الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«راقصو السامبا» و «الطواحين» في «سيرك المتعة»

«راقصو السامبا» و «الطواحين» في «سيرك المتعة»
1 يوليو 2010 22:29
يجدد المنتخب البرازيلي، الباحث عن لقب سادس في قارة مختلفة، الموعد مع نظيره الهولندي عندما يتقارعان اليوم على ملعب “نلسون مانديلا باي” في بورت اليزابيث ضمن الدور ربع النهائي من مونديال جنوب أفريقيا 2010 ويمكن القول إن الفائز في هذه الموقعة سيضمن بشكل كبير بطاقته إلى المباراة النهائية لأن الخصم المقبل في دور الأربعة سيكون الفائز من مواجهة غانا وأوروجواي، ما يعني أن الطريق ممهدة أمام أي من المنتخبين من أجل التواجد على ملعب “سوكر سيتي” في جوهانسبرج لخوض المباراة النهائية في 11 يوليو الحالي. وستكون المواجهة بين “سيليساو” ونظيره البرتقالي إعادة لنصف نهائي مونديال 1998 عندما فاز المنتخب البرازيلي بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقه إلى النهائي حيث خسر أمام فرنسا المضيفة صفر- 3 وربع نهائي 1994 عندما فاز “سيليساو” أيضاً 3-2 في طريقه للفوز باللقب على حساب إيطاليا. كما تواجه الطرفان في الدور الثاني لمونديال 1974 وخرج الهولنديون حينها فائزين 2- صفر، بهدفين ليوهان نيسكنز ويوهان كرويف، في طريقهم إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم قبل أن يخسروا أمام ألمانيا الغربية المضيفة 1- 2 ثم تكرر المشهد بعد أربعة أعوام وهذه المرة خسر المنتخب البرتقالي في النهائي أمام الأرجنتين المضيفة حينها 1- 3 بعد التمديد. وأكد مدرب البرازيل دونجا أنه واثق بقدرة منتخبه الناضج والموهوب في تخطي الامتحان الهولندي، وهو يعتبر بأن مستوى فريقه في تطور مستمر وقال في هذا الصدد “إذا نظرنا إلى النوعية المتواجدة في صفوف المنتخب، نجد بأن التطلعات عالية جداً، لكنك لا تفوز بكأس العالم بمجرد أنك مرشح للفوز بها”. طريقة مفتوحة وأضاف “قلت دائماً بأننا نحاول أن نلعب بطريقة مفتوحة، وهذا ما فعلناه ضد تشيلي”، وتابع “ندرك تماماً بأن المنتخب الهولندي صعب المراس ويتمتع لاعبوه بفنيات عالية ويلعبون بنفس أسلوب أميركا الجنوبية”. وأوضح “يملك المنتخب الهولندي تاريخاً جيداً في نهائيات كأس العالم ويتعين علينا أن نكون حذرين من لاعبيه الموهوبين”، وكشف “النوعية المتواجدة في صفوف المنتخب البرازيلي تسمح لي بالمحافظة على هدوئي خصوصاً أننا بدأنا عملية بناء هذا المنتخب قبل ثلاث سنوات، وجميع اللاعبين يدركون المهمة المنوطة بهم، لقد أصبحوا ناضجين ولا داعي بالنسبة لي إلى توجيههم كثيراً”. اللعب السريع وعن كيفية مقاربة المباراة ضد هولندا قال دونجا “كما فعلنا مع تشيلي يجب أن نلعب بسرعة، نعرف جيداً بأن المنتخب الهولندي فريق يصعب مواجهته، يملك لاعبين يتمتعون بمهارات فردية كبيرة وأسلوبهم يشبه إلى حد بعيد أسلوب الكرة الأميركية الجنوبية. يتعين علينا أن نكون في كامل جهوزيتنا لمواجهته”. أما المهاجم روبينيو فقال عن المواجهة ضد هولندا “إنه أكبر امتحان سنواجهه في النهائيات الحالية، إذا نجحنا في تخطيه فإن طريق المباراة النهائية سيفتح أمامنا”. في المقابل اعتبر هداف المنتخب البرازيلي لويس فابيانو بأن الفوز على تشيلي رفع من معنويات زملائه بقوله “أعتقد بأن المباراة ضد تشيلي كانت نقطة تحول بالنسبة إلينا، لقد صنعنا العديد من الفرص ونجحنا في إطلاق العنان للهجمات