الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"نوبل" أوباما وحرب أفغانستان!

"نوبل" أوباما وحرب أفغانستان!
12 ديسمبر 2009 01:17
مايكل فليتشر – أوسلو سكوت ويلسون – واشنطن ألقى الرئيس الأميركي أوباما خطاباً قوياً يقدم تبريرات للحرب الأميركية في العراق، وذلك أثناء تسلمه جائزة نوبل للسلام لعام 2009 يوم الخميس الماضي، في مفارقة اعترف بها شخصياً، حتى في معرض دفاعه عن سجل الولايات المتحدة بخصوص تشجيع حقوق الإنسان والحريات الفردية والأمن العالمي في الخارج. فبعد قرابة أسبوع على إعلانه عن تصعيد الجهد الحربي الأميركي في أفغانستان، تحدث أوباما بصراحة أمام جمهور في أوسلو ضم شخصيات أوروبية رفيعة ومسؤولين يمثلون بلداناً تعارض الحرب بقوة. ولم يتلق أي تصفيق إلا بعد أن بلغ نصف خطابه، وحتى في تلك الحالة، لم يكن التصفيق لدفاعه عن "حرب عادلة"، وإنما لقراره إغلاق المعتقل العسكري في خليج جوانتانامو وحظر التعذيب. الخطاب قدم تبريراً ايديولوجياً لإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، وشكل تناقضاً قوياً مع الحجة التقنية التي دفع بها أوباما لتعليل قرار تصعيد الحرب في أفغانستان بأكاديمية "ويست بوينت" العسكرية في نيويورك الأسبوع الماضي. وتجاوز جمهوره الحضور بمجلس مدينة أوسلو ليشمل الناخبين في الولايات المتحدة وأوروبا، حيث يعتقد كثيرون أن الحرب لم تعد تستحق أن تخاض. وإذا كان أوباما قد أشار إلى مارتن لوثر كينج ووصفه بأنه يمثل "شهادة حية على القوة الأخلاقية للأعنف"، فإن أوباما تذكر أيضاً إيقاف جيش هيتلر خلال الحرب العالمية الثانية، ليذهب إلى أن القوة فقط تستطيع حل الظلم واللامساواة وحماية المدنيين أحياناً. وفي إشارة ذكرت بسلفه بوش، قال: "إن الشر موجود فعلاً في العالم". وقال أوباما في الخطاب الذي يعرف رسمياً بمحاضرة نوبل: "إنني أواجه العالم كما هو، ولا يمكنني أن أظل مكتوف الأيدي أمام التهديدات التي تواجه الشعب الأميركي"، مضيفاً: "إن القول بأن القوة يمكن أن تكون ضرورية أحياناً ليس دعوة إلى المذهب التشكيكي... بل اعتراف بالتاريخ: اعتراف بعيوب الإنسان وحدود العقل". التناقض في تسلم رئيس أميركي يخوض حرباً لجائزة سلام شكل نقطة الارتكاز بالنسبة لخطاب أوباما الذي دام 36 دقيقة وألقاه على نحو 1000 شخص، من بينهم أفراد العائلة الملكية ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى. لكن أوباما اغتنم المناسبة أيضاً للإقرار بانتقادات استهدفت اختياره من قبل أكاديمية نوبل فائزاً بجائزة السلام لهذه السنة، قائلاً إنه لا يستحق جائزة مُنحت من قبل لكل من شويتزر وكينج ومارشال ومانديلا، وهو الذي لم يمض على وصوله الرئاسة سوى أقل من عام. وبعد أن تسلم الجائزة "بامتنان وتواضع كبيرين"، ذكّر أوباما الجمهور بأنه "في بداية جهوده على الساحة العالمية، وليس نهايتها"، مشيراً إلى بعض نشطاء حقوق الإنسان عبر العالم الذين "يُسجنون ويضربون أثناء كفاحهم من أجل العدالة"، وقال: "إنني لا أستطيع أن أجادل الأشخاص الذين يجدون أن أولئك الرجال والنساء، أكثر