الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«تخت شرقي» يعزف موسيقى الحياة ويضمد جراح البسطاء

«تخت شرقي» يعزف موسيقى الحياة ويضمد جراح البسطاء
1 يوليو 2010 21:37
تعود المخرجة رشا شربتجي للتعاون مع الكاتبة يم مشهدي في رهان جديد على الجرأة والإثارة ونبش المسكوت عنه، وذلك من خلال العمل الاجتماعي المعاصر «تخت شرقي»، بعد أن ترك عملهما المشترك الأول «يوم ممطر آخر» بصمة مهمة في ذاكرة المشاهد. ويتناول العمل الجديد تفاصيل الحياة اليومية وهموم الواقع الاجتماعي للطبقة الوسطى في المجتمع السوري، هذه الطبقة التي تزداد انحساراً يوماً بعد يوم، بفعل الضغوط التي تواجهها وازدياد حدة الفرز الاجتماعي، بين طبقات فقيرة وأخرى ثرية، حيث يروي العمل على مدى ثلاثين حلقة، قصة أربعة شباب تجمعهم صداقة ورفقة الحي والدراسة، وكذلك ولعهم بلعب الورق! شباب حائر طارق ويعرب وسعد وأدهم يعيشون في حي المزة بدمشق، وكل منهم من منطقة تعكس تفاوتاً نسبياً في المستوى الاجتماعي، لكنهم يلتقون في المدرسة الثانوية ذاتها، وبعد الحصول على البكالوريا، يمضي كل منهم في طريقه الخاص، لكن صداقتهم تستمر، رغم اختلاف طبائعهم وفهمهم للحياة، واختلاف أعمالهم وميولهم. فهم أيضاً متشابهون إلى حد بعيد، يعيشون الظروف الاجتماعية نفسها، ويعانون من المشكلات ذاتها، من اللهاث اليومي والقلق والخوف والوحدة والكبت العاطفي وازدياد مادية المجتمع والنزعة الاستهلاكية، وكذلك سعيهم الدؤوب لتحقيق ذواتهم مادياً ومعنوياً وكفاحهم اليومي في الركض وراء سراب لا يتحقق. يجتمع هؤلاء الأصدقاء الأربعة بعد عشر سنوات من حصولهم على الشهادة الثانوية في عيد الحب «الفالنتاين»، ليكون هذا الاجتماع برهة تأمل في كل ما يعيشونه من أزمات في حيواتهم، ليكتشفوا أنهم يعانون من الهموم نفسها، رغم اختلاف وجهات نظرهم حولها. وتأخذهم فكرة سفسطائية، في اختيار أجمل نساء ورق اللعب الأربع، فيلعبون ويمزحون ويفكرون ملياً، ودون أن يشعروا تتداخل مصائرهم وتتقاطع فيما بينها لتروي قصة عن الحب والصداقة والعمل والنظرة المزدوجة إلى الأخلاق في ظل العالم الاستهلاكي، وقصة عن السقطات التي يهوي فيها الشباب الحائر ما بين الأخلاق وما بين عمل يستطيعون به تأمين الحد الأدنى للحياة الآدمية، وقصة عن الاحتياج للآخر وعن الغربة والوحدة وعن المعاناة اليومية من إحساس الخيبة والاستغراق في اجترار الهزائم والإحساس باللاجدوى. وتدور أحداث العمل على مدار عام كامل، ليلتقي الأصدقاء الأربعة في عيد الحب من جديد، ويقفوا على ما تبدل في حيواتهم خلال السنة السابقة، ويستخلصوا العبر مما عاشوه ويعيشونه. نغمات الحياة تقول كاتبة العمل يم مشهدي إن «تخت شرقي» هو مجموعة من النغمات المختلفة التي تصنع فيما بينها مقطوعة تسمى عيشنا، ونحاول من خلاله أن نلاحق التفاصيل اليومية لمجمل حياتنا، تلك التفاصيل التي تبدو غير مهمة، لكنها بتراكمها تكوّن الحياة التي نحياها. حيث يرصد العمل التناقضات والاختلافات التي تفرقنا، والأزمات التي لا تنتهي، والمستقبل المرهون بالخوف والوحدة. أما المخرجة رشا شربتجي المعروف عنها جرأتها في تناول الموضوعات الاجتماعية والقضايا الإشكالية، فتقول إن عملها الجديد يأتي في سياق اهتمامها بتناول الهم الاجتماعي، والبحث في جوهر المشكلات التي يعيشها أفراد المجتمع، ليس لإيجاد الحلول، وإنما لطرح الأسئلة. ففي «تخت شرقي» ليس هناك وجهة نظر واحدة تحكم على الشخصيات وتقيمها، بل إن الباب يترك مفتوحاً للنقاش والجدل، من خلال تعدد الآراء وزوايا الرؤية، لأن ما تسعى إليه هو تقديم الحياة الحقيقية كما هي، وليس إلى تقسيم شخصياتها من وجهة نظر ضيقة إلى أخيار وأشرار. وتضيف رشا إنها وزّعت الأدوار في هذا العمل بطريقة غير متوقعة، وحاولت أن تكتشف إمكانات جديدة في شخصيات الممثلين، فأسندت