الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اللئيم سباب

24 سبتمبر 2008 23:25
مرّ أعرابي برجل قد وضع بين يديه غداءه، وهو يأكل، فقال: لو تعرضت له لعله يدعوني إلى الغداء، فقال: السلام عليكم! فقال: كلمة مقولة· ثم طأطأ رأسه يأكل فقال له الأعرابي: أما أني مررت بأهلك· قال: عليهم كان طريقك؟ قال: وهم صالحون· قال: كذلك خلفتهم· قال: إن امرأتك حبلى· قال: كذلك عهدتها· قال: إنها ولدت غلامين· قال: كذلك كانت أمها· قال: مات أحدهما· قال: ما كانت لتقوى على رضاع اثنين· قال: ثم مات الآخر· قال: ما كان ليبقى بعد أخيه· قال: ثم ماتت الأم· قال: ما كانت لتبقى بعد ولديها· قال: ما أطيب طعامك! قال: نفعه لغيرك· قال: أف لك· قال: اللئيم سبّاب· حجة بحجة روي أن رجلاً وقع خلاف بينه وبين زوجته حول لحوم طُبخت فأقسم طلاقاً ثلاثاً ألا يأكل لحماً، وطال به الأمر وهو محافظ على يمينه لولا أن نفسه اصبحت لا تطيق عن اللحم صبراً فتوجه إلى أبي حنيفة فتفكر ثم قال: يا أخي لك في السمك متسع· ويبدو ان المرأة لم تقتنع فطلبت من زوجها اللجوء لعالم آخر للتأكد، فتوجه إلى سفيان الثوري وعرض عليه الفتوى التي حصل عليها فقال سفيان: أليس الله تعالى يقول: ''وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً'' (النحل)، وعلم أبوحنيفة باعتراض سفيان على فتواه· وبعد أيام وإذ كان سفيان الثوري في مجلسه أقبل عليه رجل سأله قال: إنه صلى العشاء على بساط في منزله، وبعد نهاية الصلاة تكشف ان على البساط نجاسة فغضب غضباً شديداً، وأعاد صلاته وأقسم طلاقاً ثلاثاً ألا يصلي على بساط أبداً، فماذا يصنع؟ قال له سفيان: يا أخي ان الحل بسيط وميسور، فما المانع أن تصلي على الأرض؟ فقال له الرجل: أليس الله تعالى يقول: ''والله جعل لكم الأرض بساطاً'' (نوح)، فقال له سفيان: قم فاغرب عن وجهي فوالله ما أرسلك إلا أبوحنيفة! حيلة رُوي أن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري كان في حبس الحجاج، وكان يعذبه وكان كل مَن مات من الحبس رفع خبره الى الحجاج، فيأمر بإخراجه وتسليمه الى أهله، فقال بلال للسجان: خذ مني عشرة آلاف درهم وأخرج اسمي الى الحجاج في الموتى، فإذا أمرك بتسليمي الى أهلي هربت في الأرض، فلم يعرف الحجاج خبري، وإن شئت أن تهرب معي فافعل وعلي غناك أبداً، فأخذ السجان المال ورفع اسمه في الموتى، فقال الحجاج: مثل هذا لا يجوز أن يخرج الى أهله حتى أراه هاته، فعاد الى بلال فقال: اعهد· قال: وما الخبر؟ قال: إن الحجاج قال: كيت وكيت، فإن لم أحضرك إليه ميتاً قتلني، وعلم أني أردت الحيلة عليه، ولابد أن أقتلك خنقاً فبكى بلال وسأله أن لا يفعل، فلم يكن الى ذلك طريق فأوصى وصلى، فأخذه السجان وخنقه، وأخرجه الى الحجاج، فلما رآه ميتاً قال: سلمه الى أهله فأخذوه، وقد اشترى القتل لنفسه بعشرة آلاف درهم ورجعت الحيلة عليه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©