الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الآيس كريم» بين الأمس واليوم

«الآيس كريم» بين الأمس واليوم
1 يوليو 2010 21:12
«البوظة» هي كلمة استخدمت أول مرة في سوريا وذات أصل تركي تعني «نقيع مُسْكِر»، و«الآيس كريم» هي كلمة إنجليزية تعني «قشدة مجمدة»، إلا أن مكونات البوظة أو الآيس كريم بشكلها الحالي ليست نقيعاً مُسكِراً ولا هي تشمل القشدة فقط، وإنما هي عبارة عن مستخلص فاكهة مثلجة تُصنَع عادة من الحليب ومشتقاته فضلاً عن القشدة والسكر أو غيره من أنواع المُحَلِّيات. وتُستعمَل أحياناً مكونات أخرى مثل بعض النكهات والمُلوِّنات الاصطناعية تضاف إلى المكونات الطبيعية. ويُمزَج هذا الخليط ببطء أثناء التبريد للحيلولة دون تشكل البلورات الثلجية، وتكون النتيجة مأكولاً مثلجاً متماسك العناصر. وهناك أنواع مختلفة من المثلجات تختلف من بلد لآخر، ففي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، يطلق اسم «آيس كريم» على نوع واحد فقط من المثلجات، أما في إيطاليا والأرجنتين وعدد من البلدان العربية، فإن «آيس كريم» تعد لفظاً عاماً يطلق على مختلف أنواع المثلجات بغض النظر عن أشكالها ومكوناتها. الآيس كريم في تاريخ العرب كان الآيس كريم هو طبق الحلوى المفضل لخلفاء الدولة العباسية. وكان العرب أول من استعمل الحليب كمكون رئيس في صنع الآيس كريم، واعتمدوا في تحليته على السكر أكثر من عصير الفواكه، ومن أوائل من طوَّروا طرق إنتاجه التجاري. ومع مطلع القرن العاشر، انتشر الآيس كريم في العديد من مدن العالم العربي والإسلامي مثل بغداد ودمشق والقاهرة. وكان يُصنع عادةً من الحليب أو القشدة وأحد أنواع الزبادي المماثلة للتي اشتهر باستخدامها اليونانيون القدامى والفرس 400 سنة قبل الميلاد، وتُضاف إليه الفواكه الجافة والجوز. طفرة الآيس كريم بعد اختراع الثلاجة قبل تطوير آلات التبريد الحديثة، كان «الآيس كريم» ترفاً محصوراً بالمجالس الراقية، ولا يتناوله الناس إلا في بعض المناسبات. كما أن إعداده كان يتطلب جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً، إذ كانت تُجْلب قطع الجليد من البحيرات والبرك خلال فصل الشتاء وتُخَزَّن في حُفَرٍ أرضية أو في إطارات خشبية أو في قرميد المنازل، ويُعزَل باستخدام قطع قش. وقد كان العديد من الفلاحين وملّاك الأراضي الزراعية يقومون بهذا النوع من التخزين، كما عُرِف عن رؤساء أميركا مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون حرصهم على تقطيع الجليد في فصل الشتاء وتخزينه لاستخدامه في فصل الصيف. وكان فريدريك تيودور من رواد شحن الثلج وتحويل هذه التجارة إلى مشروع كبير، بحيث كان يقطِّع الجليد في نيوإنجلند ويصدره لباقي دول العالم. وكان «الآيس كريم» يُجَهَّز يدوياً باستخدام إناء واسع يوضع في أنبوب أسطواني الشكل يحتوي على الثلج والملح. وقد طوَّر الحلوانيون الفرنسيون هذه الطريقة فصار إعداده يتم في وقت أسرع وبجهد أقل. وظل «الآيس كريم» يُباع في أوروبا وأميركا من قبل أصحاب محال بيع الحلويات والمواد الغذائية. إلا أنه سرعان ما تحول في وقت وجيز إلى صناعة أبى بعض كبار رجال الأعمال إلا أن يستثمروا فيها رؤوس أموال ضخمة، مثل جاكوب فاسل في أميركا، وآخرين في أوروبا، حتى إنه طُلِب من رواد صناع الآيس كريم تدريب من يرغب في امتهان تجارة الآيس كريم على كيفية صنعه وإعداده، فأدى إنتاجه بكميات كبيرة إلى خفض تكلفة إنتاجه، وتعددت مناطق توزيعه، وزادت شعبيتها ونما الإقبال عليه. وعند اختراع الثلاجة على يد المهندس الألماني كارل فون ليند عام 1870، بدأت عمليات قَطْعِ الجليد الطبيعي في الانحسار إلى أن اختفت عام 1926، تاريخ إتمام صنع الثلاجة بشكلها الحالي، وهو العام الذي تميز بالانطلاقة الفعلية لصناعة الآيس كريم بشكل واسع ووصولها معظم الأقطار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©