الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روبن «رصاصة برتقالية» في قلب البرازيل

روبن «رصاصة برتقالية» في قلب البرازيل
1 يوليو 2010 22:52
يعول المنتخب الهولندي على أداء بطولي آخر من نجمه أريين روبن، عندما يواجه اليوم نظيره البرازيلي في الدور ربع النهائي لمونديال جنوب أفريقيا 2010 في موقعة ثأرية للبرتقالي الذي حرمه “سيليساو” من التأهل إلى النهائي للمرة الثالثة في تاريخه بالفوز عليه بركلات الترجيح خلال نصف نهائي مونديال 1998، بعد أن كان أطاح به أيضاً من الدور ربع النهائي بالذات خلال مونديال 1994 (3-2) في طريقه إلى اللقب العالمي الثالث في تاريخه قبل أن يضيف الرابع عام 2002 اعتقد الجميع أن منتخب “الطواحين” سيفتقد أهم أسلحته الفتاكة في نهائيات النسخة التاسعة عشرة بعد تعرضه للإصابة في المباراة التحضيرية ضد المجر (6-1)، والتي سجل خلالها هدفين قبل أن يتعرض للنكسة التي كادت تحرمه من المشاركة إلى جانب زملائه في الحملة التاسعة للمنتخب البرتقال في النهائيات. لكن الجناح السريع وعد الجميع بأن يقاتل من أجل أن يتعافى من الإصابة والمشاركة مع منتخب بلاده، وقد راهن مدربه بيرت فان مارفييك على هذا التعهد وأبقاه ضمن التشكيلة، دون أن يستخدم خيار استبداله بلاعب آخر. “أنا أقوم بكل شيء ممكن من أجل أن أستعيد عافيتي”، هذا ما قاله روبن من هولندا عشية انطلاق النهائيات في وقت كان زملائه قد حلوا في “أمة قوس القزح” لبدء مشوارهم ضمن المجموعة الخامسة التي ضمت الكاميرون واليابان والدنمارك. كان أمام روبن ثلاثة أسابيع من أجل الشفاء تماماً من الإصابة، وهو علق آماله على تمكن منتخب بلاده من تخطي حاجز الدور الأول لكي يواصل معه المشوار انطلاقاً من الثاني، وقد نجح في رهانه على عزيمته وإصراره وتعافى من الإصابة وسجل عودته إلى المنتخب حتى قبل الدور الثاني عندما شارك في الدقائق العشرين الأخيرة من مباراة الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول أمام الكاميرون (2-1) ونجح في ترك لمسته سريعا عندما لعب دوراً أساسياً في الهدف الثاني الذي سجله يان كلاس هونتيلار؛ لأن الأخير تابع كرة سددها نجم بايرن ميونيخ الألماني في القائم الأيمن. ثم أكد روبن حجم أهميته في المنتخب البرتقالي عندما شارك أساسياً في مباراة الدور الثاني أمام سلوفاكيا (2-1) وسجل الهدف الأول الذي مهد الطريق أمام منتخبه من أجل حجز مقعده في الدور ربع النهائي. “تستطيع أن ترى أي نوع من اللاعبين هو وكم هو هام بالنسبة إلينا كفريق”، هذا ما قاله الييرو ايليا لموقع الاتحاد الدولي عن أهمية عودة روبن إلى تشكيلة المنتخب البرتقالي، مضيفا “الشيء الأول الذي قام به هو تسجيل الهدف، ثم أوجد فرصا كثيرة بعد ذلك”. من المؤكد أن الجناح الهولندي يريد أن ينهي الموسم الرائع الذي أمضاه مع بايرن ميونيخ بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة منتخب بلاده إلى اللقب الأغلى على الإطلاق بعد أن كان البرتقاليون قريبون منه في مناسبتين عامي 1974 و1978 قبل أن يسقطوا في المتر الأخير أمام ألمانيا الغربية والأرجنتين على التوالي. سيكون روبن شوكة في الجانب الأيسر للمنتخب البرازيلي وهو قد يلعب امام “سيليساو” دور البطل الذي لازمه خلال موسمه مع النادي البافاري حيث فرض نفسه نجما مطلقا لبايرن بعد أن لعب دور المنقذ في أكثر من مناسبة خصوصاً في دوري أبطال أوروبا عندما منحه هدف التأهل على حساب فيورنتينا الإيطالي حين كان الأخير متقدما 3-1 في لقاء الإياب (ذهابا 2-1 لبايرن)، قبل أن يطلق كرته الصاروخية في شباك الحارس الفرنسي سيباستيان فراي. ولم ينته الأمر عند هذا الحد, فقد قاد النجم الهولندي فريقه إلى نهائي مسابقة الكأس المحلية على حساب شالكه (1- صفر بعد التمديد) بهدف جاء من كرة صاروخية