الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمود الكعبي: قطر أداة إيران التدميرية

محمود الكعبي: قطر أداة إيران التدميرية
6 يوليو 2017 13:35
محمود بشاري الكعبي، هو أحد مؤسسي الجبهة العربية لتحرير الأحواز، وأمينها العام الأسبق، رجل متحرر مؤمن بالإنسان قبل كل شيء، ناضل منذ نعومة أظفاره في سبيل إعادة الأحواز العربية والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، وعلا صوته منذ نهاية السبعينات في الفضاءات والمنابر الإعلامية داخل وخارج إيران، وكان أول من شخص حال النظام الإيراني من خلال قوله «إنه نظام لا علاقة له بالعروبة والإسلام من قريب أو من بعيد، بل لديه مشروع عنصري توسعي بدأت ملامحه تظهر خلال السنوات الأولى لثورة الشعوب في إيران على نظام البهلوي»، وقد نبه الكعبي إلى ذلك منذ سنوات، ولكن كثيراً من الأنظمة العربية لم تنتبه إلى ذلك الخطر الفارسي المحدق، حيث قام بتشكيل قيادات الظل في المنطقة العربية من بعض أصحاب النفوس الضعيفة لإسقاط القيادات الحاكمة، ومن ثمة يحل محلهم الموالون لهم، وقد تحقق لهم الكثير من ذلك. وما يتمناه الكعبي اليوم هو أن لا يتحقق ذلك في قطر التي عليها أن تعول أساساً على البيت الخليجي والعربي، وأن تترك الوعود الأجنبية مهما كان حجمها، مؤكداً في حواره لـ«الاتحاد الثقافي» أنه «لو واصلت قطر تقاربها مع إيران فسيكون مصيرها كمصير اليمن، وهي لا تحتمل ذلك أبدا، لأن ذلك سيؤثر على جيرانها في الخليج وسيقود المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه».  إيران وراء كل الفتن  ** بوصفكم أحد العارفين بسير الدواليب الإيرانية، والمخططات التي تقف وراءها، ما الدور الذي تلعبه إيران اليوم في المنطقة العربية، وهل يعد ذلك إرهاباً؟  * لا نسمع من المؤسسات الإعلامية في العالم ليلا نهارا إلا فزاعة الإرهاب ومكافحته، والمنظمات الدولية تعقد اجتماعات وتصدر بيانات استنكار وشجب، وتتخذ قرارات وتفرض عقوبات وتشكل تحالفات لمكافحة الإرهاب، وهذا أمر محمود، ولكن كيف نصدق أن هذه الدول تحتاج إلى كل هذا الحراك لتدمير المنظمات الإرهابية، والجميع يعرف أن هذه المنظمات لها حواضن دولية في المنطقة، وهذه الدول لها تمثيل في المنظمات المعنية بمكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار والدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية وحق تقرير المصير للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال الأجنبي. إن بعض الأنظمة الحاكمة تعلن وتتحدى وتتبنى وتدعم الإرهاب لوجستياً ومادياً دون أن تخفي ذلك، وتشارك في هذا الحراك ويصبح القاتل الإرهابي قاضياً وحلال المشاكل، ووسيطا أحياناً، وهو ما تقوم به إيران بكل تفاصيله، فقد جنت على قطر لتصل اليوم إلى هذه العزلة، التي قد تتواصل ما لم تلتزم بالاتفاقيات الإقليمية مع جيرانها الخليجيين بالخصوص. فلو أن هناك نوايا حقيقية للتخلص من الإرهابيين فيجب استئصالهم من الجذور، وذلك بتجفيف مصادر تمويلهم وتشديد العقوبة على الدول الحاضنة والداعمة وفي مقدمتهم عصابة الملالي وحلفائهم من ميليشيات وأحزاب.  