الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الازدحام والمخالفات يضاعفان معاناة سائقي الأجرة في المغرب

الازدحام والمخالفات يضاعفان معاناة سائقي الأجرة في المغرب
12 ديسمبر 2009 00:58
يضاعف اكتظاظ الشوارع بالسيارات والازدحام المروري من معاناة سائق سيارات الأجرة لأنه مطالب بتحسين الإيراد اليومي واصطياد أكبر عدد من الزبائن، والمحافظة على السيارة وتفادي الحوادث والمخالفات المرورية. ولا تخلو حياة سائقي سيارات الأجرة من مواقف طريفة وغريبة وأخرى صعبة وخطيرة، فهم يتعاملون مع أشخاص من شرائح وبيئات اجتماعية مختلفة ويستقبلون في عرباتهم ركاب من مختلف الأعمار والثقافات. رغم أن هذه المهنة تعتبر واجهة حضارية لكل بلد، ولها قيمة اقتصادية واجتماعية ووطنية مهمة إلا أن بعض السائقين يسيئون إليها لأنهم غير مؤهلين لها، ويقول أحمد المهداوي (47 عاما)، سائق سيارة أجرة منذ 16 سنة، إن “مهنة سياقة التاكسي مهنة صعبة ومتعبة جسدياً وفكرياً لأن الجلوس وراء مقود السيارة لأكثر من 12 ساعة في اليوم يتسبب بآلام في الظهر والرقبة والمفاصل والقدمين بالإضافة إلى أن السياقة في الشوارع المزدحمة والتعامل مع أشخاص من طبقات اجتماعية مختلفة يزيد من صعوبة المهنة”. ويضيف أن “المهنة تضم خليطا من القائمين عليها فهناك السائقون المهرة الذين يجيدون فن التعامل مع الناس ويحفظون خريطة المدينة وحواريها وهناك المتطفلون الذين لم يجدوا مهنة أخرى غير السياقة همهم الوحيد الربح حتى لو كان على حساب سمعة هذه المهنة حيث إنهم يقومون بأخذ الزبون في مشوار طويل لكسب المزيد من المال والتحجج بأن السير في هذا الاتجاه ممنوع أو بأنه غير صالح للسير لكثرة الحفر أو لوجود لجنة أمنية كما أن أغلبهم يشترط مبلغا معينا قبل نقل الزبون ويرفضون التعامل بالعداد وبعضهم يدخل تعديلا على العداد ليجني مالا أكثر”. ويضع إبراهيم بنرشيد (32 سنة)، والذي عمل 8 سنوات كسائق تاكسي، خطا أحمر على المناطق التي يرفض الذهاب إليها خوفا من الوقوع فريسة في يد المجرمين. ويعاني بنرشيد في عمله من تفاقم أزمة السير واختناق الطرقات وعدم التزام المارة بالاشارات والأنظمة المرورية، وغياب الخطوط الأرضية في الشوارع الرئيسية والطرقات لأنها مهمة للسلامة المرورية، وعدم تقيد السائقين بقوانين السير والأسبقة والتفحيط في بعض الشوارع والخناقات التافهة خاصة في أوقات الذروة. وأكثر ما يغيظ بنرشيد أن بعض المارة يتركون الأرصفة الفارغة ويمشون في الشارع يزاحمون السيارات، بينما مصلحتهم وسلامتهم تقتضي أن يسيروا على الرصيف, كما يتضايق عندما يرى صغار السن يقومون بقيادة السيارات ويصطحبون شلة من أصدقائهم يتندرون على جميع الواقفين على الإشارة المرورية بشكل مستفز. حب الثرثرة يستمتع بنرشيد كثيرا بعمله فحين ينقل الزبائن لا يتردد في إثارتهم لجرهم إلى الحديث معه حتى لو كانوا لا يحبذون ذلك، ويقول: “يدفعني فضولي إلى سؤال الركاب عن حالهم والتشعب معهم في أحاديث عن حال البلد والاقتصاد والإعلام، واذا كانوا غاضبين ومزاجهم متعكر أستمر في حديثي حتى تنفرج أساريرهم ووجوههم”. ويحتفظ بنرشيد بعلاقة جيدة ببعض السائحين والتجار من تركيا وفرنسا وإسبانيا وسوريا وموريتانيا والإمارات الذين يزورون المغرب باستمرار فتطورت علاقتهم به وأصبحوا يتصلون به ليستقبلهم في المطار ويكون تحت تصرفهم طيلة فترة إقامتهم بالمغرب وذلك لأسلوب تعامله ولثقافته واطلاعه الواسع بكل ما يتعلق بتاريخ البلد ومناطقه السياحية والتجارية. ويعاني سائق الأجرة عبد الله المراكشي، الذي يعمل موظفا بدوام جزئي في الصباح، من كثرة المخالفات المـــرورية التي تقتطع من إيراده اليومي مبلغا كبيرا، ويلفــــت إلى إنه لجأ إلى هذا العمل بهدف زيادة دخله لكنه فوجئ بكثرة المصاريف وزيادة أسعار الوقود وانتشار النقل بـ”التوك توك” والنقل غير الرسمي بينما تعرفة نقل الركاب ثابتة لا تتغير. وعن شروط سائق التاكسي، يقول المراكشي إن أهمها أن يكون أمينا في عمله ومع الركاب وأن يكون ذا معرفة جيدة بالميكانيك ليصلح الأعطال البسيطة في سيارته، موضحا أن هناك بعض السلبيات التي ساهمت في دعم النظرة الدونية لسائق الأجرة كوجود سيارات مخالفة غير صالحة للعمل وتفتقد لوسائل السلامة، والغش في العداد وخطف الزبائن والتورط في عصابات المخدرات والدعارة. مواقف طريفة في التاكسي من المواقف الطريفة التي واجهها السائق أحمد المهداوي استغلال بعض الركاب فرصة انشغال السائق أو وقوفه على الإشارة الضوئية للهروب وعدم دفع الأجرة بعد أن أوشك على الوصول إلى وجهته، بينما آخرون يطلبون من سائق الأجرة العمل كمخبر وملاحقة سيارة معينة ساعات طويلة، وبعض الركاب من شدة خوفه يدوّن رقم السيارة قبل أن يركب خوفا من أن يصيبه مكروه ويبعث الرقم برسالة جوال، وبعضهم يقوم بتغير ملابسه داخل السيارة.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©