الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شبهات حول المرأة المسلمة.. لا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر

شبهات حول المرأة المسلمة.. لا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر
1 يوليو 2010 21:33
يتعمد البعض اختلاق وترويج شبهات باطلة حول موقف الإسلام من المرأة والاستناد إلى بعض النصوص وتحريف معانيها ومقاصدها مثلما فعلوا مع الأحاديث الشريفة التي وردت في صحيح البخاري وسنن أبي داود وغيرهما حول الشؤم في الدار والفرس والمرأة، حيث زعموا أن فيها إهدارا لكرامة المرأة. ويأتي ذلك في إطار العداء للإسلام والتشكيك في رسالته وقيمه، وإثارة المغالطات حول معجزته الخالدة وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالبحث عن نصوص يضرب بعضها بعضا، والتشكيك في بعضها استدلالا بالأخرى، بهدف القضاء على مكانته وحجيته في النفوس والعقول. الشريعة ترفض التطير قال الدكتور محمود الضبع- أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس- إن شريعة الإسلام ترفض التطير والتشاؤم وتعتبر هذه الأمور من عادات الجاهلية التي جاء الإسلام ليهدمها، فعن أَنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل». قالوا: وما الفأل ؟ قال: «كلمة طيبة» متفق عليه. وعن قبِيصة بن المخارق قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم يقول: «العيافة والطيرة والطرق من الجبت» رواه أبو داود بإسناد حسن. وعن بريدة رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يتطير رواه أبو داود بسند صحيح، وعن عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذكرت الطيرة عند النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: «أَحسنها الفأل، ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك» رواه أبوداود بسند صحيح. توضح هذه الأحاديث أن التطير لا يغير شيئا من تدبير الله سبحانه وتعالى، لأن التشاؤم سوء ظن بالله سبحانه وتعالى، وربما وقع بمن يتشاءم ذلك المكروه الذي اعتقده بعينه عقوبة له على اعتقاده الفاسد. مسألة شؤم المرأة يؤكد الدكتور الضبع أنه ليس هناك تعارض بين ما ورد في الأحاديث المشار إليها، وحديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس والمرأة والدار» متفق عليه، لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- يشير في هذا الحديث ونحوه إلى تخصيص الشؤم بمن تحصل منه العداوة والفتنة لا كما يفهم بعض الناس خطأ من التشاؤم بهذه الأشياء أو أن لها تأثيرا. كما فسرته الرواية الأخرى عند الحاكم في«المستدرك» من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ثلاث من السعادة: المرأة تراها تعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. وثلاث من الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها اتبعتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق». وقال إن الشرع نهى عن التطير والتشاؤم أو تصديق من يقولون به، موضحا أنه يجب على من يريد فهم الأحاديث النبوية على الوجه الصحيح أن يدرسها على ضوء النصوص الأخرى المرتبطة بموضوعها، فلا يجوز اقتطاع حديث واحد بمعزل عن باقي الأحاديث وآيات القرآن الكريم التي تتناول ذات الموضوع. كما ينبغي دراسة كل الروايات ولا يركز فقط على رواية واحدة للحديث الواحد لإثبات وجهة نظره كما يفعل المشككون في مسألة شؤم المرأة، حيث يتعمدون انتقاء رواية واحدة ويتجاهلون بقية الروايات الأخرى. استجلاء الحقيقة ويضيف أنه ينبغي على المنصف الذي يسعى وراء استجلاء الحقيقة أن ينظر في الروايات الأخرى ومراميها مثل الرواية التي وردت في صحيح البخاري، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ذكروا الشؤم عند النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال النبي: «إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس»، وأيضا حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه- قال: قال الرسول- صلى الله عليه وسلم: «إن كان في شيء ففي الفرس والمرأة والمسكن»، وكذلك حديث سعد بن مالك قال: كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا هامة ولا عدوى ولا طيرة، وإن تكن الطيرة في شيء ففي الفرس والمرأة والدار». ويوضح د. الضبع أن التدقيق في نصوص الروايات الثلاث يفيد نفي ما يقول به الخصوم، لأن استخدام تعبير «إن تكن في شيء» أو «إن كان في شيء» في اللغة العربية يثبت بوضوح أن هذا الكلام مجرد افتراض وليس بواقع وانه تعبير مجازي، وهو مجرد توضيح منه- عليه الصلاة والسلام- بذكر أمثلة لما يعكر العلاقة بين الزوج والزوجة وينغص عليهما الحياة، ومنها ألا تكون المرأة صالحة، أو تكون الدار ضيقة، أو تكون وسيلة المواصلات مرهقة، أو إذا كان الزوج فاسدا سيء الخلق، وكلها أمور ترتبط بالإنسان وتلازمه وتسبب له الأذى والمتاعب وتجعله لا يشعر بالسعادة أو الراحة، وهذا هو المعنى المقصود من هذه الأحاديث وليس التشاؤم الذي حرمه وحذر منه الرسول-صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة. كما أن العلماء أكدوا أن في الحديث حذفا وأصله إن كان الأذى أو السعادة في شيء ففي هذه الثلاثة، فهي سبب شقاء الإنسان أو سبب راحته. الأمور تجري بأسبابها وقال إن الأحاديث بيان عملي من الرسول– صلى الله عليه وسلم- لأهمية وضرورة صلاح المرأة والدار ووسائل المواصلات لراحة الإنسان وسعادته، لأن الأصل في الإسلام هو النهي عن التطير والتشاؤم وليس من المتصور أن يقول الرسول-عليه الصلاة والسلام- شيء يتعارض مع منهج الإسلام الذي يأمر بالسعي والعمل والاجتهاد ويمقت أن يركن الإنسان إلى القعود وتعطيل المصالح والتعلل بالأوهام والخرافات والخيالات. ويشر الى ضرورة ذكر الأحاديث التي تبين المعنى الحقيقي الذي يريده الرسول- صلى الله عليه وسلم- ومنها الحديث الذي رواه الإمام أحمد والحاكم وابن حبان، قال الرسول- صلى الله عليه وسلم: «من سعادة ابن آدم ثلاثة: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقاوة ابن آدم ثلاثة: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء»، وقوله- صلى الله عليه وسلم:» ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة، إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أَبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله»، وكل ذلك يؤكد أن التشاؤم بالزوجة منهي عنه شرعا، لأن الأمور تجري بأسبابها بقدرة الله تعالى، ولا تأثير للزوجة فيما ينال الإنسان من خير أو شر.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©