المرتدة”. وأضاف “لقد حققنا فوزاً مهماً ولا شك بأنه سيرفع من معنوياتنا قبل مواجهة هولندا”. غياب ريلانو وسيفتقد المنتخب البرازيلي الذي لم يغب عن النهائيات بتاتا، خدمات مهاجمه إيلانو بسبب الإصابة التي تعرض لها أمام البرتغال كما أكد طبيب المنتخب جوزيه لويس رونكو الذي أشار إلى أن “مدة ابتعاده عن الملاعب قد تستمر لأيام أو أسابيع أو أشهر، انه يعالج بالأدوية والعلاج الطبيعي، سنرى ما إذا كان العلاج الطبيعي سيساعدنا”. وبدوره قال إيلانو “تحضرت جيداً ذهنياً قبل نهائيات كأس العالم التي تعتبر الهدف الأساسي في حياتي”، مضيفاً “بدايتي كانت رائعة بتسجيلي هدفين في المباراتين الأوليين، لكني أبقى متفائلاً بفضل المقربين مني والجهاز الفني وزملائي، لدي آمال في العودة لمساعدة فريقي على الرغم من أنني سأغيب عن الدور ربع النهائي وربما الدور نصف النهائي”. وبخصوص لاعبي الوسط فيليبي ميلو الذي يعاني من التواء في كاحل قدمه اليسرى وجوليو باتسيتا الذي يشكو من التواء في ركبته اليسرى، أكد طبيب المنتخب أنهما سيتدربان بشكل طبيعي، وقال “لا استطيع أن أقول لكم ما إذا سيكونان جاهزين لمباراة اليوم، لكنهما يتدربان”. هاجس البطاقات ويدخل المنتخبان إلى مواجهتهما وسط هاجس تجنب حصول العديد من لاعبي الطرفين على بطاقة صفراء لأن ذلك سيحرمهم من المشاركة في مباراة نصف النهائي، وسيكون كاكا من بين المهددين بالغياب عن دور الأربعة في حال تأهل “سيليساو” لأنه يحمل بطاقة صفراء تلقاها أمام تشيلي، علما بأنه غاب عن مباراة البرتغال (صفر- صفر) في الجولة الثالثة من الدور الأول بسبب الإيقاف بعد طرده أمام كوت ديفوار (3-1) لحصوله على إنذارين، كما سيكون زميله فابيانو الذي سجل ثلاثة أهداف حتى الآن، مهدداً لأنه يحمل بطاقة صفراء كما حال ميلو الذي غاب عن مباراة تشيلي بسبب الإصابة، فلعب بدلاً منه راميريس الذي حصل في هذه المباراة على إنذار هو الثاني له ما سيحرمه من مواجهة هولندا. لكن الهولنديين في وضع أخطر لأن سبعة من لاعبي المنتخب يحملون بطاقات صفراء، ومن بينهم أريين روبن وروبن فان بيرسي الذي كان غاضباً جداً من مدربه بعد إخراجه من الملعب في الدقائق العشر الأخيرة من مباراة سلوفاكيا. وينص نظام المونديال على إلغاء البطاقات الصفراء اعتباراً من الدور ربع النهائي من أجل تحاشي غياب لاعبين مؤثرين عن المباراة النهائية، وهذا يعني على سبيل المثال بأن كاكا سيغيب عن الدور نصف النهائي إذا حصل على بطاقة من اللون ذاته أمام هولندا، أما في حال عدم حصوله على بطاقة صفراء، فإنه سيخوض نصف النهائي في حال تأهل فريقه إلى هذا الدور من دون أن يكون في جعبته أي بطاقة. وكان النظام السابق يقضي بمحو جميع البطاقات بعد نهاية الدور الأول، وكان أبرز ضحاياه الأرجنتيني كلاوديو كانيجيا الذي غاب عن نهائي كأس العالم 1990 الذي خسرها فريقه أمام ألمانيا صفر- 1 والألماني ميكايل بالاك الذي غاب بدوره عن نهائي كأس العالم 2002 وخسرها فريقه أيضاً أمام البرازيل صفر-2 . دعوة للنسيان أما هولندا التي خرجت فائزة بمبارياتها الثلاث في دور المجموعات للمرة الأولى، فمن المؤكد أنها تبحث عن نسيان مشاركتها في مونديال 2006 ومواجهتها الدموية مع البرتغال، وإخفاق كأس أوروبا 2008 وهي تعول على خدمات نجمها المميز أريين روبن الذي استعاد عافيته بعد الإصابة التي تعرض لها قبيل انطلاق المونديال في مباراة ودية أمام