تصل إلى حد الأسبوع، مشيراً إلى أن صناعة الكراسي تبدأ بتجميع القش للكراسي الذي كان يستورد في الماضي من سنغافورة لأن القش الفرنسي ثمنه في ارتفاع دائم، ومن ثم دخلت خيوط “النايلون الملون” لتحل محل القش، حسب طلب الزبون وذوقه. تراثية وجمالية عن أماكن تصنيع كراسي الخشب، يقول كوسا “تتواجد في الجنوب والجبل والشمال و”الطلبيات” حسب الحاجة، وفي الماضي كانت كراسي الخشب تستخدم أثاث البيوت والاستراحات والحمامات الشعبية، وكنا نعتمد على الأجانب والسائحين الذين يفضلون هذا النوع من قطع المفروشات، وكانوا يختارون “القش” والخشب”. ويبين أنه يستعمل النقوش في صناعة الكراسي مثل “الطاووس” و”عين شمس” و”النسور”، لافتاً إلى أن “التقشيش” يتعلق بصيانة وترميم الأثاث التراثي. عن تأثير الآلة في مهنة كراسي، يقول كوسا “تأثيرها كان محدوداً جداً، لأن الزبون يحب العمل اليدوي الذي يمتاز بالصلابة والمتانة والعمر الطويل والشكل الجميل. والصناعة الحرفية التي نتحدث عنها لا تقتصر على الكراسي فقط، بل هي تتعدى الأثاث وقطع المفروشات والخزائن الخاصة، وطاولات غرف الجلوس، وعدة الحمامات والمطابخ لنصل إلى قطع أثاث منزلي كبير الأحجام مثل الأسرة والمكتبات وخزائن الملابس”. ويضيف “حاولت المصانع الدخول على خط نتاجنا اليدوي، عبر تقديم أطقماً كاملة من الأثاث المنزلي، مع كل الاكسسوارات التابعة له، واستخدمت لهذه الغاية في المنافسة مادة تسمى “الرزين”، وهي مادة صناعية شبية بالألياف الطبيعية، تغري الزبون لناحية التصاميم المتنوعة وبألوان عديدة، مع تشكيلات في التلوين تلائم الديكور المنزلي الذي يلبي الرغبات خصوصاً تلك المتعلقة بالجمال والأناقة غير أنها تفتقر إلى جمالية الخامات الطبيعية”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©