ويضيف: هذا الحل هو الصحيح، وليس البحث عن أفراد أو مجموعات في الصحراء والغابات والجبال، دون ذلك تختفي منظمة إرهابية وتظهر أخرى والجميع مدرستهم وفكرتهم واحدة ولكن بأسماء مختلفة. وهؤلاء ينطبق عليهم المثل القائل (يقتل القتيل ويمشي في جنازته)، هذا هو الدجل الذي عانت منه كثير من الشعوب لأكثر من 39 عاماً، حيث يسرقون ويضطهدون ويعدمون وجعلوا من الأحواز الغنية مثلا أفقر من إريتريا. لقد ارتكب النظام الإيراني مجازر تصل عقوباتها إلى عقوبات جرائم الحرب، ولكن مع الأسف العالم أصبح أصم وأعمى في كثير من الأحيان.. ولكن الله يمهل ولا يهمل. حقيقة إيران ** ماذا عن الدور الإيراني في توجيه السياسات القطرية نحو الابتعاد عن محيطها الخليجي؟ * نعرف العقلية الفارسية بكل أطيافها ومعتقداتها وأيديولوجيتها الضيقة، فهي لا تريد أن ترى الإخوة العرب مجتمعين تحت خيمة واحدة وتخاف من تطبيق الآية الكريمة «كنتم خير أمة أخرجت للناس»، فهي حاملة الرسالة الإسلامية والله تعالى ميزها عن بقية الأمم. وإيران ترفض كل شيء له علاقة بالعروبة والإسلام، فالإسلام الصفوي لا ينثر غير النفاق والشقاق في الجسد العربي، ولدينا تجربة تاريخية في قراءة العقلية الفارسية حيث إن بلاد فارس بالنسبة لي شخصيا دولة احتلال، 4 شعوب غير فارسية هي الأكراد والأذربيين والبلوش ودولة الأحواز العربية التي تم احتلالها في العام 1925، وتعداد سكان هذه الأخيرة الآن نحو 12 مليون نسمة، وتمتد مساحتها من جبال زاقروس في بلاد فارس حتى مضيق هرمز على الضفة الشرقية للخليج العربي، وهذه العقلية الفارسية تمارس حاليا بقيادة الملالي الاضطهاد القومي وكل ما له صلة بالهوية العربية والإسلامية. ويضيف محمود الكعبي: هذه الدولة المارقة المتجاوزة والضاربة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية بعرض الحائط لا يروق لها أن ترى وحدة عربية وتجانساً قومياً عربياً إسلامياً في دول الجوار بالخصوص، وتحت هذا العنوان تبذل كل ما تمتلك من شر على الأمة العربية والإسلامية وتنافق وتتدخل في شؤون الإخوة المتعاونين والمتجانسين عبر التاريخ، ولهذا فإننا لا نثق بهذا النظام الملالي حتى وإن أبدى محبة لدولة ما في المنطقة، وليس ذلك إلا لتشتيت ونشر العداوة بين الأخوة، وأقول لأي إنسان عربي في أي مكان من العالم لا تثق بالملالي حتى وإن أعطوكم الشهد فإنهم يدسون فيه السم، وهنا أنا لا أتحدث بشكل عنصري ولكن تجربتي مع هذا النظام منذ1979 إلى هذه اللحظة أكدت لي ذلك، فهو يحاول دائما التدخل وبث الضغينة بين الشعوب العربية ليبدو قويا أمامها، فكيف نثق بهذا النظام ليكون صديقا لنا وجاراً حسناً وهو يحتل أراضي عربية مثل الجزر الإماراتية الثلاث ودولة الأحواز العربية التي ما انفك يقتل شعبها، واليوم أصبح يقول بصريح العبارة إنه يسيطر على عواصم عربية ويستعين بكافة الميليشيات الطائفية والإرهابية والمذهبية من أجل خدمة مشاريعه الاستيطانية. تدريب الإرهابيين ** إلى أي مدى نجحت إيران في التدخل في المنطقة العربية عموماً، وفي الخليج العربي بالخصوص؟  * مع الأسف تدخلت إيران في الوطن العربي بشكل ملموس وواضح للعيان من خلال دعم الحوثيين في اليمن، وحزب الله في لبنان، والميليشيات في العراق التي يقودها قاسم سليماني، ناهيك عن تدخلها في الشؤون الداخلية للشعوب العربية عموما والخليج العربي خصوصاً، وهم يشترون أصحاب النفوس الضعيفة في العديد من البلدان ليثوروا ضد بلدانهم وتفتيت البنية التحتية والعقل العربي وإثارة الفتن بين أفراد العائلة الواحدة، وهذا نراه يومياً، فهم يدمرون اليمن باليمنيين والعراق بالعراقيين وسوريا بالسوريين ولبنان باللبنانيين وبعض الخلايا النائمة لهم تظهر أحياناً في الخليج العربي، وهي مدعومة لوجستيا وماليا وتدريبيا، وبكل ما يحتاجه الإرهاب للتغلغل في المنطقة، فلديهم معسكرات خاصة لتدريب هذه العناصر بدولة الأحواز، وتم إرسالهم إلى بلدانهم ليقوموا بالتخريب والتفجير والاغتيالات. الأيديولوجية الظلامية  ** السنة في إيران ضحايا في بلدهم.. هل لك أن تحدثنا عن الطائفية الإيرانية داخل إيران؟ - هم يستخدمون كل الأجناس من أجل تحقيق أهدافهم التوسعية، وحسب معرفتي الخاصة فإن كل الشعوب في الخارطة الإيرانية متضررة من نظام ولاية الفقيه، إذ أنها تسلب حرية الفرد والمجتمع في آن، فالشيعي والسني متضرران من هذه الأيديولوجية الظلامية. كذبة ولدت ميتة ** الاعتداء الأخير على البرلمان ومرقد الخميني قال عنه بعضهم إنه مسرحية سيئة الإخراج.. كيف تقرؤونه أنتم؟ * جماعة الملالي العنصرية اتهمت داعش الإرهابية بالهجومين في مجلس الشورى ومقبرة الخميني، وهذا كذب وهراء، فأغلب العمليات التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي هي في الأماكن المأهولة بالأبرياء، وذلك لبث الرعب وتخويف الناس. وللفرس مئات المناسبات السنوية المذهبية والقومية وملايين الناس الذين يخرجون في الشوارع دون حماية، فمن السهل لداعش الإرهابية أن ترسل مجرميها كما تفعل في العالم لتفجير أنفسهم بين الجماهير التي ليست لها حماية مشددة وحواجز وكاميرات. إن هذه المسرحية من تدبير الأجهزة الأمنية التي لها تجربة عالمية بالتفجيرات والاغتيالات منذ نشأتها، وذلك غير خاف على العارفين بحقيقة تفكير الفرس، فعلى سبيل المثال في نهاية السبعينات دبر الملالي حريقا في سينما «ركس» في مدينة عابدان الأحوازية، إحدى مدن دولة الأحواز العربية، وذهب ضحيته أكثر من ألف مدني بين شيب وشباب ونساء، والصقت التهمة بنظام البهلوي آنذاك. وأثناء استلامهم السلطة ارتكبوا جرائم يندى لها ضمير الإنسانية، ولا يفوتنا أن نذكر ما يفعلوه بالدول العربية ولم تسلم حتى أضرحة الإمامين في مدينة سامراء العراقية، حيث طالها الإرهاب الطائفي لهذا النظام. ويستطرد محمود الكعبي: اليوم وبعدما فضحت أعمالهم الإرهابية لعامة الناس وفاحت رائحتها دبروا هذا العمل الإرهابي للهروب من المحاسبة القانونية والعزلة الإقليمية والدولية، وغضب الشعوب غير الفارسية كالأحوازيين الذين يعانون من التهميش والاضطهاد القومي والإنساني. البيت الخليجي.. أمان كنت أتمنى من القيادة القطرية ألا تبتعد عن حاضنتها الخليجية والعربية وأن تعرف أن النظام الحاكم في قم وطهران لا يحترمهم بتاتاً بل يصنع منهم أدوات لتدمير أنفسهم أولاً، ثم تدمير المنطقة، كما يفعل في بلدان أخرى، ومازال عندي أمل في الأخوة القطريين ليراجعوا تقاربهم مع الدولة الفارسية، وحل خلافاتهم في بيتهم الخليجي، والابتعاد عن كل الوعود التي تعطيهم إياها الدولة الخمينية، فما هي إلا أكاذيب واهية سيعرف حقيقتها الإخوة القطريون مع الأيام. غدة سرطانية الغدة السرطانية في هذه المنطقة هم الحكام الفرس، إذ أن الشعوب غير الفارسية لا أعداء لها داخل إيران ولا مع الجيران، ولكن أعداءهم الحقيقيين هم من الأنظمة المتعاقبة في سدة الحكم الإيراني خصوصاً منذ سرقتهم لثورة الشعوب ضد نظام البهلوي. وإيران إذاً بقيت من دون تفكيك الخريطة الإيرانية من الداخل فسيبقى خطرها متواصلا، وإذا أخذت كل الشعوب حقوقها،  فسيسود الأمن والأمان في كل المنطقة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©