الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهداوي: المخطوطات العربية القديمة بحاجة إلى تجديد

المهداوي: المخطوطات العربية القديمة بحاجة إلى تجديد
25 مايو 2018 19:48
مجدي عثمان (القاهرة) أعماله تحلق وسط الغمام تعود إلى الأرض، ثم تنطلق منها، تتجول بلدان عدة، ضخمة لا تفقدها عين مشاهد، ذلك بعد أن نُفذت أعماله على طائرات إحدى الشركات، إنه الفنان التونسي «نجا المهداوي» خطاط الحروف الراقصة، كما يطلق عليه، على الرغم من أنه ينزع عنه ذلك الوصف، وإنه رسام فقط، وأنه يرنو من خلال أعماله الفنية إلى إحياء فكرة الهوية العربية ضمن الفن المعاصر، مؤكداً أن مدرسة القيروان وصلت إلى قمة الإبداع مع الحرف، ولكن رسومه ليست تقليداً لنوع من الخطوط، وأن الحرف موجود لديه دائماً، ولكن من دون مضمون ومن دون كلمة ولا تكرار. صيغة فنية ويرى المهداوي أن الحرف العربي هو تشكيل بحت، لكنه يحتاج إلى التعبير عن مقاييسه الصحيحة الموجودة بالتراث، دون نقله، وأنه أبدع من أن نقيده بمعنى، ما وجب علينا أن نتخلص من تكرار الصيغة الفنية المعتادة في التعامل الكلاسيكي مع هذا العنصر الجمالي الهندسي المهم من تراثنا العربي، موضحاً أن كل زخرف وتشكيل في أعماله أساسه خدمة الحرف، وخلال تجربته لمدة نصف قرن، وهو يقدم نفسه كإنسان مغرم بالعمل الفني ولديه موقف حضاري محدد، باعتباره ابن حضارة المتوسط، وابن أفريقيا، وقد أكد ذلك في حوار له مع الفنانة الأميركية باربرا أرنولد، حين قال: إن إقبالي على الحرف شكل قراراً في السياسة الثقافية، في البداية، كان الأمر خياراً ليس إلا. الفنان التشكيلي نجا المهداوي ولد في تونس العاصمة سنة 1937 في حوما، أو حي شعبي يسمى باب سويقة الحلفاوي، أتقن لغة القرآن الكريم، وأجاد خطّها، ودرس اللغة الفرنسية وآدابها ومعارفها، واللغة الإيطالية وعلومها الجمالية وفنونها، وتعلم الفن في قرطاج في معهد حر تابع لمتحف قرطاج، حيث رشحه مدير مركز دانتي الثقافي الإيطالي لبعثة دراسية في أكاديمية سانتا أندريا في روما. مخطوطات قديمة ودائماً ما يردد المهداوي: «الحرف سلطاني»، من خلال عملية خلق إبداعي متجدد وبلغة اليوم، وكأنه منبر نطل من خلاله على الآخر، ولكن بشرط الانطلاق من خصوصيتنا الحضارية واحترامها، وعدم التبعية العمياء للمدارس التشكيلية الأوروبية، فكان عليّ البحث عميقاً كي أقترب من ملامسة قوته الروحانية، ليل نهار، بمتابعة وتشجيع من صديقي الناقد الفرنسي العالمي ميشيل تابييه، حيث تحولت في باريس إلى مرحلة نوعية جديدة. وأوضح أن المخطوطات العربية القديمة التي نحتفظ بها منذ قرون عدة، تتمتع بجمال الخط والرسم الأنيق، ولكن هذا الجمال بحاجة للتجديد عن طريق الجرأة في طرحه بأسلوب حر عصري يصل إلى الجمهور العالمي ولا يقتصر على الجمهور الذي يدرك القيمة الروحية للحرف العربي، ويلح المهداوي على الإمكانات الكبيرة للحرف العربي في التعامل مع الذات والآخر، ومن بينها المقدرة على الدخول في أطروحات جديدة تدمج الخطوط والألوان بالموجودات الغريبة عن اللوحة لتتشكل تقديمات جادة تستفهم التاريخ والواقع وتواجه أفق تعاملهم مع اللوحة وفضاء التلقي، مؤكداً على أهمية هذه الطروحات وأهمية البحث عن فضاء أرحب ينتقل بالحرف العربي إلى آفاق العالمية. تعاون المهداوي مع الأديبة السعودية رجاء عالم، في إنتاج كتاب «مراتب العشق» وتحمل كل صفحاته الرسوم، كما عمل على ألف ليلة وليلة، وبالاتفاق مع الباحث جمال الدين بن شيخ أنجز نسخة مترجمة لبعض ليالي ألف ليلة - علي بن بكار وشمس النهار - واستطاع أن يمنح النسخة الفرنسية شكلاً أقرب لمخطوطها القديم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©