جدارة مني بهذا التشريف". وتتكون جائزة نوبل من شهادة وميدالية ذهبية منقوش عليها وجه أفريد نوبل، عالم الكيمياء الثري الذي اخترع الديناميت وأسس الجائزة قبل أكثر من مائة عام. كما تشمل 1.4 مليون دولار قال البيت الأبيض إن أوباما سيتبرع بها لمنظمة خيرية. كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن بعض المال قد يذهب إلى منظمة تركز على منح القروض الصغيرة، وهو تخصص والدة أوباما الراحلة. وخلال الخطاب، كرر أوباما بعض مواضيع السياسة الخارجية التي تطرق إليها من قبل، مثل أهمية العمل عبر المنظمات الدولية في عصر الانتشار النووي والتهديدات البيئية. والواقع أن بعض دعواته إلى الوحدة العالمية بدأت تُظهر بعض النتائج، مثل الدعوة إلى مقاربة منسقة بين الصين والهند والولايات المتحدة لمعالجة مشكلة تغير المناخ، ورد دولي أكثر قوة على البرامج النووية لإيران وكوريا الشمالية، وتعهد "الناتو" مؤخراً بإرسال آلاف إضافية من الجنود إلى أفغانستان. لكن الرئيس حذر في الوقت نفسه من أن "الهندسة القديمة" التي ساهمت الولايات المتحدة في إنشائها بعد الحرب العالمية الثانية "بدأت تُظهر محدوديتها تحت ضغط التهديدات الجديدة" مثل الإرهاب العابر للدول وازدياد الحروب الأهلية. ومعلوم أنه منذ وصوله إلى الرئاسة وتعهده بقلب صفحة السياسات الأحادية التي كانت تتبناها إدارة بوش، يُنتقد أوباما من قبل المحافظين لسعيه إلى إشراك خصوم الولايات المتحدة، بمن فيهم خصوم لديهم سجلات ضعيفة في مجال حقوق الإنسان، ضمن دبلوماسية جديدة. لكنه يوم الخميس أشار بشكل خاص إلى حكومات بورما وزيمبابوي وإيران باعتبارها بلداناً قمعية سياسياً، محذراً من أن "حقوق الإنسان لا يمكن أن تكون هي الخطابات فقط... لأنها أحياناً يجب أن تكون مقرونة بدبلوماسية حثيثة". وفي تصريحات أدلى بها للصحافيين قبل الخطاب، جدد أوباما التزامه ببدء سحب القوات الأميركية من أفغانستان في يوليو 2011، وهو إطار زمني يدعمه الجنرال ماكريستل، قائد القوات الأميركية وقوات "الناتو" في أفغانستان، لكنه يُنتقد من قبل البعض باعتباره غير واقعي. وفي هذا السياق، قال أوباما: "إن وتيرة حدوث ذلك، وحجم الانسحاب، وكيف سيحدث من الناحية التكتيكية... كلها أمور ستكون مرهونة بالأوضاع على الأرض... لن يكون ثمة منحى حاد أو انسحاب متسرع". إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء النرويجي جينز ستولتنبرج، الذي ظهر إلى جانب أوباما، اعتزام بلاده زيادة المساهمة المالية للشرطة والجيش الأفغانيين بـ110 ملايين دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة، رداً على دعوة أوباما للشركاء الدوليين في الائتلاف إلى المساهمة في الجهد الدولي في أفغانستان بمزيد من الجنود والمال. وفي هذا الإطار، يقول رئيس موظفي البيت الأبيض رام إيمانويل: "لقد بدأتم ترون بعض نتائج سياسة أوباما الخارجية. إنه عمل شاق، لكن من الأفضل العمل في إطار شراكات من أجل صيانة مصالح أميركا". ينشر بترتيب خاص مع خدمة "لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©