المجر، وشارك في أواخر الشوط الثاني من مباراة الجولة الأخيرة من الدور الأول أمام الكاميرون (2-1)، ثم بدأ أساسياً في مباراة الدور الثاني أمام سلوفاكيا (2-1) وسجل الهدف الأول الذي مهد الطريق أمام منتخبه من أجل حجز مقعده في الدور ربع النهائي. ويحقق المنتخب الهولندي نتائج متميزة حيث حافظ على سجله الخالي من الهزائم للمباراة الثالثة والعشرين على التوالي (رقم قياسي محلي)، بدأها مع الفوز على مقدونيا في 10 سبتمبر 2008 علما بأن هزيمته الأخيرة تعود إلى 6 سبتمبر 2008 عندما خسر أمام أستراليا 1- 2 وقد حقق رجال المدرب بيرت فان مارفييك 18 فوزاً في هذه السلسلة مقابل 5 تعادلات. خارق أم عادي؟ وتجنب الهولنديون بالواقعية التي يعتمدها مدربهم فان مارفييك، سيناريو مشاركتهم الأخيرة في العرس الكروي عندما ودعوا من الدور الثاني على يد البرتغال، وهم يسعون إلى محو صورة الفريق الخارق في الأدوار الأولى والعادي في المباريات الإقصائية، من خلال التخلي عن أسلوب اللعب الشامل الذي لطالما تميزت به الكرة الهولندية في السبعينات عبر منتخبها الوطني الذي بلغ نهائيات كأس العالم عامي 1974 و1978 أو ناديها الشهير اياكس امستردام الذي اعتلى عرش الكرة الأوروبية ثلاث سنوات متتالية (1971 و1972 و1973) بفضل لاعبين أفذاذ يقودهم الطائر يوهان كرويف وروبي رنسنبرينك ورود كرول وأري هان وغيرهم. وكانت هولندا وتحديدا مدربها الشهير الراحل رينوس ميكلز صاحب الفضل في تعريف العالم بأسلوب الكرة الشاملة، المبنية على قيام كل اللاعبين بالهجوم عندما تكون الكرة في حوزتهم والدفاع عندما تكون الكرة في حوزة الخصم لكن هذه الخطة لم تنجح في منح البلاد المنخفضة اللقب العالمي حيث سقط على أعتاب المباراة النهائية. وتغير الوضع مع فان مارفييك في المونديال الحالي إذ أن المنتخب الهولندي يبرع بنظامه وانضباطه داخل الملعب اكثر من اعتماده على الكرة الجميلة والاستعراضية وقد أعطت هذه الخطة ثمارها اقله حتى الآن، ويأمل البرتقاليون أن ينجحوا عبر هذا الأسلوب من تحقيق ثأرهم على البرازيل من أجل بلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1998 والرابعة في تاريخهم من أصل تسع مشاركات حتى الآن. الفوز أهم ويلخص المدرب فان مارفييك أسلوب فريقه بالقول “يتعين على اللاعبين أن يفهموا أمراً واحدا فحواه أن الفوز هو الأهم”، ربما اكتسب فان مارفييك روح الانضباط من الكرة الألمانية حيث اشرف على تدريب بوروسيا دورتموند ويحاول أن يلقنها إلى لاعبيه الحاليين. ولم يدخل مرمى هولندا منذ بداية البطولة سوى هدفين من ركلتي جزاء، علما بأن النقاد المحليين كانوا اعتبروا خط الدفاع هو نقطة الضعف في المنتخب الهولندي قبل انطلاق العرس الكروي. ويدافع فان مارفييك عن خط دفاعه بالقول “لم يدخل مرمانا سوى هدفين كانا من ركلتي جزاء ضد الكاميرون وسلوفاكيا وبالتالي فخط دفاعي ليس سيئا كما يروجون”. وكان لسان حال اللاعبين مماثلا ويقول روبن “المباراة التي خسرناها أمام روسيا 1-3 في كأس أوروبا 2008 كانت نقطة تحول بالنسبة إلينا، لا شك بأننا كنا أقوى بكثير من المنتخب الروسي، لكن من الناحية التكتيكية كنا ساذجين، هذا الأمر لن يتكرر في المستقبل”. وأضاف “الناس وأنصار المنتخب ينتظرون منا أن نقدم استعراضاً في الملعب، لكن هذا الأمر أصبح من الماضي، لأن الأولوية بالنسبة إلينا هي النتيجة”، لكن هذه الواقعية قد لا تخدمهم كثيرا