لهم أدواراً لم يسبق لهم أن قدموها، مما أضفى حالة من التحدي والمتعة على أجواء التصوير. مكسيم وغريتا يجسد الفنان مكسيم خليل شخصية «طارق»، و هو شاب فلسطيني من لاجئي عام 1948 منخرط تماماً في المجتمع السوري من حيث اللهجة والبيئة، وقد تخرج حديثاً من كلية الطب البشري، ويستعد للتخصص في قسم الجراحة العامة، ويرتبط عاطفياً بـ «غريتا» الفتاة ذات الثقافة الغربية، والتي عاشت لفترة طويلة من الزمن في أوروبا مع والدها السوري وأمها الألمانية، وتلعب شخصيتها الفنانة سلافة معمار، لكن طارق يربكه تحرر غريتا نتيجة الاختلاف الشاسع بين الثقافتين، مما يعمق الفجوة التي تفصل بينهما، ومع تطور الأحداث تتعقد علاقتهما، لتطرح مجموعة من الأسئلة حول واقع المرأة في عالمنا المعاصر ومفهوم الحرية الشخصية، والحقوق والواجبات، والصدق والكذب، والتناقضات القاسية التي يعيشها المجتمع. أما الفنان قصي خولي فيلعب دور أستاذ لمادة التاريخ في إحدى المدارس الثانوية، وهو شخص يهرب من الالتزامات، ويرفض الزواج وتحمل مسؤولياته، وله في ذلك مبررات كثيرة، منها الضائقة المالية التي يعيشها، لكنه يتعرف إلى فتاة تغير حياته وقناعاته، رغم سخريته الدائمة من فكرة الحب، ليجد نفسه، وقد بدأ يتلمس جدوى الحياة الحقيقية. جنون حداقي ويؤدي الفنان محمد حداقي دور «سعد» المحامي الشاب، الذي يجد أن الانفصال عن زوجته هو الحل الأمثل لحياته، لكنه يفاجأ بأمر لم يكن يحسب له حساباً، وهو أن زوجته (لينا) التي تلعب دورها الفنانة سوسن أرشيد، ستدفع له بابنتهما «لانا» ذات الشهور الستة، ليعتني بها، ما يقوده إلى الجنون!. ويقول الفنان حداقي إن دوره يطرح ماهية الأبوة والأمومة الشابة بعيداً عن النظرة الرومانسية، ومن خلال واقع حياتي متعب ومرهق يفرض نفسه على الآباء الشباب. ولدى سعد أختان هما «أماني» التي تلعب دورها أمل عرفة، و»نوار» التي تؤدي شخصيتها لما إبراهيم. أماني متزوجة من شخص كثير الشكوك والريبة بالآخرين، مما يجعل حياتها معه عذاباً مستمراً، لكنها تصبر على هذه الحال وترضخ لواقعها من أجل ابنها «تيم» ولأنه ليس هناك حلول أخرى، في ظل الضائقة المادية التي تعيشها. لكن حادث سير خطير تتعرض له، يغير مسار حياتها، ويؤدي بها إلى حب جديد، فتتعرف إلى سلوم حداد «سامر» طبيب التجميل، الذي يغير نظرتها إلى الحياة، فتقرر أن تتخلص من جحيم علاقتها الزوجية، وتطلب الطلاق، لتعيش حياة مستقلة، تعتمد فيها على نفسها. أما سامر فيتأرجح بين حبه لها، وحبه لزوجته «ناديا» التي تلعب دورها الفنانة سمر سامي، وهي طبيبة تعاني من أزمة منتصف العمر، وتنساق وراء البحث عن حلول عملية لإيقاف تقدم السن، ولو بشكل ظاهري عن طريق عمليات التجميل، وتتعقد العلاقة بين سامر وناديا لتطرح الكثير من القضايا المتعلقة بالحياة الزوجية. الصباغ موسيقي عاشق أما الفنان عبد الهادي الصباغ فيلعب دور «أبو يوسف» الرجل الغامض والموسيقي الغارق بمآسيه وأحزانه، والذي يطرق بابه الحب في سن متأخرة، فيغير حياته، ويخرجه من حالة اللا جدوى التي يعيشها. ويؤدي الفنان معن عبد الحق دور «أدهم»، وهو معد برامج في الإذاعة دائم التذمر من كل شيء، لاسيما حالة الحرمان العاطفي التي يعيشها، ونتيجة لهذا الحصر النفسي، توقعه خياراته المرتبكة في الحياة في مشكلات عديدة. فيتورط في علاقة مع فتاة قاصر، تجبره على دفع المال، لتجنب دخول السجن!. كما يغرم بطليقة أعز رفاقه!. تنتج العمل شركة كلاكيت للإنتاج الفني، ويشارك فيه عدد كبير من نجوم الدراما السورية، منهم: سلوم حداد، أمل عرفة، سلافة معمار، عبد الهادي الصباغ، سليم صبري، مها المصري، يارا صبري، مكسيم خليل، محمد حداقي، جيني إسبر، سوسن أرشيد، معن عبد الحق، سمر سامي، قصي خولي، لمى ابراهيم، ورنا شميس.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©