رائعة بعدما راوغ عدة مدافعين، ثم حطم قلوب عشاق مانشستر يونايتد الإنجليزي وقاد بايرن إلى نصف النهائي دور الأبطال للمرة الأولى منذ 2001 في مباراة اعتقد فيها الجميع أن فريق “الشياطين الحمر” ضمن تأهله إلى نصف النهائي للمرة الرابعة على التوالي بعدما عوض خسارته ذهابا 1-2 بتقدمه على ضيفه البافاري 3-صفر بعد مرور 41 دقيقة. لكن الكرواتي ايفيكا أوليتش قلص الفارق في نهاية الشوط الأول قبل أن يخطف روبن الذي غاب عن مواجهة الذهاب في “اليانز ارينا” بسبب الإصابة، هدف التأهل للنادي البافاري قبل ربع ساعة على النهائي، ثم وجد طريقه إلى الشباك في ذهاب الدور نصف النهائي أمام ليون الفرنسي ليمهد الطريق أمام فريقه من أجل بلوغ النهائي للمرة الأولى منذ 2001 وهو أنهى الموسم بتسجيله 23 هدفاً في جميع المسابقات منذ أن انضم إلى بايرن قادماً من ريال مدريد، احدها في نهائي الكأس المحلية، حين افتتح التسجيل أمام فيردر بريمن ممهداً الطريق أمام فريقه للفوز برباعية نظيفة ورفع الكأس للمرة الثالثة والعشرين، “لا تستطيع أن تتوقع أي شيء في كأس العالم، عليك أن تكافح من أجل بلوغ الهدف، وأنا سعيد جداً لعودتي ولمساعدة منتخب بلادي. قال لي المدرب إنني سأشارك أساسيا وبالتالي كنت جاهزاً، وأنا مغتبط لكوني ساهمت في بلوغ فريقي الدور ربع النهائي”، هذا ما قاله روبن بعد قيادة منتخب “الطواحين” إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 12 عاماً، معرباً عن سعادته العارمة سجل هدفا حاسما لمنتخب بلاده أمام ناظري والديه وزوجته الذين كانوا حاضرين في مدرجات “موزيس مابهيدا ستاديوم” في دوربن من أجل مشاهدة المنتخب البرتقالي أمام سلوفاكيا. وأضاف جناح تشيلسي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني سابقا “كانت المباراة صعبة لكننا لم نقدم أداء مثالياً، لم نصل بعد إلى خوض المباراة المثالية، كنا متراخين بعض الشيء لكننا نجحنا في التأهل، وبالنسبة لي، كان من الرائع أن أسجل أمام ناظري والدي وزوجتي الذين كانوا في المدرجات، كنت في وضع جيد ولم اشعر بأي شيء (جراء الإصابة)”. وكانت الإشادة كبيرة بروبن من جميع زملائه ومن بينهم ويسلي سنايدر الذي كان حرم الأول من تحقيق ثلاثية رائعة هذا الموسم بقيادة انتر ميلان الإيطالي للفوز على بايرن ميونيخ في نهائي دور أبطال أوروبا على ملعب فريقهما السابق ريال مدريد، وهو قال عن زميله “انه لاعب يوازي الكثير. كنا بحاجة إليه”. أما قائد المنتخب جيوفاني فان برونكهورست فضم صوته إلى سنايدر وهو قال لموقع الاتحاد الدولي “انه لاعب خطير جداً يضع مدافعي المنتخبات المنافسة في أوضاع حرجة، أمر رائع أن نستعيد خدماته”. من المؤكد أن الأنظار ستتوجه إلى روبن في موقعة اليوم؛ لأنه قد يتمكن في لحظة من شق طريقه في الجهة اليسرى وجعل المدافعين البرازيليين الذين يعانون من بطئهم بعض الشيء يلهثون خلفه قبل أن ينجح في تحقيق ما فشل به خلال نهائي دوري أبطال أوروبا وهو وضع الكرة في شباك الحارس جوليو سيزار الذي يدافع عن مرمى الإنتر، إن موهبة روبن دفعت مدربه في النادي البافاري ومواطنه لويس فان جال إلى الاعتراف بحجم تأثير هذا اللاعب، رغم انه من المدربين الذين يفضلون عدم المديح باللاعبين لكي لا يغذي غرورهم، وهو قال عن مواطنه “اشعر باللذة عندما أراه يلعب”. ويقول عنه زميله في بارين المدافع البلجيكي دانيال فان بويتن “لدينا العديد من الأسلحة الفتاكة، لكن اريين يقوم بأمور رائعة وينجح فيها”، أما المدافع السابق للنادي البافاري الفرنسي بيكسينتي ليتزاراتزو فهو قارن روبن بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وقال في هذا الصدد “انه يسجل أهدافا على طريقة ميسي، انه يطير”. من المؤكد أن الصفقة التي أجراها بايرن مونيخ الصيف الماضي بتعاقده مع روبن من ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو كانت ناجحة بكافة المعايير وقد اثبت الجناح الهولندي أن المبلغ الذي دفعه النادي البافاري ليس بالكثير مقابل موهبة هذا اللاعب الذي غرق في مستنقع نجوم النادي الملكي ولم يحصل على فرصته في العاصمة الإسبانية، كما كانت الحال بالنسبة لمواطنه سنايدر. ونجح الجناح الهولندي في رد اعتباره من ريال مدريد عندما سافر إلى “سانتياجو برنابيو” وهو يسعى إلى الظفر بثلاثية رائعة في حين أن النادي الملكي خرج ونجومه وعلى رأسهم البرازيلي كاكا والبرتغالي كريستيانو رونالدو خالي الوفاض ليذهب مبلغ الـ250 مليون الذي انفقه للتعاقد مع نجوم جدد سدى. وستكون أمام روبن فرصة أن يؤكد انه أفضل لاعبي العالم عندما يواجه افضل منتخب في العالم في موقعة “نلسون مانديلا باي” التي ستمهد الطريق أمام البرتقاليين للوصول إلى النهائي في حال خرجوا فائزين، لأنهم سيواجهون في دور الأربعة الفائز من مباراة غانا والأوروجواي. أرقام وإحصائيات ستكون المواجهة العاشرة بين البرازيل وهولندا, ففازت الأولى ثلاث مرات في السابق والثانية مرتين، فيما انتهت المواجهات الأربع الأخرى بالتعادل. لم يتغلب المنتخب الأوروبي على نظيره الأميركي الجنوبي منذ أن فاز عليه عامي 1963 و1974 . تواجه الطرفان في 3 مناسبات خلال نهائيات كأس العالم، وكانت الأولى خلال الدور الثاني (مجموعات) من نسخة 1974 عندما فاز المنتخب البرتقالي بهدفين نظيفين سجلهما يوهان نيسكينز ويوهان كرويف ليمهدا الطريق لبلادهما من أجل التأهل إلى النهائي. وثأر البرازيليون لهذه الخسارة في الدور ربع النهائي من مونديال 1994 بفوزهم 3-2 وجاءت الأهداف الخمسة في الشوط الثاني عبر وبيبيتو وبرانكو من جهة المنتخب الفائز ودينيس بيركجامب وارون وينتر من الجهة المقابلة. وفي مونديال فرنسا 1998 سجل رونالدو وباتريك كلويفريت هدفين المنتخبين في المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1 في الدور نصف النهائي واحتكم الطرفان إلى التمديد ثم إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت للبرازيليين. واجه مدرب البرازيل الحالي كارلوس دونجا المنتخب الهولندي في ثلاث مناسبات عندما كان لاعبا، وساهم قائد “سيليساو” في فوز منتخب بلاده 1 - صفر ودياً في روتردام، قبل أن يقود أيضا بلاده للفوز 3-2 في ربع نهائي مونديال 1994. والمفارقة أن دونجا كان آخر لاعب نفذ ركلة الترجيح الرابعة والأخيرة خلال الدور نصف النهائي من مونديال 1998 ليقود بلاده إلى المباراة النهائية حيث خسرت أمام فرنسا صفر-3 . 25 من الانتصارات الـ67 التي حققتها البرازيل في نهائيات كأس العالم جاءت بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر. بفضل فوزها على سلوفاكيا 2-1 في ربع النهائي، رفعت هولندا رصيدها من الانتصارات إلى 50 في المائة من المباريات التي خاضتها في كأس العالم. ويعتبر المنتخب الهولندي الذي حل وصيفاً عامي 1974 و1978 من بين 5 من المنتخبات التي خاضت 30 مباراة أو اكثر في النهائيات وخرجت فائزة بخمسين في المائة من هذه المباريات على الأقل. لم تتلق هولندا سوى هدفين في النسخة الحالية وكانا من ركلتي جزاء نفذهما الكاميروني صامويل إيتو والسلوفاكي روبرت فيتيك. تخوض البرازيل غمار الدور ربع النهائي للمرة الخامسة على التوالي، وتعود المرة الأخيرة التي فشل فيها المنتخب البرازيلي في الوصول إلى ربع النهائي إلى مونديال 1990 عندما أخرجتها الأرجنتين بالفوز عليه 1- صفر خلال الدور الثاني. هذه المرة الأولى التي تتأهل فيها هولندا إلى الدور ربع النهائي منذ 12 عاماً لأن المنتخب البرتقالي كان خرج من الدور الثاني في مونديال ألمانيا 2006 بخسارته أمام البرتغال صفر-1 وغاب عن نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©