في مواجهة منتخب هجومي مثل البرازيلي لان البرتقاليين لم يواجهوا في المباريات الأربع التي فازوا بها في هذه النسخة حتى الآن خصما بحجم “سيليساو”، لكن الأخير أيضا لم يختبر بشكل جدي رغم انه تواجه مع البرتغال التي فضلت أن تقارب هذه المواجهة بطريقة دفاعية بحتة بهدف الحصول على نقطة التأهل إلى الدور الثاني، وقد نجحت في مبتغاها بعدما أقفلت المنافذ على مهاجمي “أوريفيردي” مانحة الهولنديين والخصوم المحتملين لرجال المدرب كارلوس دونجا فكرة عن كيفية تحجيم اندفاعهم ومفاتيح لعبهم الهجومية، لكن ذلك لم ينفع تشيلي كثيراً لانها سقطت أمام كاكا وزملائه بثلاثية نظيفة في الدور الثاني. حكام ربع النهائي هولندا - البرازيل: الياباني يويتشي نيشيمورا. أوروجواي - غانا: البرتغالي أوليجاريو بنكويرينكا. الأرجنتين - ألمانيا: الأوزبكستاني رافشان إيرماتوف. باراجواي - إسبانيا: الجواتيمالي كارلوس باتريس. مباراة كلاسيكية حقيقية بورت إليزابيث (د ب أ) - يتميز المنتخبان البرازيلي والهولندي بالكفاءة،, التي لا تعرف هوادة أو رحمة، حيث يتمتع كل منهما بدفاع قوي وتماسك في خط الوسط بالإضافة للهجوم القوي. ويراود الأمل كثيرين في أن يشاهدوا اليوم أول مباراة كلاسيكية حقيقية بالبطولة الحالية. وقال البرازيلي جيلبرتو سيلفا لاعب أرسنال الانجليزي سابقاً إن فريقه سيكافح بجدية للتغلب على لاعبي هولندا مضيفا :”نعلم أننا إذا منحنا المنتخب الهولندي المساحات سيكون الأمر صعبا وقد نواجه مشكلة”، وتابع: “من المهم أن تكون قوياً في الدفاع وكنا كذلك.. هذا هو الاتزان الذي نحتاجه حتى نهاية البطولة”. فان دير فارت: البرازيل أسهل من إسبانيا والأرجنتين جوهانسبرج (د ب أ) - ربما يبدو الأمر وكأنه مباراة في دروب الجحيم، ولكن النجم الهولندي رافاييل فان دير فارت أعرب عن سعادته بمواجهة البرازيل في دور الثمانية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم، إذا كان الأمر يعني تجنب فرق مثل الأرجنتين وإسبانيا. وقال فان دير فارت لوكالة الأنباء الألمانية قبل مباراة هولندا أمام البرازيل اليوم على ملعب بورت اليزابيث “الأرجنتين وإسبانيا هما المرشحان لنيل اللقب”. وعلى عكس أغلب النقاد يرى لاعب خط وسط ريال مدريد أن المنتخب الأرجنتيني تحت قيادة دييجو مارادونا والمنتخب الإسباني تحت قيادة فيسنتي دل بوسكي، وليس الفريق البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات، هما المرشحان لإحراز لقب كأس العالم بجنوب أفريقيا. ولحسن حظ هولندا أنها تجنبت ملاقاة إسبانيا أو الأرجنتين في دور الثمانية، ولكنها قد تصطدم بأي منهما في المباراة النهائية في 11 يوليو المقبل. وأوضح فان دير فارت “الأرجنتين واحدة من أقوى منتخبات العالم، أنني سعيد لبيبا (هيجوين) لأنهم يلعبون بشكل جيد للغاية”. وغاب فان دير فارت عن فوز فريقه على سلوفاكيا 2 - 1 في دور الستة عشر بعد تعرضه لشد عضلي في الفخذ، ولكنه يعتقد أنه سيكون جاهزاً للمشاركة في مباراة البرازيل. وتابع “اليوم السابق للمباراة الأخيرة شعرت بألم في الفخذ وفضلت عدم المخاطرة، أعتقد أنني سأكون جاهزا لمواجهة البرازيل دون أي مشاكل”. وعودة فان دير فارت قد تمنح المدرب بيرت فان مارفيك فرصة اللعب بأربعة لاعبين من أصحاب المهارات العالية، فان دير فارت، وويسلي شنايدر وآريين روبن وديرك كاوت.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©