الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عندما يتحول عشق أبطال سلسلة «الشفق» إلى إدمان مرضي

عندما يتحول عشق أبطال سلسلة «الشفق» إلى إدمان مرضي
1 يوليو 2010 21:11
وجد بعض عشاق سلسلة كتب «الشفق» وأفلامها ضالتهم في أبطال السلسلة وأصبحوا يدمنون تتبع أخبارهم بشكل هستيري. فكريستال جونسون البالغة من العمر 31 عاماً والتي تعمل محاسبة في إحدى الشركات بولاية أريزونا بأميركا لم تكن تتصور أن حياتها ستتأثر بسبب إقبالها على قراءة «سلسلة الشفق» بنهم، إلا عندما اكتشفت أن عادتها تلك كادت تدمر حياتها الزوجية وحياة أخريات غيرها. أصبحت كريستال مهووسة بقراءة هذه السلسلة التي حققت نجاحاً مُدوِّياً في صفوف الشباب من هواة قراءة الروايات ومتابعة سلسلة أفلامها وجعلتها تسهر الليالي الطوال، وهي تعيد قراءة فصولها الممتعة وتتحادث في قاعات الدردشة بالإنترنت مع أصدقائها الافتراضيين حول ما إذا كان بطلا الفيلم كريستين ستيوارت وروبرت باتنسون يعيشان قصة حب أم لا. وتقول كريستال «لقد سَكَنت رواية «الشفق» ذهني واستحوذت على مخيلتي حتى أنني كنت أشعر في بعض الأحيان بأنني غير قادرة على التركيز في عملي». وحينما يختلس أحد النظر في مقدمة كتاب فكاهي أو يقرأ تحذير فيلم رعب في ساعات متأخرة من الليل، فإنه يدرك بما لا شك فيه أن بعض هواة السلسلات الأكثر شعبية ليسوا معروفين بسبب اعتدالهم. غير أن هناك اختلافات جوهرية تُمَيِّزُ عشاق سلسلة «الشفق» وهوسهم اللامحدود الواضح للعيان عن مدمني السلسلات الأخرى. وتقول نانسي بايم، أستاذة الاتصال في جامعة كانساس بأميركا «الكثير من هواة هذه الأفلام يصيبهم هوس سلوكي يصل ضرره إلى التأثير على علاقاتهم الشخصية التي تخرج أحياناً عن السيطرة. وهذا يعد أمراً غير مألوف إلى حدٍّ ما». وتضيف «عندما نجد شخصاً يصحو في الساعة الرابعة صباحاً ويغامر بحياته الزوجية ليقرأ هذه الرواية أو يشاهد فيلمها أو يتحادث حولها مع آخرين في غرف الدردشة فهذا يبدو سلوكاً إدمانياً». وعلى غِرار مصاصي الدماء الخالدين في سلسلة «الشفق» والإغراء النموذجي الذي يحتفي بأزوار النساء من المراهقين والرومانسية المحرَّمة، نجحت هذه السلسلة في إبهار فئات عمرية مختلفة وخلقت أعداداً كبيرة من المعجبين معظمهم من النساء وممن تتراوح أعمارهم ما بين 10 سنوات وتصل حتى المتقاعدين ممن تزيد أعمارهم عن 60 سنة. كما أن إتاحة أجزاء هذه السلسلة على الإنترنت 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع تزيد من حدة هذا الهوس وتجعل عشاق السلسلة يغوصون أكثر في عالم «الشفق» الغاص بمعلومات تسيل اللعاب، مما يزيد رقعة انتشار محبي السلسلة، لتكون النتيجة أعداداً متنامية من الأشخاص الذين تحولت مشاعرهم من حب عابر إلى إدمان له مفعول السحر. ولعلَّ آخر صور الهوس قيام مئات من عشاق سلسلة «الشفق» بنصب خيامهم والنوم خارج بيوتهم لأيام مقابل مسرح نوكيا في مركز مدينة لوس أنجلوس، أملاً في استراق نظرة من أحد نجوم السلسلة أثناء مرورهم على السجاد الأحمر يوم الخميس تاريخ العرض التقديمي الأول لأحدث جزء من السلسلة بعنوان «خسوف»، والذي بدأ عرضه في القاعات السينمائية داخل أميركا وكبرى القاعات السينمائية العالمية منذ 30 يونيو المنصرم. وتقول كيلي تشافيز وهي أمٌّ عمرها 39 عاماً، قدِمت بسيارتها من ضاحية سيلمار خصيصاً لرؤية أحد نجوم السلسلة، «هذه أول مرة أصاب فيها بهذا الولع الشديد لشيء ما» وتضيف «لقد قرأت بنهم كل كتب هذه السلسلة من ثمان إلى تسع مرات على الأقل، كما شاهدت كل فيلم من أفلامها أكثر من 300 مرة». وكما أنشئ عدد من المواقع والمدونات يجمع الشغوفين بسلسلة «الشفق»، ظهرت بوابات إلكترونية مثل «ياهو أنسرز» حبلى بالنصائح والإرشادات الموجهة إلى مدمني السلسلة تزودهم بإجابات عن بعض تساؤلاتهم من قبيل «كيف أخفف من حدة هوسي بسلسلة «الشفق»؟ ساعدني من فضلك». كما أصبح التعافي من إدمان «الشفق» أحد المواضيع كثيرة التداول في المنتديات الاجتماعية، إذ يعترف أحدهم بالقول «إن هوسي بالسلسلة ومتابعة أخبارها صار مثل المخدِّر بالنسبة لي. فإما أن أقرأها أو أنهار. هذا شيء مريع لا أود إخبار أحد بشأنه. لكنني أخشى أن يكون مُضِراً بصحتي». ومع أن هذا المثال الذي يُشخِّص الحالة التي وصل إليها أحد مدمني «الشفق» والذي يعد ميلودرامياً وفيه نوع من المبالغة، إلا أن المؤكد أن هذا الولع لا يُصنَّف ضمن أنواع الشغف العابرة التي قد يحظى بها هذا الفيلم أو ذاك والذي قد يخفت ويتلاشى بعد حين. فالإلمام بهذه السلسلة تعني عشقها أو كرهها ولا توجد منطقة وسطى بين الشعورين. ولم تحظ أية سلسلة روائية وسينمائية بهذا الحد من الشغف والإدمان الطويل باستثناء سلسلة «ملك الخواتم» و»هاري بوتر». وعلى الصعيد العالمي، بيع زهاء 100 مليون نسخة من كتب سلسلة «الشفق»، كما حصد الجزءان الأولان فقط من الفيلم أكثر من مليار دولار. وقد استفاد الفيلم من شعبيته الساحقة في صفوف النساء متوسطات العمر في مختلف أرجاء العالم، وهذا أمر لا يحدث إلا نادراً. وتقول جويس سيوولكا ذات العقد الخامس من عمرها والمهندسة السابقة ومديرة موقع CullenBoysAnonymous.com «أبحث في الإنترنت عن أخبار سلسلة «الشفق» طول اليوم منذ استيقاظي في الصباح إلى أن يحين موعد نومي في منتصف الليل». وتضيف «عندما تقع في الحب فإن دماغك يخدم هذا الإحساس عند قراءتك أو مشاهدتك لسلسلة «الشفق»، ويغمرك ذاك الشعور الأفلاطوني بالحب الأول، فترغب في تجريبه مرة بعد أخرى». وفي هذا السياق تقول كريستال التي أصحبت شديدة الارتباط بعشاق هذه السلسلة في المنتديات الإلكترونية المختلفة: جاءني زوجي وخاطبني متسائلاً: «أعتقد أنك تحبين سلسلة «الشفق» أكثر مما تحبينني». وأضافت «لقد ظَلَلْتُ أناضل من أجل حياتي الزوجية لمدة ستة أسابيع. كان علي أن أتراجع بضع خطوات إلى الوراء لأتخلص من تخدير «الشفق». فقد كنت منزعجة جداً من السماح لهذه السلسلة باستهلاكي والسيطرة عليَّ بهذه الطريقة». وتمكنت كريستال مؤخراً بفضل مصابرة زوجها من جعل علاقتها الزوجية تنتعش وتتعافى. غير أن الأمر مختلف لدى البعض الآخر من النساء اللواتي لا يقاومن ضغطة الزر الواحدة التي تتيح لهن الاطلاع على كافة أخبار نجوم السلسلة وأسرارهم وقصصهم الرومانسية. ويقول كيمبرلي يونغ الاختصاصي في حالات إدمان الإنترنت وأستاذ علم النفس بجامعة بونافنتشر بنيويورك «إن ما يحصل مع محبي سلسلة «الشفق»، يجد تفسيراته في إقبالنا غير المحدود على مختلف صنوف الثقافة الشعبية، فإدمان أي شيء هو عبارة عن هروب من أمر ما، وهؤلاء النساء المدمنات على السلسلة يقمن بسد فراغ معين لديهن. فيصبح شغلهن الشاغل هو متابعة أخبار هذه السلسلة وتبادل الآراء حولها مع سيدات يشاركنهن نفس الشغف في غرف الدردشة». ولطالما كان لدور الإنترنت في الثقافة الشعبية تأثير عكسي، بحيث يجعل الناس يشعرون بالارتباط والاستلاب في الوقت نفسه. ولذلك فإنه ليس من المفاجئ أن يجد الناس عزاءهم في التسمر ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب برفقة أصدقائهم الافتراضيين الذين يشاركونهم نفس الحالات الشعورية كالملل أو انفطار القلب بسبب فشل تجربة ما. وتقول كريستال في هذا الصدد «لقد سرَّني العثور على نساء أخريات يشاركنني الشغف والولع ذاته. وبصفتي أم تقضي معظم أيامها في العمل، فإن مشاطرتي هذه الآراء والعواطف كانت تشعِرني بتقدير شخصي كبير». وقد يكون هنالك تفسير أبسط لظاهرة قضاء النساء هذا الكم من الساعات في البحث بشكل هستيري عن أخبار إدوارد وبيلا اللذين سيلعبان آخر أدوارهما في هذه السلسلة، في جزء «بزوغ الفجر» المتوقع عرضه خريف عام 2011 و2012. «إذا وضعت سلسلة «الشفق» جانباً واستبدلتها بفريق كرة قدم- تقول بايم- فإن الأمر لا يبدو مختلفاً كثيراً عما هو عليه الحال لدى الرجال. فهم يمكثون لساعات متأخرة من الليل يتابعون أخبار فرقهم المفضلة ويلعبون مباريات افتراضية. وهم يُعتبَرون بذلك منفصلين عن واقعهم أو في عِداد المدمنين. ويظل الفرق الوحيد والحال هذه أن سلسلة «الشفق» حكاية تجد صداها أكثر لدى النساء، بينما تجد كرة القدم صداها لدى الرجال، وكلتا الحالتين تشذان عن الطبيعة». عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©