السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار طرشان

24 سبتمبر 2008 23:40
طاولات مستديرة وأخرى مستطيلة وعلى كافة القياسات والمقاييس، يجلس المتحاورون في الشؤون البشرية المختلفة· من حوار الحضارات والثقافات والأديان الذي أصبح في البرهة الراهنة العنوان الأكثر بروزاً بين الشرق والغرب وبين أطراف الشرق نفسه وأقرانه الآخرين وبين هذا وذاك·· كأنما بعد أن اتسعت المسافات والفجوات بين الأطراف والجهات البشريّة في مختلف أنحاء هذا الكوكب المنتحب، وبلغت حدود الانفجار والحروب والقتل ومستوى الإبادات العشوائيّة كفعل متعمد أو رد فعل يأتي على وتائر أكثر فتكاً وعنفاً· كأنما فجأة اكتشف العالم الحاجة الملحة الى ''الحوار'' وبطبيعة الحال أن المعرفة المتبادلة بين الشعوب والجماعات تقلل من احتمالات الحروب والكراهيّة التي يمليها سوء التفاهم والجهل بالآخر أي آخر مختلف، حيث يتم إصباغ كل صفات الشر والهمجيّة عليه، مما يجعل التصفية اللاحقة امتداداً منطقياً وطبيعياً· لكن مع الأسف البليغ أن الملاحظ مع كل هذه الكثافة في طاولات الحوار وعناوينها الإنسانية، والأخلاقيّة، ليس ثمة ما يتغير وينعكس على وعي وسلوك الجماعات المتنازعة والمختلفة، بل تزداد الفجوات والشروخ وتزدهر الكراهيات والاحتراب، وكأنما هذه العناوين والطاولات ليست إلا تزجية فراغ لمتحاورين يلتقون من بلدان مختلفة ومتباعدة· كأنما الذوات البشريّة بلغت مبلغاً من التشظي وشقة الخلاف وأوهامه الدينيّة ، والأيديولوجيّة والتاريخية، لا يمكن رأب صدْعه· أو أن هذا النوع من أساليب المعالجة والذي يتسم كثيراً منه بما يشبه الدوران الديماغوجي المنتفخ الأوداج للكلام وغياب الصدق والمعرفة الحقيقيّة· هل يمكن فتح كوّة يدخل منها خيط ضوء في هذه الجدران المتعاظمة الصماء، على رغم العالم الذي أضحى قرية أو عزبة بفعل تطور التكنولوجيا الاتصالية وحقائقها واستيهاماتها
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©