السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكريات رمضانية

25 سبتمبر 2008 01:41
تختلف الأيام التي نعيشها الآن عن الأيام التي عاشها آباؤنا وأجدادنا، كاختلاف أجواء رمضان حالياً عن أجواء رمضان التي عاشها من سبقونا في الماضي البعيد·أتذكر عندما كان يحدثني جدي'' رحمه الله '' عن أيام رمضان التي كانوا يقضونها في عهدهم السابق، وطريقة قضائهم ليالي رمضان واندماجهم فيها بالعبادات والطاعات التي لا تقتصر فقط على فترة معينة من اليوم بل تستمر من بداية اليوم وحتى انتهائه، يعملون بجد ويجتهدون· يزيدون من تواصلهم بأرحامهم· ويعودون مرضاهم، يذكرون جيرانهم ويتآلفون، ويودون معارفهم ويجتمعون، يساعدون ضعفاءهم ويتكاتفون، يرسمون البهجة في وجوه أهلهم ويتراحمون، وبحلول الليل يعتكفون، ويسهرون لياليهم في التضرع والابتهال، ومناجاة ربهم، كلما تذكرت أحاديثه '' رحمه الله'' وقصصه تخيلت الأجواء التي عاشوها برضى نفس وراحة بال ما أجمل ولا أروع عنها···!، أتذكر وصاياه اليومية عن أهمية الدعاء في رمضان· وما هو اللازم علينا عمله في رمضان من صدقة وخير وعطاء، واسترجع صورته عندما كنت أطل عليه في إحدى حجرات منزله والتي خصصها لانفراده بربه، وهو ممسك بكتاب الله بين يديه وطريقة غوصه في الآيات وتأنيه في القراءة، إضافة إلى رجوعه للتفسير بعد الفروغ من الترتيل·! صور وجدتها الأجمل في الحياة·(والأندر في الزمن الحالي)··· عندما أقارن بين حال أجدادنا ومن سبقوهم وكيفية تعايشهم وتعاملهم مع ''رمضان'' شهر العبادة والرحمة، واستمرارهم على ذلك النهج والتزامهم به لما بعد الشهر الفضيل، أخجل من طريقة تعاملنا مع رمضان الآن·!، الكل يترقب انتهاءه بفارغ الصبر· ولا ألومهم على ذلك··· فالنساء في رمضان قد استنفدن طاقاتهن في المطابخ دون أن يجدن حتى متسع لصلاة العصر وقراءة القرآن، والرجال قد فرغت جيوبهم واختلت ميزانيتهم من مصاريف رمضان، والشباب قد خملت عقولهم من كثرة السهر على التلفاز أو اللعب وعجزوا عن التنسيق بين الدراسة أو العمل وبين الصيام والقيام، ولا يتفرغ الجميع أخيراً إلا على (موائد الطعام) والتي يستمر الهجوم عليها على مدار ما تبقى من ساعات اليوم·· لجوع كان أو تسلية···! لن أقول إن أحاديث أجدادنا وقصصهم وذكرياتهم الرمضانية كانت خيالية، ويصعب تصديقها أو تحقيق لو جزء بسيط منها، بقدر ما هي مثالية وبسيطة يستطيع كل منا تطبيقها والعمل بها إن كان هدفه إرضاء ربه، وإنصاف نفسه، وإسعاد غيره· إيناس أحمد الحبشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©